أعلن عشرات آلاف المتظاهرين في العاصمة العراقية بغداد اليوم الخميس رفضهم لتواجد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني  في العراق.
 
ردد المحتجون خلال تظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة بغداد شارك فيها عشرات الآلاف هتافات رافضة لسليماني الذي قالت  وكالة"أسوشيتد برس"إنه توجه إلى بغداد والمنطقة الخضراء في زيارة سرية بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق.
 
واعتبر المحتجون هذه الزيارة تحديا لمطالب العراقيين التي خرجوا من أجلها والمتمثلة في وقف الهيمنة الإيرانية وعدم التدخل في شؤون البلاد.
 
وقالت الوكالة الأمريكية  إن سليماني فاجأ مسؤولي الأمن بترؤس اجتماع بدلاً من رئيس الوزراء، ما يشير إلى قلق طهران من المظاهرات التي شهدتها أماكن مختلفة من البلاد حتى المعاقل الطائفية.
 
وذكرت الوكالة الأمريكية، خلال تقرير لها، أن الاحتجاجات التي شهدها العراق تشكل تحدياً أمام إيران التي تدعم الحكومة إلى جانب الجماعات المسلحة الموجودة هناك.
 
"نحن في إيران ندرك كيفية التعامل مع الاحتجاجات. حدث هذا في إيران وسيطرنا على الوضع"، هكذا قال سليماني للمسؤولين العراقيين، بحسب مسؤولين اثنين رفيعي المستوى على اطلاع بالاجتماع السري تحدثا مع الوكالة بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
 
وتشكل تلك الاحتجاجات تهديداً على النفوذ الإقليمي لطهران في وقت تعاني فيه بفعل العقوبات الأمريكية المُكبّلة.
 
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه بعد يوم على زيارة سليماني، أصبحت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في العراق أكثر عنفاً، مع ارتفاع حصيلة الضحايا لتتخطى الـ100 قتيل، مع إطلاق قناصة مجهولين الرصاص على المتظاهرين ليصيبوا بنيرانهم الرأس والصدر، ليصبح عدد الضحايا 150 خلال أقل من أسبوع.
 
وعندما تجددت الاحتجاجات هذا الأسبوع، كان هناك رجال يرتدون أقنعة وملابس مدنية سوداء يقفون أمام الجنود العراقيين، في مواجهة مباشرة مع المحتجين ويطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع. ولم يتمكن القاطنون بالمنطقة من تحديد هوية تلك العناصر، وسط تكهنات للبعض حول أنهم إيرانيون.
 
محللون أمنيون قالوا إن إيران خائفة من تلك المظاهرات لأنها حققت أكبر المكاسب في الحكومة والبرلمان من خلال أطراف مقربة منها منذ 2003"، مشيراً إلى عدم رغبة طهران في خسارة تلك المكاسب "لذا حاولت العمل من خلال حلفائها لاحتواء المظاهرات بطريقة إيرانية للغاية"، في إشارة إلى اللجوء للعنف في قمع المظاهرات.
 
لكن لم يجد الأمر نفعاً، إذ استؤنفت الاحتجاجات في العراق، الجمعة، بعد توقف لفترة وجيزة، إذ يشكو العراقيون من أن المليشيات الطائفية المرتبطة بإيران شيدت إمبراطوريات اقتصادية، وسيطرت على مشاريع الدولة للتعمير كما تتوسع لأنشطة تجارية غير مشروعة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية