أُصيبت ناقلة نفط في ساحل عُمان بهجوم عبر طائرة مسيّرة، وذلك بعد 24 ساعة من إعلان البحرية الأمريكية ضبط سفينة إيرانية في ذات الممر المائي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي (أدوات طهران في اليمن)، الأمر الذي حصر التساؤلات عمّن يقف وراء الهجوم، وبدت إيران على رأس القائمة مع بقاء السؤال: هل تم الهجوم بشكل مباشر أم عبر أدواتها؟
 
اتهام أمريكي رسمي لإيران
 
الولايات المتحدة الأمريكية لم تتأخر كثيرًا، حيث سارعت بتوجيه اتهام رسمي، مؤكدة أن إيران وراء الهجوم على ناقلة نفط في ساحل عُمان.
 
وفي بيان صادر عن مستشار الأمن القومي، أدانت الولايات المتحدة- بأشد العبارات الممكنة- الهجوم  على الناقلة التجارية "إم في باسيفيك زركون"، التي كانت تمر في المياه الدولية قبالة سواحل عُمان. 
 
وورد في البيان: "عند مراجعة المعلومات المتاحة، نحن على ثقة من أن إيران من المحتمل أن تكون قد نفذت هذا الهجوم باستخدام طائرة بدون طيار، وهي قدرة مميتة تستخدمها بشكل متزايد، بشكل مباشر وعبر وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتنتشر في روسيا لاستخدامها في أوكرانيا".
 
 وأضافت: "لا يوجد مبرر لهذا الهجوم، وهو الأحدث في نمطٍ من هذه الأعمال والأنشطة الأوسع المزعزعة للاستقرار. هذا الإجراء يهدد بشكل أكبر حرية الملاحة عبر هذا الممر المائي الحيوي، والملاحة والتجارة الدولية، وحياة من هم على متن السفن المعنية".
 
 
ونوهت بتصريح سابق  للرئيس بايدن خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط؛ "الولايات المتحدة ملتزمة بدعم التدفق الحر للتجارة عبر ممراتها المائية الحيوية. كانت البحرية الملكية البريطانية أول من استجاب، ونعرب عن تقديرنا للتنسيق متعدد الأطراف بقيادة المملكة المتحدة. سنعمل مع الشركاء والحلفاء، بما في ذلك كجزء من بناء الأمن البحري الدولي، لمحاسبة إيران والرد من خلال الوسائل المناسبة".. انتهى البيان الأمريكي.
 
الحكومة اليمنية هي الأخرى، وجّهت أصابع الاتهام إلى إيران، مؤكدة ذلك على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني. 
 
لا أحد له مصلحة في استهداف ناقلة نفط في ساحل عمان سوى إيران، حتى لو لم يكن الهجوم جاء بعد ضبط شحنة المتفجرات الإيرانية، وفق تقديرات محللين؛ أما والحال كذلك فإن المجتمع الدولي لا يحتاج إلى دليل مادي على تورط طهران.
 
حيث لم يكن اعتراض وضبط سفينة التهريب الإيرانية بالحدث السهل؛ فلقد شكل ذلك ضربة موجعة للحرس الثوري الإيراني وأدواته في اليمن (مليشيا الحوثي الإرهابية). 
 
 السفينة، وفق بيان البحرية الأمريكية، كانت تحمل 70 طنًا من كلورات الأمونيوم و100 طن من سماد اليوريا، الذي يُستخدم لصنع المتفجرات، وهي ذات المواد التي نسفت مرفأ بيروت قبل عامين.
 
وقال الأسطول الخامس الأمريكي ومقره البحرين، إنه تم اعتراض القارب في 8 نوفمبر الجاري، "أثناء عبوره في المياه الدولية".
 
وتم اعتراض السفينة وأفراد طاقمها المكون من أربعة يمنيين، أثناء عبورهم من إيران على طول طريق يُستخدم لتهريب الأسلحة إلى مليشيا الحوثي في اليمن، وفقًا للبحرية الأمريكية.
 
وبحسب ما أكده نائب الأدميرال براد كوبر، "كانت هناك كمية ضخمة من المواد المتفجرة، تكفي لتزويد أكثر من عشرة صواريخ باليستية متوسطة المدى بالوقود حسب الحجم".
 
يبقى السؤال: هل تم الهجوم من قِبل إيران مباشرة أم عبر أدواتها في اليمن (مليشيا الحوثي)؟

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية