في حادثة هزت الشارع اليمني، تلقى علاء الزغروري خبر وفاة طفلته، بعد يومين على وفاة شقيقها؛ إثر إصابتهما بحمى الضنك المتفشية في المدينة بشكل غير مسبوق.
 
حادثة مفجعة كانت سببًا في إصابة أم الطفلين بجلطة لحقت بها جراء صدمة الموت المتتالي الذي انتزع حياة طفليها، ليتم إدخالها العناية المركزة بمستشفى الصفوة، حيث لا زالت تصارع الموت في غرفة العناية الفائقة، بينما الأب يعيش وحيدًا منتظرًا بفائق الأمل نجاة زوجته المحاطة بالأخطار.
 
وتعاني مدينة تعز من كارثة صحية كبيرة؛ إثر تفشي فيروس حمى الضنك، حيث يتم إسعاف المئات بشكل يومي إلى المستشفيات والمراكز الصحية، في ظل تدني الخدمات الصحية التي تقدمها هذه المراكز، مع استمرار الحصار الحوثي على المدينة، ما تسبب بتسجيل عدد من الوفيات، بالإضافة إلى حالات الوفاة التي لم تصل إلى المستشفيات والمراكز الصحية، ولم يتم تسجيلها بشكل رسمي.
 
رئيس هيئة مستشفى الثورة بتعز الدكتور عبدالرحيم السامعي قال لـ"2 ديسمبر" إن تدفق مرضى الحميات اليومي على المستشفى يستمر في ظل إمكانات ضعيفة وغياب الدعم من كافة الجهات، مشيرًا إلى أن هيئة المستشفى طالبت الجهات الرسمية بتخفيف الحمل عن الكادر والمواطنين، بتوفير الأدوية الخاصة بالحميات، والمستلزمات الخاصة للتحاليل الطبية، وأدوية العناية المركزة، وفصل مشتقات الدم مثل الصفائح الدموية، حيث يصل الحال ببعض الحالات إلى الترقيد والعناية لأيام.
 
وأضاف رئيس هيئة مستشفى الثورة، أنه "منذ مطلع شهر يوليو حتى الآن، وصلت المستشفى 880 حالة اشتباه بحمى الضنك، منها 325 حالة مؤكدة، وأن عدد الحالات التي وصلت لقسم الطوارئ والعيادات لقسم الحميات بلغ 4110، بينما تم تسجيل 7 حالات وفاة في قسم الحميات".
 
مسؤول الإعلام بمكتب الصحة بتعز، تيسير السامعي، كشف لـوكالة" 2 ديسمبر" أنه حتى الآن تم تسجيل 11 ألف حالة إصابة، إضافة إلى 15 حالة وفاة تم تسجيلها بشكل رسمي.
 
وأضاف السامعي أن حمى الضنك مرض موسمي مستوطن في تعز، وكل سنة يتم تسجيل آلاف الحالات، "فالوباء ينتشر بشكل كبير في موسم سقوط الأمطار؛ نظرًا لأن السكان يقومون بتخزين المياه بشكل خاطئ داخل الخزانات، وهذا يؤدي لتكاثر البعوض الناقل للوباء، وبالتالي تكثر الإصابة بالفيروس وتزداد الحالات خاصة في أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، وبسبب استمرار هطول الأمطار في تعز ما زالت الإصابات تُسجَّل كل يوم".
 
وعن دور مكتب الصحة في مواجهة الوباء، قال السامعي إن قيادة مكتب الصحة بذلت جهودًا كبيرة لمواجهة الوباء، بدأت من وقت مبكر من خلال مخاطبة وزارة الصحة بالعاصمة المؤقتة عدن ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات المحلية، من أجل تقديم الدعم لمواجهة الوباء قبل موسم الأمطار؛ لكن لم تكن هناك أي استجابة".
 
 وأشار السامعي إلى أن مكتب الصحة حسب الإمكانيات المتاحة، "قام حتى الآن بحملتي رش ضبابي ورذاذي، وحملة توعية وتثقيف، وإزالة بؤر، وكان الهدف منها الحد من انتشار البعوض الناقل للوباء، وهذه الجهود ليست كافية لكنها جاءت حسب المتاح، ومكافحة حمى الضنك تحتاج إلى تكاتف الجميع، تبدأ بالمواطن لأن المواطن يلعب دورًا كبيرًا جدًا في مكافحة الفيروس، كذلك يجب أن تقوم كل القطاعات الحكومية بدورها بجانب مكتب الصحة، مثل التحسين والبلدية وصحة البيئة".
 ‏
وأصدر مكتب الصحة بتعز بيانًا دعا فيه كافة القطاعات المختصة بالمحافظة، بما فيها مكتب النظافة والتحسين، والأشغال والبيئة إلى تكاتف الجهود للعمل على تخفيف حِدة انتشار وباء حمى الضنك.
 
وطالب المكتب، مدراء المديريات بتسهيل عمل الفرق الميدانية، وردم المستنقعات وبؤر توالد البعوض التي تفاقم وتوسع دائرة هذا الوباء، كما دعا جميع المدنيين في تعز إلى التعاون مع فرق الرش، واتخاذ الإجراءات اللازمة من جانبهم لمكافحة حمى الضنك، وتتمثل تلك الإجراءات في تغطية الأواني المنزلية، وخزانات المياه المكشوفة، والاهتمام بالنظافة على أوسع نطاق، والتخلص من القمامة وتجفيف المياه الراكدة.
 
ويوم أمس، وجّه العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح- عضو مجلس القيادة الرئاسي_ رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية- رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بمتابعة الجهات ذات العلاقة لتنفيذ حملة لمواجهة حمى الضنك في تعز والمحافظات المتضررة من الوباء، معلنًا استعداد الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية للمساهمة في هذه الحملة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية؛ بهدف التخفيف من وطأة الوباء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية