لم تترك ميليشيات الحوثي الكهنوتية نوعًا من الجرائم والانتهاكات إلا واستخدمته بحق سكان محافظة الحديدة، ابتداءً بالقصف الصاروخي والمدفعي على منازل المدنيين، مرورًا بزرعة حقول الألغام التي راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء، إلى استحداث معامل تصنيع الألغام في الأحياء السكنية وشن عمليات الاختطافات بالجملة، وصولًا إلى استهداف مستشفى الثورة وسوق السمك لا لشيء سوى المتاجرة بدماء المدنيين عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي جلسة للوقوف أمام التطورات على الساحة اليمنية، ولكنها فشلت في المتاجرة وانكشفت الجريمة فلجأت إلى محاولة تغطية الجريمة البشعة.

 

ومع ذلك، لم تستطع هذه الجرائم المليشياوية البشعة شق طريقها إلى تقرير خبراء الأمم المتحدة الذين أصدروا تقريرهم قبل أيام، ونسوا أو تجاهلوا بشكل متعمد سلسلة من الجرائم الحوثية المرتكبة في مديريات الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة، وعاصمة المدينة، منها سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح خلال الأسابيع الماضية بقصف مدفعي وصاروخي شنته ميليشيات الحوثي الكهنوتية على القرى السكنية، وبألغام أرضية زرعتها المليشيا الإرهابية بمداخل القرى والطرق الرئيسة والفرعية وفي المزارع والمديريات والموانئ.

 

وعلمت "وكالة 2 ديسمبر"، من مصادر حقوقية وأخرى محلية بسقوط عشرات المدنيين قتلى وجرحى بقصف مدفعي وبألغام حوثية بإحدى مديريات الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة خلال الأسابيع الماضية، مُفيدة باستشهاد 25مدنيًا، وإصابة 18آخرون بجروح بعضهم حالته خطرة، وبينهم نساء وأطفال.

 

وبحسب المصادر، استشهد عبدالله زيد جابر دخن، علي احمد حكمي، يحي بغيلي، براهيم يحي بغيلي، عادل قاسم  غربي، حسان حسن علي كيدل، يحي حسن جبلي، عياش حسن كلفود، خلود سلمان عبدالله عبيد، عبير أحمد علي كيدل، دعاء يحي موسى، عادل محمد دخن الملقب 'السلامي ،عادل سالم فايد ،محمد عياش كليب ،ابراهيم عياش، جابي يزن عمر، عامر جمال سالم ،سعيد حداد ،احمد حسين جبريل معروف ،نسيم حسين جبريل معروف، احمد حسين غريب, أسامه كلفود يوسف كلفود, أحمد أحمد حسن غربي ٦٠ عاما، فوزية نصر مقنزع، مازن أحمد أحمد حسن غربي١٠ اعوام، نرجس أحمد أحمد حسن غربي.

 

وجميع الشهداء وفق المصادر، من مديرية التحيتا فقط، وليس من جميع مديريات الساحل الغربي للبلاد، واستشهدوا برصاص قناصة ميليشيات الحوثي وبقذائف مدفعيتها، وبألغامها الأرضية خلال الأسابيع الماضية، موضحة أن الإحصائية ليست نهائية.

 

وفي المديرية نفسها أصيب 18مدنيًا بجروح بقصف وبألغام وقناصة ميليشيات الحوثي، حسبما أفادت به المصادر التي أوضحت أكثر:" أصيب عبدالله اباصري، عبده عمر عامر جمال، عياش علي يعقوب، نبيل يحي سليمان أهيف، أم علي احمد أهيف، أبنت صديق أهيف، إبراهيم احمد حسن اخضر، حاتم جناني، علي محمود قطاب، أنور علوي، نصر سلامي، حنان دخن، عبدالله ناصر عبدالله عبيد، رياض احمد احمد حسن غربي ٨ أعوام، أزهار احمد احمد حسن غربي ١٤ عاما، محمد احمد احمد حسن غربي ١٧ عاما، يحي عمر بلكم  ١٨ عاما، عبدالله فيصل أهيف ١٨ عاما".

 

وكل ما ذُكر إحصائية أولية وليس لحصر لجرائم ميليشيات الحوثي في مديرية التحيتا، التي لازالت تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي حوثي مستمر حتى اليوم، وفق ما ذكرته المصادر، التي قالت إن هناك جرائم مماثلة وأكثر بشاعة ارتكبتها المليشيات في مديريات مجاورة للتحيتا، وتجاهلها خبراء الأمم المتحدة بشكل متعمد.

 

وأفادت، بارتكاب ميليشيات الحوثي عددا من الجرائم في مديريات الدريهمي وحيس والخوخة وزبيد، ضف إليه انتهاكات ميليشياوية تحدت فيها القوانين الدولية بداخل المدينة.

 

وسردت بعضًا منها، حيث ذكرت قيام ميليشيات الحوثي بارتكاب مجزرة بشعة قبل أسابيع بمديرية حيس سقط فيها قتلى وجرحى من الأطفال، موضحة أكثر: "أطلقت ميليشيات الحوثي قذيفة مدفعية سقطت قرب تجمع لأطفال كانوا يصطفون لجلب المياه قرب خزان مياه لأسرهم".

 

وواصلت سردها، ارتكبت ميليشيات الحوثي عددا من الجرائم بقرى المنظر المحاذية لمطار الحديدة عبر استهداف القرى السكنية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية، وكان آخرها سقوط عدد من المدنيين أثناء وقوفهم أمام إحدى المخابز لجلب الخبز لأسرهم، إضافة إلى استهداف قرى الدريهمي والخوخة، ناهيك عن حقول الألغام الحوثية التي لم تترك مساحة عند الساحل الغربي للبلاد إلا وزرعت فيه.

 

وبداخل مدينة الحديدة، استحدثت ميليشيات الحوثي سواتر ترابية وحفرت الخنادق وقطعت المياه عن عدد من الأحياء، وأقامت معملًا لتصنيع الألغام في أحد الأحياء القريبة من مستشفى العسكرية، وبالتحديد في منزل طباخ المستشفى، إضافة إلى ارتكاب مجزرة بشعة قبل أسابيع بحق نزلاء السجن المركزي بالمدينة.

 

وكانت آخر المجازر وأكثرها بشاعة مجزرة ميليشيات الحوثي الكهنوتية في مستشفى الثورة وسوق السمك التي سقط فيها عشرات المدنيين، وكانت تحاول من خلالها حشد الرأي العام الدولي ضد التحالف العربي قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي للاستماع لإحاطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفث، عبر اتهام التحالف بالوقوف وراء المجزرة، وأن المجزرة وقعت بغارة لمقاتلات الأخير.

 

وفشلت في ذلك، بعدما أظهرت صور نشرتها قناتها "المسيرة" للمناطق المستهدفة كشفت وجود بقايا قذائف هاون، وزاد فشلها بعد كشف التحالف مصدر القصف الحوثي، إذ أفاد بأن مصدره معسكر الأمن المركزي في المدينة، وعرض صورًا تؤكد صحة إفادته، ليكشف بذلك مدى تجرد المليشيات الحوثية من القيم الإنسانية ولجوؤها إلى استهداف المدنيين وارتكاب المجازر البشعة للمتاجرة بها.

 

وعلى الرغم من كل ما سبق، تجاهل خبراء الأمم المتحدة هذه الجرائم، التي هي مجرد أمثلة وليست للحصر، ليكشف الخبراء ابتعادهم عن الحياد في العمل وانحيازهم بشكل واضح للمليشيات الحوثية، وهو ما كشفته صيغه التقرير.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية