تبنت حركة طالبان الثلاثاء اعتداء بشاحنة مفخخة وقع مساء الإثنين في كابول وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من مئة، متوعدة بهجمات جديدة في العاصمة الأفغانية.

 

وكتب المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في رسالة على واتساب أن أربعة مهاجمين شاركوا في الاعتداء الذي استهدف مجمعا محصنا كان يقيم فيه حتى وقت قريب العديد من الأجانب ولا سيما عدد من موظفي الأمم المتحدة لكنه كان خاليا بشكل شبه تام مساء الاثنين.

 

وأوضح المتحدث أن عنصرا من طالبان فجر العبوة في الشاحنة، فيما هاجم ثلاثة مسلحين آخرين المجمع.

 

ولكن السلطات الأفغانية لم تؤكد هذه الوقائع ولا الشهادات التي جمعتها فرانس برس وتحدثت عن انفجار شاحنة مفخخة.

 

وقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة حراس، بحسب وزارة الداخلية، وأصيب 113 آخرون بجروح، وفق ما أفادت وزارة الصحة الثلاثاء.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الهندية الثلاثاء مقتل أحد مواطنيها في الاعتداء وأنها ستتخذ "التدابير المناسبة لاستعادة الجثة".

 

ونددت أيضاً بـ"الاعتداء الدنيء" على غرار سفارة الولايات المتحدة لدى كابول التي تحدثت عن "عمل جبان" أدى إلى "مقتل وجرح الكثير من الأبرياء المدنيين الأفغان والأجانب".

 

ومعظم الجرحى مدنيون يقيمون في المنازل المجاورة أو مارة على الطريق المؤدية إلى جلال اباد والتي تشهد زحمة في مثل هذا الوقت من النهار.

 

وأدى عصف الانفجار إلى تحطم زجاج المنازل على مسافة مئات الأمتار، على ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس صباح الثلاثاء، فيما أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى موقع الاعتداء.

 

وقال محمد عارف، أحد السكان، لفرانس برس "لم يسلم أي من السكان من الانفجار. عندما خرجت إلى الشارع رأيت العديد من الجثث ممدة على الأرض".

 

وقال بدوره أمجد المقيم في المنطقة، "كنت مع عائلتي في المنزل عندما تحطمت كل النوافذ وأصيب كل واحد منا. ثم ساد الظلام ولم نعد نرى شيئاً. وعندما وصلنا إلى المستشفى وجدنا عدداً كبيراً من الجرحى".

 

وفي رسالة ثانية، توعدت الحركة بتنفيذ هجمات أخرى في كابول ردا على تعيين المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات أمر الله صالح المعروف بمشاركته في الحملة ضد طالبان وزيرا للداخلية.

 

وأدان مستشار الأمن الوطني الأفغاني حمدالله مهيب الهجوم ووصفه في تغريدة بأنه "تخريب" في حين "يرتسم توافق إقليمي من أجل السلام"، وتوعد "بالرد".

 

يعود آخر اعتداء ضد أجانب في كابول إلى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، وقد تبنته حركة طالبان واستهدف الشركة الأمنية البريطانية "جي 4 إس" موقعا 43 قتيلا في مبنى حكومي.

 

وفي 24 كانون الأول/ديسمبر استهدف اعتداء بسيارة مفخخة أعقبه هجوم بالأسلحة مجمعا حكوميا، ما أدى إلى سقوط 43 قتيلا على الأقل.

 

وتتكثف الجهود الدبلوماسية منذ نهاية 2018 لوضع حد للنزاع المستمر منذ 17 عاما في أفغانستان بين متمردي طالبان والقوات الحكومية المدعومة من الأسرة الدولية.

 

ووقع الهجوم الأخير فيما يقوم الموفد الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد بجولة آسيوية منذ أسبوع، زار خلالها الهند والصين وستقوده لاحقا إلى باكستان وأفغانستان.

 

لكن الدبلوماسيين في كابول حذروا من أن هذه المحادثات قد تترافق مع تصعيد للعنف في أفغانستان. ويبقى مستوى الخطر مرتفعاً أن تتعرض كابول لمزيد من الهجمات.

 

وكالات

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية