تشعر الطالبة لمياء بسعادة بالغة لتمكنها من العودة إلى مدرستها في الساحل الغربي، بعد ثلاثة أعوام من التوقف عن التعليم، قضت تلك الفترة في رعي الماشية ونقل الأحمال وجمع الحطب ومشاركة أسرتها في الأعمال الزراعية، كما عملت أيضاً في تفحيم الحطب بموقد جوار مزرعتهن لفترة ليست بالقصيرة.

 

تحمل لمياء اليوم حقيبتها وقنينة ماء (زمزمية)، وتذهب صباحاً منذ أسبوعين إلى مدرستها الكائنة في قرية يختل بعزلة الزهاري في الساحل الغربي، وتقول إنها تنافس بشجاعة للحصول على المركز الأول بين زميلاتها في الصف الثامن.

ستمائة وإحدى عشرة طالبة يتجمعن في مدرسة خديجة بنت خويلد في طابور الصباح ويتلقين حصصاً دراسية بانتظام على يد 25معلما ومعلمة أغلبهم يعملون تطوعاً منذ مطلع فبراير الجاري بعد أن أعاد الهلال الأحمر الإماراتي صيانة المدرسة وانتشالها من الدمار الذي خلفته المليشيات الحوثية الإرهابية.

جهود كبيرة يقوم بها المعلمون في مدارس الفتيات بالساحل الغربي، إيماناً منهم بضرورة تعليم الفتاة وإشراكها في صناعة التعليم، كما يقول الأستاذ عبد الجليل معروف مدرس مادة الاجتماعيات بمجمع 22مايو للبنات في مديرية الخوخة.

 

وأكد معروف انتظام العملية التعليمية والتحاق آلاف الفتيات بمسيرة التعليم بعد أن ساد الأمان وتحسنت الأوضاع وعادت الخدمات إلى المناطق المحررة بالساحل الغربي. حيث ترسخ الأمن بفعل جهود القوات المشتركة واستقرت الحياة وزال الخطر عن المدنيين.

 

وعندما كان مراسل "وكالة 2 ديسمبر" يجثو في مجمع الثاني والعشرين من مايو كانت ساحة الراحة تعج بمئات الطالبات، في صورة تجسد الهمة العالية للطالبات ومعلميهن وذويهن بأهمية العودة إلى المدارس لتجاوز تداعيات الألم الذي تركته المليشيات في صدور أبناء الساحل الغربي قبل طردها من أغلب مناطقه.

 

وأشاد الأستاذ عبده سالم مدير مدرسة خديجة بنت خويلد بالجهود التي يبذلها الهلال الأحمر الإماراتي من خلال اهتمامه بالعملية التعليمية، وترميم المدارس وتمكين الطلاب من العودة إلى مقاعد الدراسة. مشيراً إلى أن التعليم في مدرسته مستقر ويسير بانتظام ويبذل المعلمون هناك كل الجهود لتحسين العملية التعليمية ومواجهة كل المعوقات.

 

ولم يقتصر التعليم في هذه المدارس على أبناء الساحل الغربي، بل التحقت مئات الطالبات النازحات بفوج المتعلمات، ثمة نازحات من مدينة الحديدة ومدينة تعز وأخريات من محافظات أخرى استقر بهن الحال في الساحل الغربي مع أسرهن وبدأن حياتهن كلياً ملتحقات بالمدارس لمواصلة درب التعليم الذي عطله الحوثيون في مناطق سيطرتهم.

 

نور التي تدرس في الصف السادس تشجعت لسرد قصتها لمراسل الوكالة عندما كان يسجل انطباعات الطالبات إزاء عودتهن إلى المدارس، تقول: "نزحت من مدينة تعز من حوض الأشراف بسبب حرب الحوثيين وانتقلت إلى الساحل الغربي مع أسرتي، والآن أدرس بكل أمان".

تأمل نور أن يحالفها الحظ في المستقبل وتكون طبيبة، وردت على سؤال عن تدهور العملية التعليمية بسبب الحوثيين ما يعني أن الأحلام ستصبح صعبة المنال، ردت: "الحوثي يقتل الناس وبينتهي، وبترجع اليمن مستقرة ونرجع بيوتنا ومدارسنا وبنحقق أحلامنا كلها". هي تؤمن مثلها مثل كل اليمنيين أن الحوثي استغل الأوضاع المعقدة في البلاد لأخذ فترة نقاهة لكنه منتهٍ عما قريب أمام الإصرار الوطني على مواجهته دون تراجع.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية