قال حامي أقصوي المتحدث باسم الخارجية التركية في المؤتمر الصحفي الاعتيادي في العاصمة أنقرة الجمعة إن بلاده تسعى لإقناع الولايات المتحدة بالسماح لشركة توبراش للتكرير، أكبر مستورد نفط في البلاد، بمواصلة شراء النفط الخام من إيران بدون التعرض لعقوبات.

 

وقالت واشنطن الاثنين إنها لن تجدد استثناءات منحتها العام الماضي لمشتري النفط الإيراني، بما في ذلك تركيا، وطالبت بوقف المشتريات بحلول أول مايو/أيار وإلا فإن المشترين سيواجهون عقوبات.

 

والقرار أكثر تشددا مما كان متوقعا، ويؤثر على عدد من المستوردين الرئيسيين الذين ناشدوا واشنطن السماح بمواصلة شراء النفط الإيراني دون الوقوع تحت طائلة العقوبات.

 

وتنتهج واشنطن أسلوب ممارسة "الحد الأقصى من الضغط الاقتصادي" على إيران وتهدف في نهاية الأمر من خلال العقوبات إلى وقف صادرات النفط الإيرانية ومن ثم خنق مصدر الدخل الرئيسي لطهران.

 

وفي حين تتجه دول توريد النفط الإيراني إلى وقف تعاملاتها مع طهران تبدو انقرة متمسكة بالتبادل مع جارتها.

 

والأسبوع الماضي قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تدرس تأسيس آليات جديدة للتجارة مع إيران مماثلة لنظام أقامته دول أوروبية لتفادي العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على صادرات النفط الإيرانية في العام الماضي.

وجدد جاويش أوغلو معارضة تركيا للعقوبات، وقال إن أنقرة وجارتها إيران بحاجة لمواصلة العمل لزيادة حجم التجارة بينهما إلى 30 مليار دولار وهو ما يصل إلى نحو ثلاثة أمثال المستويات الحالية.

 

وأبلغ جاويش أوغلو مؤتمرا صحفيا بعد محادثات مع نظيره الإيراني جواد ظريف "بجانب الآليات القائمة، نعكف على تقييم سبل تأسيس آليات جديدة، مثل الآلية الأوروبية... وكيف يمكننا إزالة العراقيل أمامنا وأمام التجارة".

 

ويرى مراقبون أن التصريحات التي تصب في خانة توسيع التقارب بين تركيا وإيران ليست من فراغ بل فرضتها ضرورة ملحة للبلدين خاصة مع اتساع عزلتهما في المنطقة.

 

ودائما ما توجه أنقرة انتقادات للسياسات الأميركية خاصة فيما يتعلق بالقضية الكردية وملف منظومة صواريخ اس-400 الروسية.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك أنها لن تستطيع الوصول إلى نتيجة عبر الإملاءات.


وأكد أقصوي أن تركيا تواصل مباحثاتها مع الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة بين الجانبين مشددا أن بلاده تتطلع إلى اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة حيال القضايا التي تتعلق بأمن تركيا وفي مقدمتها تنظيمات "ب ي د" و"ي ب ك" و"غولن".


وأضاف "نرى أن الولايات المتحدة تلجأ إلى لغة التهديد ويتعين عليها الإدراك بأنها لن تستطيع الوصول إلى نتيجة عبر الإملاءات".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية