فجرت الأمم المتحدة فضيحة جديدة في اليمن من خلال تقديمها دعما جديدا متعلقا بجهود نزع الالغام للمليشيات الحوثية التي أغرقت اليمن بملايين الألغام وأسقطت ولا تزال ضحايا مدنيين بالآلاف ويمتد تأثيرها لعشرات السنين وفقا لتحقيقات استقصائية ومتخصصة.

 

وفي وقت تسابق فيه فرق الهندسة للمقاومة المشتركة نزع الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في كل شبر بالساحل الغربي وداخل مدينة الحديدة بجانب جهود من برامج إسناد، أعلن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن دعم موجه للمليشيات الحوثية تحت يافطة نزع الألغام وفي إطار ما وصفه بـ"برنامج الشراكة".

 

وجرى حفل تسليم رسمي بذلك في خطوة وصفت بالفضيحة وفجرت عاصفة غضب على منصات التواصل الاجتماعي.

 

ووصف وزير الإعلام معمر الإرياني الدعم المقدم من قبل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة للمليشيا الحوثية بالفضيحة الأممية الجديدة، واستهتارا خطيرا بأرواح اليمنيين، مؤكداً أن المليشيات ستستخدم سيارات الدفع الرباعي المقدمة لها في دعم عملياتها القتالية وتصعيدها في محافظات الضالع والحديدة.

 

من جانبه تساءل عضو مجلس نقابة المحامين اليمنيين فيصل المجيدي ما سر الرقم 20 مع الأمم المتحدة التي دعمت المليشيا ب 20 مليون دولار بحجة نزع الألغام واليوم تعلن عن دعمها لهم ب 20 سيارة دفع رباعي بذات الحجة؟! واصفاً ذلك بأنه فضيحة الدهر.

 

ويتطرق الصحفي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية لما جرى بالقول إن ذلك يعني ان زراعة الألغام ستكون أسهل، ويوافقه الصحفي في العرب اللندنية صالح البيضاني لافتاً إلى أن الحوثيين سيستخدمون هذه السيارات في زرع المزيد من الألغام وليس نزعها!

 

واتهم الكاتب السياسي عبدالله إسماعيل الأمم المتحدة بدعم جهود زراعة الألغام في اليمن، مشيرا إلى أن ذلك مدعاة لعدم ثقة اليمنيين في الأمم المتحدة ومنظماتها ومبعوثيها، أما وكيل وزارة الثقافة فياض النعمان فقال إن العار أصاب الامم المتحدة بدعمها الميليشيات الحوثية ببرنامج نزع الألغام وسيارات رباعية الدفع.

 

وفيما وصفته وسائل إعلام عربية بـ"أغرب دعم أممي لزارعي الألغام الحوثيين" تداول الناشطون اليمنيون على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية هاشتاق ذيلوا به تغريداتهم ومنشوراتهم الغاضبة التي عجبت بها منصات التواصل الاجتماعية مثل:

 

#UNDP_funds_houthis_landmines وكذا #الأمم_المتحدة_تمول_ألغام_الحوثي

 

وتواصل الجماعة الموالية لإيران زرع الألغام المتنوعة على نطاق واسع في مناطق سيطرتها وخطوط التماس لاستهداف المدنيين ؛ حيث شهد الشهران الأخيران تصاعدا كبيرا في عدد الضحايا في أكثر من جبهة حيث تزرع الميليشيات الألغام بشكل عشوائي ولا يهمها من الذي سيتضرر.

 

فلم يعد زرع ميليشيات الحوثي للألغام هدفه إعاقة القوات اليمنية من التقدم والسيطرة على المناطق التي تفر منها بقدر ما هو الهدف الانتقام وقتل المواطنين في مساكنهم وقراهم.

 

وعلى ضوء ذلك اعتبر مانع المطري تسليم عشرين سيارة لقائد عسكري حوثي ومرافق أمني لمحمد علي الحوثي اشتراكاً بجريمة قتل متعمدة تشترك فيها الأمم المتحدة مع مليشيا الحوثي من خلال تزويدها بقدرات لوجستية لتقتل المدنيين بمزاعم نزع الألغام.

 

ويلفت الكاتب الصحفي محمد سعيد الشرعبي إلى أن الدعم الأممي للحوثيين فيما هم يزرعون الألغام في (الطرقات، والمنازل والمزارع، والصحارى، والجبال، والسواحل، والجزر)، ونتج عنها مقتل وإصابة آلاف المدنيين منذ بداية الحرب.

 

وفيما تؤكد تقارير المنظمات الدولية والمحلية وتقارير فريق الخبراء التابع لمجلس الامن الدولي أن المليشيات الحوثية تقوم بزراعة آلاف الالغام والمتفجرات تقوم الامم المتحدة بدعمها وتمنحها مكافآت على جرائمها، وفقا لما طرحه ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏الصحفي والناشط السياسي أحمد شبح.

 

ويؤكد ياسر العقلاني مشاركة الأمم المتحدة للحوثيين في قتل اليمنيين ويتساءل متهكماً عمن يقوم بزرع الألغام حتى تسلم الأمم المتحدة الحوثيين سيارات تحت مسمى جهود نزع الألغام؟!

 

وتعتمد المليشيات الحوثية سياسة الأرض المحروقة على غرار تنظيم داعش الإرهابي كوسيلة انتقامية من المدنيين في اليمن لم تجد غيرها مع كل اندحار لها على أيدي القوات اليمنية ، غير عابئة بما أحدثته من دمار في اليمن، حيث قامت بزراعة الألغام في المنشآت العامة والخاصة، وفي الجسور علاوة على زراعتها للألغام الفردية في المزارع وحقول السكان ومنازلهم وذلك في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، لكنها ركزت على المناطق الآهلة بالسكان مما تسبب بمقتل مئات اليمنيين وإصابة الآلاف غالبيتهم فقدوا أطرافهم وتهجير آلاف السكان من منازلهم خوفا من الموت الذي يتربص بهم مع كل خطوة.

 

ويقدر خبراء عسكريون أن عدد الألغام التي زرعها الحوثي تتجاوز المليون لغم في الوقت الذي لا تتوقف فيه الميليشيات عن زرع الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان بالألغام لإزهاق أرواح المدنيين العزل وتعريض ممتلكاتهم للخطر.

 

ووصل عدد الضحايا في الساحل الغربي إلى 2500 شخص – وفقا لإحصائية حديثة - أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول أي ما نسبته 60 في المائة من إجمالي عدد الضحايا في مختلف المناطق اليمنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية