فيديو|عدنان.. طفل سرقت ألغام الحوثي أطرافه وتركته يواجه الحياة على كرسي متحرك
لم يكن الطفل "عدنان طاهر حشَّاش، ذو الـ13 عاماً" يدرك انه سيصبح مكبلاً بقيد لم يحرره الزمن، بعد أن كان يقوم بواجبه في رعي الأغنام كل صباح، منذ وفاة والده، في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.
في صبيحة الثاني من سبتمبر 2023م، خرح عدنان، كعادته لرعي الأغنام في أطراف قرية بيت مغاري شمال غرب حيس، التي تحرر محيطها والمناطق المجاورة لها على يد القوات المشتركة أواخر نوفمبر 2021م، بينما ظلت مخلفات المليشيا من الألغام والمتفجرات تتربص بحياة المدنيين.
وبينما كان عدنان يرعى قطيع أغنامه الصغير، وجد جسماً غريباً على هيئة لعبة ظن أنها ستسليه في المرعى. أخذها وهو يقلبها يميناً ويساراً، ثم جلبها معه إلى المنزل، ولم يدرك أنه جلب الموت بيده.
لم يتعرف عدنان الطفل البريء، على الجسم الحوثي الخبيث الذي وجده وكأنها هدية ملقاه تنتظره، أخرج آلة حديدية، وما إن بدأ يضرب بها، حتى دوت قرية بيت مغاري بالانفجار، هرعوا مسرعين إلى المكان فوجدوه غارقاً في بركة من الدماء، ويكاد جسمه ينضب، فأسعفوه وخضع لعدة عمليات جراحية، نتيجة الجراح العميقة التي اخترقت جسده وخلفت إعاقات وتشوهات تلازمه.
الحادث الأليم الذي هز ارجاء مدينة حيس وقرية بيت مغازي على وجه الخصوص، نتج عنه بتر لقدمه وكفيه، وفقدان احدى عينيه، كما أثر على صحته بشكل كبير، وتركه واسرته يعيشون معاناة لا تنتهي.
أصبح الطفل البريء يقضي وقته على كرسي متنقل متأملاً في مستقبلٍ أفضل، حاملاً آلامه وجروحه بصمت، منذ إصابته باللغم الحوثي، وهو بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج وفقاً لتقارير طبية لاستكمال علاجه.
أم الطفل عدنان، قالت لـ "2 ديسمبر" إنهم اضطروا على مغادرة منزلهم السابق، خوفًا من تلك الألغام المتربصة بحياتهم في قرية بيت مغاري التي تشهد حوادث متكررة بالألغام، قاصدين قرية سكنية خاصة بأسر الأيتام جنوب حيس تم منحهم فيها منزل.