ظلت المطاردة قائمة بين مانشستر سيتي وليفربول للفوز ببطولة الدوري الإنجليزي حتى المرحلة الأخيرة من الموسم المنصرم، قبل أن يحسم فريق المدرب الإسباني غوسيب غوارديولا الأمور لمصلحته في النهاية، ليتوج باللقب للموسم الثاني على التوالي. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أفضل المديرين الفنيين في البطولة هذا الموسم:

 

- غوسيب غوارديولا

 

كان المدير الفني الإسباني غوسيب غوارديولا محقا تماما عندما قال إن مانشستر سيتي قد رفع سقف النتائج والأداء في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالشكل الذي فعله العداء الجامايكي يوسين بولت والأميركي تايغر وودز في ألعاب القوى ولعبة الغولف. وفي فلسفة غوارديولا، يجب ألا يتوقف أي شخص عن التطور، وقد ظهر ذلك الأمر جليا عندما نجح مانشستر سيتي في كسر أرقامه القياسية السابقة الخاصة بأكبر عدد من الأهداف يسجله أي فريق في موسم واحد، كما تطور الفريق بشكل ملحوظ على المستوى الجماعي والفردي، وخير دليل على ذلك المستوى الكبير الذي وصل إليه النجم الإنجليزي رحيم سترلينغ والبرتغالي بيرناردو سيلفا.

 

وقد نجح غوارديولا في قيادة مانشستر سيتي للحصول على البطولات المحلية. قد يقول البعض إن المدير الفني الإسباني قد نجح في ذلك لأنه يتعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم وأن إدارة النادي تنفق أموالا طائلة على التعاقد مع اللاعبين الجدد، لكن الحقيقة الواضحة تتمثل في أن غوارديولا نفسه هو أفضل صفقة تعاقد معها مانشستر سيتي على الإطلاق.

 

- يورغن كلوب

 

قال غوارديولا في تصريحات صحافية: «لقد لعبت أمام فرق رائعة، لكن هناك فريقين استثنائيين على وجه التحديد». وقد كان أحدهما هو فريق ليفربول بقيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، والذي كان ينافس مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بكل قوة وشراسة حتى الجولة الأخيرة من الموسم. أما الفريق الثاني فكان نادي برشلونة بقيادة نيمار وميسي وسواريز.

 

قد يكون ليفربول قد سئم من رؤية غوارديولا وهو يهيمن على كرة القدم الإنجليزية، لكن تصريح المدير الفني الإسباني يعد إشادة كبيرة للغاية بنادي ليفربول ولاعبيه ومديره الفني. وفي الحقيقة، نجح كلوب في تكوين فريق قوي للغاية وقادر على خلق الكثير من المشكلات للفرق المنافسة من كل مكان داخل الملعب.

 

وقد أشار المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو إلى أن ليفربول قد صبر على كلوب ووثق في قدرته على تحقيق النجاح على المدى الطويل ومنحه الوقت اللازم لكي يقود الفريق في هذه المرحلة الانتقالية لكي يتحول لقوة كبيرة في نهاية المطاف، كما نجح في أن يغرس روح العزيمة والإصرار في نفوس لاعبيه الرائعين مثل أندي روبرتسون وفيرجيل فان دايك وساديو ماني. والآن، وبعد أربع سنوات من الحياة في ليفربول، لا يمكن تقريبا نسيان أي لحظة أو ثانية من الوقت الرائع الذي يقضيه كلوب في ملعب «آنفيلد».

 

- نونو إسبيريتو سانتو

 

حصل المدير الفني البرتغالي لنادي وولفرهامبتون واندررز، نونو إسبيريتو سانتو، على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة المدينة هذا الشهر، وهو ما يعكس النجاح الذي حققه مع النادي منذ توليه قيادة الفريق قبل عامين. وبعد صعود وولفرهامبتون واندررز للدوري الإنجليزي الممتاز، توقع كثيرون أن يعاني الفريق في هذه المسابقة القوية، لكن الفريق نجح في إنهاء الموسم في المركز السابع بعد تقديم نتائج وعروض جيدة للغاية. ولولا خسارة الفريق أمام واتفورد بهدفين دون رد لتأهل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي.

 

وقد استفاد النادي بشكل كبير من علاقته المميزة بوكيل أعمال اللاعبين البرتغالي خورخي مينديز، لكن يجب الإشادة أيضا بالاستراتيجية الواضحة التي يعتمد عليها النادي في سوق انتقالات اللاعبين، ولذا لم يكن من الغريب أن يتأقلم لاعبون مثل جواو موتينيو وراؤول خيمينيز، اللذين ضمهما النادي بمقابل مادي كبير، بسلاسة في صفوف الفريق.

 

- ماوريسيو بوكيتينو

 

دعونا نتخيل ما يمكن أن يفعله المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو إذا أتيحت له الأموال التي تمكنه من التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم! وفي ضوء السقف المالي الذي يتبعه نادي توتنهام هوتسبير، فإن نجاح بوكيتينو في احتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، والوصول إلى المباراة النهائية للبطولة خلال الموسم الجاري، يعد إنجازا كبيرا.

 

وقد عانى الفريق بشكل كبير من الإصابات هذا الموسم، وخاصة بالنسبة للمهاجم الإنجليزي هاري كين، كما كان هناك الكثير من الصخب فيما يتعلق بتأخير انتقال الفريق إلى الملعب الجديد، الذي بلغت تكلفة إنشائه مليار جنيه إسترليني، لكن بوكيتينو تغلب على كل هذه الأمور ونجح في تطوير أداء الكثير من لاعبيه مثل موسى سيسوكو ولوكاس مورا وسون هيونغ مين.

 

وعلاوة على ذلك، هناك ثقة كبيرة من جانب بوكيتينو في الاعتماد على اللاعبين الشباب في الفريق. ورغم أن توتنهام هوتسبير لم يتعاقد مع أي لاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية، ولا حتى في فترة الانتقالات الشتوية السابقة، فإن النادي يتطور ويتحسن عاما بعد عام تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني، الذي أصبح محط أنظار كبرى الأندية الأوروبية التي تسعى للحصول على خدماته. وقد نجح بوكيتينو في إحداث «ثورة» في نادي توتنهام هوتسبير، وكانت أسهمه ستصعد بصورة أكبر بكثير لو نجح في قيادة الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول.

 

- خافي غارسيا

 

نشأ خافي غارسيا وهو يركض مع الثيران في مدينة بامبلونا الإسبانية، ولذا لم يكن من الغريب أن ينجح في قيادة واتفورد للمنافسة لاحتلال أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية. ويتميز المدير الفني الإسباني بأنه ودود ومتواضع، لكنه منضبط للغاية، ويكفي أن نعرف أنه يفرض غرامة مالية قدرها 100 جنيه إسترليني على كل دقيقة يتأخرها أي لاعب عن التدريبات.

 

وقد نجح غارسيا في جلب الاستقرار إلى واتفورد في أول موسم كامل له مع الفريق، كما قاده للوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة منذ 35 عاما. ويعد غارسيا أول مدير فني في عهد ملكية عائلة بوزو الإيطالية للنادي منذ سبع سنوات يتم تجديد عقده مع الفريق، وهو ما يعد إنجازا في حد ذاته.

 

وفي النهاية، يجب الإشادة أيضا بمديرين فنيين آخرين مثل رالف هاسنهوتل، الذي أنقذ ساوثهامبتون من الهبوط، وإيدي هاو، الذي قاد بورنموث للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الخامس على التوالي، ونيل وارنوك، الذي منح كارديف سيتي فرصة للقتال من أجل البقاء في المسابقة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية