شكل دخول قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق صالح معركة الخلاص الوطني ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية ومشروعها الإيراني في اليمن إضافة نوعية أثمرت تحقيق نجاحات عسكرية عديدة وفي فترة قياسية في جبهات الساحل الغربي إلى جانب المقاومة التهامية والجنوبية.

 

وأطلقت المقاومة الوطنية والجنوبية والتهامية في 19 أبريل الفائت بالتنسيق مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير كافة مناطق الساحل الغربي، وكانت البداية بتحرير مفرقي المخا والوازعية وكامل المرتفعات الجبلية المطلة عليها بجانب منطقتي العمري وكهبوب، والتي كانت تشكل تحصينات استراتيجية للمليشيات الحوثية غرب تعز، وبمجرد السيطرة عليها خلال 18 يوماً من بدء العمليات حتى تهاوت دفاعات الحوثيين في تلك المناطق، وتحررت مديرية موزع بانتفاضة شعبية تلى ذلك بأيام تحرير مديرية الوازعية من قبل لواء العمالقة.

 

وانتقلت بعد ذلك العمليات العسكرية إلى شمال الساحل الغربي وبهدف تحرير مدينة وميناء الحديدة، وفي هذا السياق تم تحرير ميناء الحيمة العسكري  ومعظم مديريتي التحيتا والدريهمي وعلى مشارف مدينة الحديدة، ولاتزال المعارك متواصلة ولن تتوقف إلا بتطهير كامل مناطق الساحل الغربي كخطوة استراتيجية لتحرير العاصمة صنعاء بأقل الخسائر.

 

وانفرط عقد المليشيات الحوثية الكهنوتية بدك أهم تحصيناتها في الساحل الغربي وهو ما تجلى بالانتفاضة الشعبية من قبل أبناء مديرية موزع، وكل مدينة تصل إلى مشارفها القوات المشتركة في الساحل الغربي ستشهد انتفاضة شعبية كما اشار الناطق باسم المقاومة الوطنية العميد صادق دويد الذي أكد أن المليشيات الحوثية إلى جانب انهيار دفاعاتها فقدت القدرة على التحشيد لرفد الجبهات.

 

وقال العميد صادق دويد في حديث خاص لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن هذه المليشيات التي عاثت في الأرض فساداً باتت مكشوفة من الحاضنة الشعبية مضيفاً "ولعلكم تابعتم اعترافات أحد مقاتلي الجماعة وهو يتحدث لكاميرا ما يسمي الإعلام الحربي للحوثيين والتي تم العثور عليها من قبل المقاومة الوطنية في مفرق المخا.. لقد عبر عن الحالة الانهزامية التي يعيشونها وحجم الخسائر اليومية في صفوفهم، والتي قال إنها تصل إلى ثلاثين قتيلاً بشكل شبه يومي في جبهة الساحل وحدها ناهيك عن بقية الجبهات الأخرى".

 

وكشفت اعترافات أحد القيادات الحوثية التي وقعت في قبضة المقاومة الوطنية بجبهة التحيتا محافظة الحديدة عن فرار جماعي لمليشياتهم وفقدانهم القدرة على التحشيد.

 

وعن النتائج الميدانية الأخيرة قال العميد دويد أن القوات المشتركة في الساحل الغربي حققت نجاحات في زمن قياسي وكبدت الميليشيات الحًوثية خسائر في الأرواح والعتاد واستعادت منهم مناطق كانت ترزح تحت سيطرة الميليشيات لما يقارب الثلاث سنوات.

 

وأضاف دويد أن القوات المشتركة قطعت فجر الجمعة الماضية الخط الواصل بين مدينة زبيد التاريخية ومديرية التحيتا وفِي حالة استعداد قتالي عالٍ لتطهير بقية المديريات في محافظة الحديدة وبقية المحافظات، ويوم السبت شنت القوات هجوماً من مفرق زبيد صوب مركز مديرية التحيتا، وسيطرت على مناطق المشرعي والتعلاف والمشيخي والجاح الأعلى والأسفل وصولا إلى منطقة الزهر، ليتبعها أمس تقدم متواصل لقوات المقاومة المشتركة لتحرير الساحل الغربي وأحكمت خلال الساعات القليلة الماضية السيطرة على معظم مناطق مديرية الدريهمي وتواصل تقدمها باتجاه مدينة وميناء الحديدة، أهم المنافذ البحرية للمليشيات الحوثية.

 

لافتاً إلى أن معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة دخلت مرحلة جديدة بعد الانتصارات الكبيرة التي تحققت خلال 72 ساعة الماضية والتي تم خلالها دك الأنساق الدفاعية للمليشيات الحوثية وتحرير معظم مناطق مديريتي التحيتا والدريهمي.

 

وحول تكوين الملاك البشري للمقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح قال العميد دويد إن المقاومة الوطنية يتواجد ضمن وحداتها منتسبين من المؤسستين العسكرية والأمنية اليمنية بما فيها قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة و القوات البرية والبحرية والجوية، و قد تدافع أبناء القوات المسلحة إلى معسكر الاستقبال في مدينة عدن من كافة المحافظات اليمنية بعد الظهور الأول للعميد طارق محمد عبدالله صالح بعد أحداث ديسمبر، تشكلت على إثره لجان استدعاء أنجزت الكثير خلال فترة قياسية ومازال الاستدعاء والتدفق مستمراً.

 

وأضاف: رغم العراقيل التي نصبتها الميليشيات الحوثية في نقاط السيطرة بهدف منع أبناء الجيش اليمني من الالتحاق بقوات المقاومة الوطنية وتهديدهم ومراقبتهم إلا أن إصرارهم على الوصول وإيمانهم بعدالة القضية الوطنية يزيدهم عزيمة للمشاركة في معركة الخلاص من الميليشيات الحوثية الإيرانية.

 

وأكد العميد صادق دويد أن الميليشيات الحوثية تعاني هذه الفترة من حالة انهزامية غير مسبوقة نتيجة دحرهم من مواقعهم وتكبدهم خسائر فادحة وانكماش الحاضنة الشعبية والضغط المتزامن عليهم في عدة جبهات.

 

وحول التحرك الإيراني مؤخراً لدفع دول أوروبية لتبني مبادرة هدنة وإيقاف العمليات العسكرية قال العميد دويد: تدرك السلطات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني على وجه الخصوص أن المليشيات الحوثية التابعة لها في اليمن هي اليوم في أضعف حالاتها بل إنها تعيش الفصل الأخير وهذا من واقع مجريات المعارك في الميدان.

 

وأضاف أن الجبهات الأكثر استراتيجية وعلى رأسها جبهات الساحل الغربي (المنفذ البحري للمليشيات) وجبهات محافظة صعدة (معقل المليشيات) تشهد انهيارات كبيرة ومتسارعة الأمر الذي أثار فزع الحرس الثوري الإيراني الذي بات مؤكداً أنه سيفقد خدمات أهم أذرعه في جزيرة العرب والمنطقة.

 

وقال دويد إن جبهات الساحل الغربي تسير المعارك فيها بوتيرة متسارعة صوب المعركة الأهم لتحرير مدينة وميناء الحديدة المنفذ البحري الوحيد المتبقي تحت سيطرة المليشيات الحوثية والتي تهدد من خلاله الملاحة الدولية فضلا عن كونه منفذ تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين وهو ما دفع طهران إلى التحرك في محاولة فاشلة مسبقاً لإنقاذ مشروعها في اليمن من حبل المشنقة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية