الرئيس السوري يفضّل خيار المفاوضات لاستعادة مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، في خطوة يبدو أن مردّها محاولة النظام تجنّب الدخول في صراع مع واشنطن.

 

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن المشكلة الوحيدة المتبقية بعد تمكن قواته من تحرير مناطق عدة في البلاد، تكمن في قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن وتسيطر على مساحات واسعة في شمال وشرق البلاد.

 

وأوضح الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة “روسيا اليوم” الروسية أنه سيتعامل مع المسألة بخيارين؛ الأول عبر فتح أبواب المفاوضات لأن غالبية عناصر قوات سوريا الديمقراطية هم سوريون وفق قوله.

 

أما الخيار الثاني فيكمن حسب الأسد في الالتجاء إلى تحرير المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الكردية بالقوة بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم.

 

وشدّد الأسد على القول إن الولايات المتحدة الأميركية خسرت كل أوراقها في سوريا خصوصا بعدم فقدانها جبهة النصرة التي وصفتها سابقا بأنها معتدلة، مؤكّدا أن أميركا راهنت في ما بعد على قوات سوريا الديمقراطية وأنه لا ثقة له بالإدارة الأميركية التي دائما تقول شيئا وتفعل أشياء أخرى، بحسب قوله.

 

ورغم أن نظام بشار الأسد يهدّد منذ عام 2016 باستعداده لخوض حرب مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد لاستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها دمشق منذ عام 2011، إلا أن الكثير من المتابعين يستبعدون هذه الفرضية بالنظر إلى تشعّب هذا الملف الذي تتدخّل فيه أطراف أجنبية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وتركيا.

 

ويُعلل مراقبون استبعاد إعلان الأسد حربا مرجحة ضد قوات سوريا الديمقراطية بالنظر إلى تخوّفه من مزيد إثارة مشاكل مع الجانب الأميركي قد تُخسره ما حققه ميدانيا من مكاسب عسكرية، خاصة أن ذلك يتزامن مع تواصل وضع الإدارة الأميركية للملف السوري على رأس أولوياتها عقب مشاركته في شنّ هجوم عسكري ثلاثي فرنسي- أميركي- بريطاني في شهر ابريل الفارط على مواقع عسكرية للنظام السوري بعد اتهامه باستعمال أسلحة كيميائية بمدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

 

الأسد يطرح خيارين بشأن قوات سوريا الديمقراطية إما المفاوضات وإما الالتجاء إلى تحرير المناطق التي تسيطر عليها بالقوة

 

ومن جهة أخرى، يذهب بعض المحللين إلى التأكيد بأن المفاوضات بين النظام السوري والقوات الكردية قد تتجه إلى المزيد من التعقيد، مما يعني أن قوات سوريا الديمقراطية قد تجد نفسها في مواجهة حقيقية مع الجيش السوري أو الذعون لشروط الأسد تجنبا للضغط التركي المتزايد.

 

وقد يؤدي دخول الجيش السوري في حرب مع القوات الكردية المنتشرة في شمال شرقي سوريا إلى خدمة أجندات ومصالح أنقرة المحفوفة بخلافات عميقة وكبيرة مع أميركا الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث تكتفي تركيا بنقد الدعم الأميركي للأكراد وتتجنب في المقابل الدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب مع القوات الكردية على الأراضي السورية.

 

وحاولت تركيا الأربعاء اللعب على ورقة جديدة بإعلانها أحادي الجانب على لسان وزير خارجيتها جاويش أوغلو التوصل إلى اتفاقات مع أميركا بشأن سحب وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك في خطوة سياسية جديدة لا تحجب حقيقة وعمق الخلافات بين أنقرة وواشنطن حول الملف. وردا على تصريحات أوغلو قال مسؤول محلي في منبج السورية الأربعاء، إن تأكيد تركيا بأن القوات الأميركية والتركية ستسيطر على منطقة منبج في شمال سوريا مؤقتا “كلام سابق لأوانه ولا مصداقية له”.

 

ويدعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن قوات سوريا الديمقراطية، وهي كيان عسكري تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري.

 

وتسبق تصريحات بشار الأسد ومواقف تركيا زيارة منتظرة سيؤديها أوغلو إلى واشنطن في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين خلافات عميقة غذتها حدة التنافس بين الجانبين منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عام 2016 على مناطق في سوريا.

 

وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن اتهم مطلع العام الجاري أميركا بإرسال الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، مهددا بأن بلاده ستستهدفهم إذا لم يستسلموا. وفقاً لصحيفة العرب اللندنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية