مع دخول العشر الأولى منذ الحجة ابتدأت مدينة المخا عيدها، وبدأ الناس القادمون من شتى مناطق الساحل يتوافدون إليها لتدبير مستلزمات العيد قبل فوات الأوان ومسابقة الزمن للحصول على الأفضل في سوق المدينة المزدهرة.

تألق السوق، وظهور المدينة بحلة جديدة، وهمة الناس لاستقبال عيدهم، أثار انتباه مراسل "وكالة ٢ ديسمبر" ليُجري جولة يطّلع فيها على سباق الفرحة والنظر إلى المدينة وهي تتهيأ لاستقبال أكبر المناسبات الدينية الفرائحية على ذكريات غير منسية ظلت عالقة على أذهان الناس مذ أن كان الحوثي يعبأ بهم.

البداية كانت مصادفة مع الحاجة آسيا (٤٣ عاما) التي كانت منشغلة في إحدى متاجر بيع الملابس لتوفر الكسوة لأطفال ثلاثة هم أبناؤها كانوا برفقتها. لكنها لم تمانع أخذ بعض الوقت لتتحدث للوكالة عن عُجالتها في استقبال العيد".

تقول آسيا: " نحن نعيش عيدا مستمرا منذ أن طردت مليشيات الحوثي من المخا، نحمد الله على نعمة الأمن والأمان اللي احنا فيه اليوم ". وتضيف " تعودت دائما أن أشتري احتياجات العيد خلال هذه الأيام حتى لا يفوتني الوقت وأجد ما يلزمني في السوق".. لدينا مشاغل كثيرة، تتابع.

وعلى سيارة مركونة على يمين الطريق في شارع الحالي نشر ياسين حلويات ومكسرات وكميات من الزبيب والفستق موضوعة في آنية بلاستيكية جذابة للعرض، ليستغل موسم العيد في البيع والكسب الأفضل برفقة أحد أقاربه.

ويشير ياسين لمراسل الوكالة بالقول " الحمد لله هذا العام بدأنا البيع بوقت مبكر منذ أسبوع والناس تتوافد وتشتري والحال طيب والرزق موجود". ويؤكد أنه بدأ يستشعر أجواء العيد قبل أن يحين نتيجة رغبة الناس بإحياء الفرحة في مأمن يجمع يمنيين من شتى محافظات اليمن.

وفي وسط المدينة تزخر محلات الملابس والأحذية بأصناف جديدة وفرها الباعة في وقت مبكر لمواكبة نشاط الناس في الشراء. حتى أن عبدالله (كما كان يناديه المتسوقون) رفض الحديث إلى المراسل بسبب انشغاله بطابور من الزبائن المتسابقين على البضاعة الجديدة.

ويعتبر عبد القوي أحد المتسوقين في المدينة أن الفرصة الآن مواتية لشراء ما يلزم. وقال إنه في العام الماضي تأخر إلى الثامن من ذي الحجة ولم يعثر حينها على كثير من الحاجيات نتيجة زيادة الطلب من قبل السكان.

وتزخر مدن الساحل الغربي بمستوى عالٍ من الأمان والطمأنينة، خاصة المخا والخوخة، ليؤدي ذلك إلى تحقيق الاستقرار على كل المستويات واستشعار الناس بالفرحة قبل حلول أو أنها ليقرروا أن يعيشوا عيدهم "رغم أنف الحوثي" كما قال أحد من صادفناهم في السوق.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية