خلفت ميليشيا الحوثي في الواقع اليمني قصصاً تثير الدهشة وتبعث الخوف والقلق من استمرار هذه الميليشيا في السيطرة على مؤسسات الدولة.

 

بعيداً عن قصص القتل والجوع، ثمة قصصاً أُخرى تتعلق بالسطو والنهب لأموال حدد الله مصارفها ومستحقيها، وهي أموال الزكاة والصدقات، فهذه الأموال لم تسلم من سطو ميليشيا كفرت بكل الأديان والمبادئ والأعراف والقوانين وغيرها.

 

 

استقصاء ميداني يفضح الميليشيا

في هذا الصدد أخذت "وكالة 2 ديسمبر" عينة ‏عشوائية من 20 وكيلاً لشركات عالمية ومن كبار التجار في العاصمة صنعاء لمعرفة آرائهم حول حقيقة وصول الزكاة التي يدفعونها إلى مستحقيها ومصارفها التي حددها الله في كتابه الكريم، وعن مدى حرصهم على مساعدة أُسرٍ إضافية خلال شهر رمضان بعيداً عن الزكاة التي يدفعونها للدولة، وتبين أن 18 ‏تاجراً كانت إجابتهم واحدة بأن الزكاة التي يدفعونها للجهات المعنية لا تصل إلى مستحقيها وإنما إلى جيوب قادة ميليشيا الحوثي، ‏و2 من التجار فقط امتنعوا عن الإجابة لأسباب أمنية حسب زعمهم.

 

وتوزعت العينة العشوائية الخاضعة للاستقصاء كالتالي: "5 وكلاء وتجار المواد الغذائية بالجملة، و5 وكلاء قطع غيار سيارات، 5 وكلاء وتجار الملابس والأقمشة، و5 وكلاء وتجار الأدوات الكهربائية والطاقة الشمسية"، حيث كانت الإجابة الموحدة هي: "نحن الآن في منتصف شهر رمضان وقد دفعنا الزكاة المفروضة علينا شرعاً ضعف ما ندفعه سنوياً، ولدينا قوائم بأسماء أُسرٍ فقيرة نرعاها كل عام لكننا لن ندفعها لهم هذا العام فقد دفعناها للحوثيين".
 

ويشيرون إلى أنهم دفعوا الزكاة باكراً بسندات رسمية تتبع الواجبات الزكوية، إلا أن الإتاوات غير القانونية التي تجبرهم ميليشيا الحوثي على دفعها تسببت في الاستحواذ على الأموال التي كان التجار يحددونها لمساعدة أُسرٍ فقيرة اعتادت أن تصلها أموال من التجار سنوياً، ويقول التجار إنهم مضطرون إلى الاعتذار لكل تلك الأُسر التي تنتظر نصيبها السنوي منهم.

 

مصارف للزكاة لا تصل مستحقيها

ثمانية مصارف للزكاة حددها اللّه عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى: {إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌ} (التوبة 60).

 

ويؤكد التجار الذين شملهم الاستقصاء ما عدا اثنين من التجار رفضا الحديث لدواعٍ أمنية أن الزكاة التي قدموها وكذلك الإتاوات لميليشيا لا تصل إلى مستحقيها وفق ما حددها كتاب الله، وإنما ستذهب إلى قيادات الميليشيا التي اعتادت نهب كل شيء بما فيها أموال الزكاة التي فرضها الله من أموال الأغنياء للفقراء وغيرهم ممن يندرجون ضمن مصارف الزكاة.
 

ويتوقع التجار أن ميليشيا الحوثي لم تكتفِ بما قد أخذته من التجار حتى الآن وبمسميات مختلفة، ويتوقعون أنهم سيدفعون أموالاً أخرى حتى نهاية شهر رمضان، ولا يمكن لهذه الميليشيا أن تتوقف عن ممارساتها العبثية في السلب والنهب والفساد الذي لم يعرفه اليمن منذ عقود.

 

التجار يشكون من الإتاوات

يشكو تجار ومُلاك الشركات وأصحاب التوكيلات في العاصمة صنعاء من قيام ميليشيا الحوثي بفرض رسوم وإتاوات شهرية عليهم لصالح ما يسمونه "التعبئة العامة والمجهود الحربي"، حيث تتفاوت هذه المبالغ المالية حسب نشاط التجار والشركات، وبحسب أحد التجار فإن الاتاوات الشهرية تتراوح في المتوسط ما بين 500 ألف إلى مليون ريال يمني، ويتفاوت المبلغ من شركة إلى أخرى بحسب حجم نشاطها التجاري.
 

ويؤكد التجار أنهم يتعرضون للخسائر بصورة مستمرة جراء الركود الاقتصادي وفرض إتاوات من قبل ميليشيات الحوثي، الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على مزاولة أنشطتهم التجارية، ويشيرون إلى أن أغلب التجار أوقفوا نشاطاتهم وأغلقوا محلاتهم التجارية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية