حين فازت إلهان عمر في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ودخلت مجلس النواب الأمريكي، بدا الأمر وكأنه مرحلة جديدة من الانتشار العربي والإسلامي في قلب المؤسسة التشريعية، قبل أن يتحول التفاؤل إلى صدمة.

 

صدمة رجت نفس المتفائلين بجيل عربي جديد يرسم صورة واعدة في دوائر القرار الأمريكية، باكتشافهم أن إلهان عمر ليست إلا صناعة إخوانية زرعت أو جندت من أجل تشكيل جماعة ضغط سياسي موازية لحساب حلف الشرور، ومن ثمة التأثير السلبي على مسيرة النهضة العربية في كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

 

دعم حماس

داليا العقيدي، لاجئة عراقية مسلمة تعهدت بهزيمة إلهان عمر، وأعلنت ترشحها عن الحزب الجمهوري، وكتبت في تغريدة تقول إن النائبة الديمقراطية "إلهان عمر تدافع عن حماس المصنفة منظمة إرهابية وفقاً للقانون الأمريكي الذي أوصلها أساساً للكونجرس".

 

ولئن لم تكشف تغريدة العقيدي أمراً جديداً بشأن إلهان عمر، إلا أنها سلطت الضوء على الصفقة المبرمة بين النائبة الديمقراطية وحاضنة الإخوان تركيا وقطر، تحصل بمقتضاها على تمويلات ضخمة مقابل تقديم خدمات لهما من خلال سياسيين أمريكيين، لتلميع صورة أنقرة والدوحة عالمياً.

 

صفقة مشبوهة أكدتها شهادات من مسؤولين أمريكيين ممن قالوا إن عمر هي الذراع التي تحركها قطر وتركيا لخدمتهما في الولايات المتحدة، وتقديم خدمات لجماعة الإخوان الارهابية بهذا البلد من أجل التحريض على الرباعي العربي الذي قاطع الدوحة لدعمها الإرهاب.

 

وفي مارس/آذار الماضي، ذكر موقع "إن إي كيه نت" الأمريكي أن منظمة على صلة بجماعة الإخوان حثت أتباعها في الولايات المتحدة على دعم النائبة إلهان عمر.

 

وأوضح أن منظمة تسمى "الجمعية الأمريكية المسلمة" أسسها أعضاء من تنظيم الإخوان الدولي، بعثت رسالة إلكترونية إلى أتباعها وأعضائها تطلب منهم دعم إلهان عمر.

 

الموقع نفسه أشار إلى أن هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية قالت في أحد تقاريرها إن الجمعية الأمريكية المسلمة تعترف صراحة بنشأتها على يد متطرفين.

 

ونقل التقرير عن أحد كبار المسؤولين في الجمعية يدعى شاكر السيد قوله إن المنظمة تأسست على يد أعضاء جماعة الإخوان، ولكنها تطورت لتشمل مسلمين من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة.

 

علاقات مع أردوغان 

الباحث في مركز لندن لأبحاث السياسة بن وينغارتن اعتبر في مقال نشره موقع "ذا فيديراليست" الأمريكي في مايو/أيار الماضي، أن ميل إلهان عمر لاستفزاز ملايين الأمريكيين بكلمات بغيضة، أخفى عناصر عن ارتباطاتها وأيديولوجيتها وخلفيتها المثيرة للقلق.

 

وأضاف وينغارتن أنه تم الكشف عن اجتماع مغلق جمع عمر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خريف 2017، وذلك في مقال نشرته مجلة "تسومو تايمز" الصادرة باللغة الصومالية في دائرة إلهان عمر الانتخابية، غير أنه تم حذفه بشكل غريب في وقت لاحق.

 

وبحسب المقال، التقت عمر أردوغان خلال زيارته للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وتطرقا إلى مسائل مرتبطة بالصومال وطنها الأم، وانتهى الاجتماع بطلب أردوغان دعمها لبلاده. 

 

المقال نفسه لفت إلى أن إلهان عمر التقت أيضاً رئيس الوزراء التركي ومسؤولين بارزين آخرين من البلد الأخير.

 

يقول الكاتب إن الديمقراطيين سيقولون تبريراً لذلك الاجتماع إن القادة الأمريكيين يجتمعون مع أردوغان، لكن إلهان عمر ليست رئيسة دولة أو دبلوماسية، ولم تكن لها أي صفة للتحدث بالنيابة عن الحكومة الأمريكية.

 

وتابع أن "أكثر من أمر مقلق يجمع عمر وأردوغان، هو ارتباطهما المشترك بتنظيم الإخوان، فلقد دافع أردوغان والإخوان عن بعضهما البعض، بما أن كلا الطرفين يتشاركان نفسس الأيديولوجية، وكان أردوغان داعماً قوياً لحماس. 

 

وفي فبراير/شباط 2019، يقول الكاتب نفسه، إن إلهان عمر ترأست مناسبة استضافتها الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة، التي يعتبر رئيسها أحد أبرز ممثلي الإخوان في البلاد.

 

كما ضغطت إلهان عمر، في أبريل/نيسان الماضي، علناً على الإدارة الأمريكية عبر موقع "تويتر" للدفع باتجاه الإفراج عن امرأة مرتبطة بالإخوان من السجون المصرية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية