ودَّع نادي برشلونة مسابقة كأس ملك إسبانيا من الدور الربع النهائي بهزيمة مُفاجئة من أتلتيك بيلباو، بهدف من دون ردّ في المباراة التي جمعتهما مساء الخميس بملعب "سان ماميس" في مدينة بيلباو، ليضيف الفريق إلى أزماته الكثيرة المتراكمة خلال الفترة الأخيرة أزمةً جديدةً، إذ أهدر فرصة التقدم في بطولة كان التتويج بلقبها شبه مضمون عقب خروج غريمه ريال مدريد قبله بدقائق على يد ريال سوسييداد في مباراة انتهت بهزيمة عملاق العاصمة بنتيجة 4 - 3.
 
موسمٌ صفريٌّ في الأفق
وفي ظل فقدان برشلونة صدارة الدوري الإسباني بفارق ثلاث نقاط خلف ريال مدريد بعد مرور 22 جولة، ومع الهبوط الملحوظ في مستواه الفني وإصابة عددٍ كبيرٍ من لاعبيه، يتَّجه النادي الكتالوني إلى الخروج من الموسم الحالي صفر اليدين، في سابقة قد تتسبب في كارثة داخل النادي الذي تُطالب جماهيره خلال السنوات الأخيرة باستعادة لقب دوري أبطال أوروبا مع الاحتفاظ بالألقاب المحلية التي هيمن عليها خلال العقد الماضي.
 
ويُعاني برشلونة خلال الفترة الأخيرة أزمة غيابات لاعبيه، خصوصاً خط الهجوم، في ظل إصابة ثاني هدّافي النادي لويس سواريز، الذي سيغيب إلى نهاية الموسم، فضلاً عن تجدد إصابة عثمان ديمبيلي، التي قد تحرم الفريق من خدماته لأكثر من ثلاثة أشهر، ورحيل المهاجم الشاب كارليس بيريز إلى روما الإيطالي في انتقالات يناير (كانون الثاني) الماضية، ما ترك المدير الفني الجديد كيكي سيتين الذي تولَّى المهمة في وقتٍ صعبٍ خلفاً لإرنيستو فالفيردي أمام خيارات محدودة إجبارية بالدفع بالهدّاف ليونيل ميسي والمهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان في كل المباريات.
 
ثورة ميسي على الفشل الإداري
وشهدت الأيام الماضية أزمةً داخليةً كبرى، إذ انتقد المدير الرياضي للنادي إريك أبيدال، عدداً كبيراً من لاعبي الفريق، واتّهمهم بالتخاذل، وعدم بذل الجهد الكافي لتحقيق الانتصارات تحت قيادة المدير الفني السابق فالفيردي، ما أدّى إلى الضغط عليه وإقالته.
 
وردّاً على تصريحات أبيدال، أحدث الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق الكتالوني والهداف التاريخي للنادي في كل البطولات واقعة لم تحدث من قبل، إذْ انتقد تصريحات أبيدال علانية عبر حسابه على موقع "إنستغرام"، وطالب مجلس إدارة النادي بتحمّل مسؤوليته الإدارية وتبعات قراراته كما يتحمّل لاعبو الفريق المسؤولية داخل الملعب.
 
وطالب أبيدال بذكر أسماء اللاعبين المتورطين في أزمة رحيل فالفيردي في منتصف الموسم خوفاً من حدوث ضغوط على كل لاعبي الفريق.
 
وأدّت ثورة ميسي، الذي يُعد أقوى شخص في برشلونة والقادر على إطاحة مجلس إدارة النادي نظراً إلى قيمته الكبيرة لدى الجماهير، إلى تدخّل رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو للتوسط بين ميسي وأبيدال في اجتماع طارئ انتهى بتصالح الطرفين، إلا أن التقارير الصحافية الإسبانية أشارت إلى استمرار نار الأزمة تحت رماد المُصالحة.
 
وقالت صحيفة "سبورت" الكتالونية المُقربة من النادي، إن كل لاعبي برشلونة دعّموا ميسي في موقفه المدافع عنهم، وأعربوا له عن عدم رضاهم عن تخبط سياسة النادي.
 
فشل في التعاقدات
ومن بين أبرز الملفات المثيرة الجدل داخل أسوار نادي برشلونة خلال السنوات الأخيرة، وقد ألقى بظلاله مجدداً مع زيادة عدد الإصابات، هو فشل المسؤولين في ملف التعاقدات، إذ دخل برشلونة انتقالات الشتاء بحثاً عن ضم لاعب قلب هجوم مميز لتعويض غياب سواريز، وتخفيف عبء المباريات عن ميسي وغريزمان، إلا أن النادي فشل في حسم أي صفقة كبرى بعد فترة طويلة من المفاوضات مع نادي فالنسيا لضم مهاجمه الشاب رودريغو مورينو، وأحاديث تسرّبت عن مفاوضات جرت مع المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ هدّاف أرسنال الإنجليزي.
 
وأنفق النادي 43 مليون يورو خلال الشهر الماضي للتعاقد مع ثلاثة لاعبين شباب، أعلاهم سعراً هو فرانسيسكو ترينكاو، مهاجم سبورتنغ براغا البرتغالي، الذي سينضم إلى الفريق في يونيو (حزيران) 2020، ما أثار غضب الجماهير الراغبة في صفقات حالية تدعم الفريق فيما تبقّى من الموسم.
 
ودفعت إدارة برشلونة ما يزيد على 980 مليون يورو خلال السنوات الأربع الأخيرة، لضم لاعبين قادرين على استعادة هيمنة النادي أوروبياً، لكن دون جدوى، وقد مُني النادي بخروج كارثي من دوري أبطال أوروبا في الموسمين الأخيرين على يد روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي.
 
وأظهر مسؤولو برشلونة فشلاً متتالياً في استعادة نيمار من باريس سان جيرمان، على الرغم من سعي البرازيل للعودة لمرافقة ميسي، وهو ما أغضب ميسي، وتحدّث عنه علانية عدة مرات.
 
مستقبل ميسي في خطر

لا تُعدّ كل الأزمات السابقة ضخمة أمام احتمالية رحيل ميسي عن النادي، إذ تداولت الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية أنباءً عن رغبة ميسي في الرحيل هروباً من حالة الفشل الإداري المسيطرة على "كامب نو".
 

ويأتي ذلك في ظل وجود بند في عقد الأرجنتيني يسمح له بالرحيل عن النادي مجاناً عقب نهاية الموسم الحالي.
 
وخلال الساعات الأخيرة بدأت صفوة الأندية الأوروبية مراقبة وضع ميسي المتوّج بست كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم، للتأكد من نيته الخروج من نادي طفولته، أو أن كل ما يتردد عن رحيله مجرد تقارير تستغل وجود أزمة.
 
ويُعد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي أحد أبرز الوجهات التي قد يلجأ إليها ميسي في ظل قدرة النادي على تلبية المطالب المالية الهائلة لميسي الأعلى أجراً في العالم، ووجود مديره الفني الأسبق والأب الروحي له بيب غوارديولا على رأس الإدارة الفنية لحامل لقب الدوري الإنجليزي في آخر موسمين.
 
ويظهر اسم باريس سان جيرمان الفرنسي في الأفق في ظل قدرة النادي الباريسي على دفع أي راتب يطلبه ميسي مع إتاحة الفرصة له لمزاملة نيمار مجدداً، ومن بين الأسماء اللامعة التي قد تتجه لضم ميسي يوفنتوس الإيطالي ذو القدرات المالية الضخمة، الذي قد يُحقق لجماهير كرة القدم العالمية حُلم ارتداء كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي قميص واحد.
 
الحل على طريقة ريال مدريد
ويرى عددٌ من النقاد والمحللين المُقربين من برشلونة أن أزمة النادي ليست بهذا السوء، خصوصاً في ظل تماسك غرفة ملابس الفريق ودعم اللاعبين بعضهم بعضا ولمديرهم الفني الجديد كيكي سيتين، وأن الاتجاه السائد حالياً هو اللجوء إلى طريقة الغريم ريال مدريد في السنوات الأخيرة بمداواة جراحه المحلية، وغلق أزماته الداخلية بالتركيز على التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وقد أوقعت قرعة دور الـ16 للبطولة برشلونة في مواجهة نادي نابولي الإيطالي.
 
وعلى صعيد التعاقدات المُنتظرة في الصيف، أفادت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية أن لاوتارو مارتينيز مهاجم إنترميلان المطلوب في برشلونة وعدد من الأندية الكبرى، فضّل الانضمام إلى برشلونة في الصيف المقبل في صفقة ربما تُكلف خزانة البارسا نحو 111 مليون يورو.
 
المصدر: اندبندنت عربية

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية