يدرس المانحون وعمال الإغاثة، خفض مساعداتهم لليمن، المصنفة على أنها تعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب سرقة ميليشيا الحوثي الانقلابية للمساعدات الإنسانية المقدمة للجياع، على مدى السنوات الخمس الماضية، وتوجيهها لتمويل حربها على اليمنيين.

 

ونقلت "رويترز" عن مسؤول بارز بالأمم المتحدة قوله:" مناخ العمل في شمال اليمن تراجع بدرجة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية حتى أن العاملين في القطاع الإنساني لم يعد باستطاعتهم إدارة المخاطر المتعلقة بتوصيل المساعدات بالكميات الراهنة"

 

وتابع المسؤول أنه ما لم يتحسن الوضع فإن المانحين والعاملين في المجال الإنساني "لن يكون أمامهم خيار" سوى خفض المساعدات، وإن الخفض قد يبدأ في شهر مارس بعد التشاور مع المانحين هذا الشهر، وقد يبدأ قبل ذلك.

 

تقول الأمم المتحدة إن 70% من إجمالي تبرعات المانحين للأزمة الإنسانية في اليمن تذهب للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن دراسة استقصائية على مستفيدين مسجلين، أجراها برنامج الأغذية العالمي نهاية ديسمبر 2018، كشفت أن كثيراً من سكان العاصمة صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية.

 

ويقدم المانحون أموالهم لدعم العمل الإنساني في اليمن للأمم المتحدة دون تخصيص، ولا محاسبة، وتقوم الأمم المتحدة بتخصيصها وتوزيعها على وكالاتها والمنظمات العاملة في اليمن، لكنها في نهاية المطاف، تقع تحت تصرف إدارة الحوثيين.

 

 الأمم المتحدة التي جمعت خلال السنوات الخمس الماضية 2015-2019 نحو 15 مليارا و14 مليون دولار لدعم عملياتها الإنسانية في اليمن، تقول إن أعداد الجياع الذين لم تصل إليهم المساعدات ستزيد خلال الفترة القادمة، لعدم تقديم ميليشيا الحوثي تنازلات في ملف إدارة المساعدات.

 

وكانت أورسولا مولر - منسق الإغاثة في الأمم المتحدة -  أكدت في إحاطتها إلى مجلس الأمن في نوفمبر الماضي، أن ميليشيا الحوثي تفرض عددا متزايدا من اللوائح التقييدية على العمل الإنساني، وتعوق بانتظام تقديم المساعدة لملايين الناس، ونهبت إمدادات الإغاثة مرات عديدة واحتلت أماكن العمل الإنساني ما تسبب في تعطيل توصيل المساعدات والخدمات. 

 

وأشارت أورسولا، إلى أن ميليشيا الحوثي تتدخل في العمليات الإنسانية، وتمارس أعمال العنف والمضايقات تجاه العاملين في المجال الإنساني بمناطق سيطرتها، وتحاول التأثير على اختيار المستفيدين أو الشركاء المنفذين، مؤكدةً أن وصول المساعدات الإنسانية يشكل تحديا هائلاً في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية