استطاع الشاب ماجد الفرار من ميليشيا الحوثي التي كان يقاتل في صفوفها، وذلك بعد أن طلبت منه التوجه إلى الحديدة للمشاركة في القتال.

 

يقول ماجد لـ "وكالة 2 ديسمبر" إنه قام بإخراج تقرير طبي يفيد بأنه غير قادر على القتال، خاصة أنه يُعاني من إعاقة خفيفة في رجله اليسرى التي أصيبت بعيار ناري في إحدى جبهات القتال.

 

ويتابع: "منذ أكثر من عامين وأنا أُقاتل مع الحوثيين، وعندما أصيبت رجلي اليسرى تم تجاهلي تماماً، وكنت أتوسل إليهم بتوفير الرعاية الصحية لي إلا أنهم يتجاهلون ذلك، الأمر الذي جعلني أعاني الآن من إعاقة خفيفة، وتفاجأت أنهم يطلبون مني أن أسافر إلى الحديدة للقتال، فهؤلاء لا يحبون إلا مصلحتهم فقط.

 

عرف ماجد مؤخراً أن ميليشيا الحوثي تستخدم الناس لتحقيق مصالحها وتتعامل معهم بأنهم كباش فداء ولا تهتم لأمرهم. هذه هي حقيقة ميليشيا توفر الموت المجاني لمن يقاتلون معها، في حين أن قياداتها تتخفى بعيداً عن أماكن المواجهات وتوفر لنفسها الحياة بترف وتتاجر بأرواح هؤلاء الشباب المغرر بهم.

 

بدوره أحد الخبراء العسكريين يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن جبهة الساحل الغربي باتت أمراً مقلقاً لميليشيا الحوثي التي تدرك أن عودة محافظة الحديدة إلى الدولة الشرعية سيجعلها غير قادرة على تحقيق الدخل المادي الذي تجنيه يومياً من هذه المدينة البحرية، فضلاً عن أن ذلك سيحرمها من الحصول على الأسلحة المهربة التي تقدمها لها إيران، إلى جانب أن عودة الحديدة إلى الشرعية سيعجل من سقوط العاصمة صنعاء وستكون النهاية المتوقعة لميليشيا جلبت معها الموت للشعب.

 

ويشير الخبير العسكري إلى أن ميليشيا الحوثي تقاتل باستماته في جبهة الساحل الغربي، حيث تشهد العاصمة صنعاء ومحافظتي عمران وذمار تحشيدا كبيرا للمقاتلين الذين يتم إرسالهم إلى الحديدة، ويُضيف: "هذا التجييش إلى جبهات الموت يقوم به قادة في الميليشيا ومن يسمونهم بالمشرفين، حيث طلبت قيادة الميليشيا من مشرفيها في المحافظات المذكورة أعلاه تجميع مقاتلين ويقوم المشرفين بإيصالهم بأنفسهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا في الحديدة ويعودون إلى محافظاتهم، ليبقى هؤلاء المغرر بهم فرائس للموت الذي ينتظرهم، في حين أن من أوصلوهم إلى جبهات الموت لا يشاركون في القتل، وإنما يتاجرون بأبناء الناس."

 

مصادر خاصة بـ "وكالة 2 ديسمبر" تقول إن قيادات عُليا في الميليشيا طلبت من مشايخ وعُقال المناطق الخاضعة لسيطرتها بتجنيد أكبر عدد من الشباب وحددت بأن لا يقل عدد المقاتلين الذي يجب على كل شيخ الدفع بهم إلى القتال في جبهات الساحل الغربي عن 20 مقاتلاً.

 

وكانت المصادر قد قالت لـ "الوكالة" إن هذا الطلب أثار غضب الكثير من المشايخ والأعيان التابعين للميليشيا والذين وصفوه بالتعنت وغير المسؤول والذي يكشف عن عدم مبالاة قيادة الميليشيا بأرواح أبناء القبائل الذين تتعامل معهم بأنهم بضائع موت، في حين تتحفظ هذه القيادات على أرواحها وأرواح أبنائها ومن يسمونهم بالهاشميين.

 

عنصرية وطائفية وسلالية مقيتة تمارسها ميليشيا الحوثي حتى في الموت الذي تمنحه لأبناء القبائل مجاناً وتمنح أبناءها حق الحياة بترف ورخاء وأمان وعلى حساب دم وأرواح العامة الذين تنظر إليهم بأنهم عبيد يجب أن يموتوا من أجلها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية