ليس من الصدفة أن ترمي دولة قطر كل ثقلها الإعلامي لمساندة المليشيات الحوثية الإرهابية في معركة الحديدة، كما لم يكن من المتوقع أن يطيح إعلام الدوحة - وفي رأس القائمة قناة الجزيرة - إلى هذا المستوى من الكيد لليمن واليمنيين في معركتهم الوطنية ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية، الطامحة بالعودة إلى ما قبل 1962م، وتطويق اليمن بفكر الإمامة المستبد وحكم اليمنيين به.

 

تُجيش الدوحة كل ما يتاح لها لأن تضع اليمن في سلم هرم أولوياتها ولا يزيغ بصرها عن متابعة ما تحتاجه المليشيات لترويجه إعلامياً. ويظهر الإعلام القطري كاشفاً كل ما يحاك خلف الكواليس، خاصة منذ اليومين الماضيين بعد أن كُشف الود المتبادل بين قطر ومليشيات الحوثي الإرهابية بإطلالة القيادي الكهنوتي المطلوب على قائمة التحالف العربي للإرهابيين، محمد علي الحوثي على قناة الجزيرة التي أعطته الزمن والحرية للتمادي على اليمنيين وجيرانهم في التحالف العربي، وللمتابع أن يلحظ الخطاب الإعلامي للدوحة بشأن اليمن، خاصة فيما يتعلق بالهجوم على الحديدة.

 

وتنشط وسائل إعلام قطر وناشطيها المحليين واليمنيين في التعاطي مع الأزمة اليمنية بشكل أكبر من التعاطي مع القضايا الأخرى في المنطقة العربية، إذ يصب كل ذلك الاهتمام في مصلحة مليشيات الإرهاب الحوثية، ويتقارب مع الخطاب الإعلامي للمليشيات الحوثية، فيما يبرر القائمون على الآلة الإعلامية القطرية بأن هذا الشكل من الخطاب الإعلامي يتسق مع "قيم الموضوعية" في التناول الإعلامي. حد ادعائهم.

 

وخلال الثمانِ والأربعين ساعة الماضية تابع محررو " وكالة 2ديسمبر " وسائل إعلام قطرية، وناشطون مقربون من الدوحة، في سياق تناولهم وتغطيتهم للأحداث المتسارعة عند المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة، حيث يخوض أبطال القوات المشتركة أشرس المعارك ضد المليشيات الحوثية، ليبدو أنه لا فرق واضح بين وسائل إعلام المليشيات وناشطيها ووسائل إعلام قطر وناشطيها أيضاً.

 

محاولات الآلة الإعلامية القطرية تشكيل رأي عام يساند المليشيات الحوثية داخلياً وخارجياً، لم يكن محدداً في إطار التغطية الإعلامية وحسب، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك عبر تزوير وفبركة أخبار لوسائل إعلام أخرى تساند اليمنيين في معركتهم ضد الكهنوت، وذلك محاولة لتشويه وسائل الإعلام المهتمة بالشأن اليمني.

 

وأثناء متابعتهم للتداول الإعلامي لمعركة تحرير الحديدة، رصد محررو " وكالة 2ديسمبر" على صور متداولة عبر صحافيين يمنيين يعملون في قناة الجزيرة، حيث أن تلك الصور مزيفة تمت فبركتها عبر برامج التصميم لتشويه وسائل الإعلام الأخرى، والصور المتداولة نسبت لإحدى القنوات التلفزيونية الأكثر حضوراً في الساحل الغربي بثلاثة مراسلين ميدانيين لمتابعة التطورات، وزعم صحفيو الجزيرة أن ما نشروه صحيحاً وتداولته القناة خلال خبر عاجل، غير أن متابعين نفوا هذه الادعاءات.

 

وهاجم ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام القطرية، معتبرين ما تقدمه من ضخ إعلامي موسع بشأن اليمن خدمة للمليشيات الحوثية واتساقاً مع الخطاب الإعلامي للمليشيات الحوثية. داعين قطر إلى كف عبثها باليمن والتوقف عن دعم المليشيات الإرهابية.

 

وتملك قطر صحافيين ووسائل إعلام محلية يتم عبرها الترويج للموقف القطري المؤازر للمليشيات الإرهابية، حيث تروج هذه الوسائل الإعلامية لما تسميه موقفاً دولياً معارضاً للمعركة المنطلقة بالحديدة والتداعيات الإنسانية المتوقعة من جراء المعركة المحتدمة.

 

وينشر محررو الوكالة مقتطفاً من خبر نشرته قناة الجزيرة على موقعها الإلكتروني واختتمته بأن قوات التحالف العربي والقوات المشتركة تنطلق اليوم في معركة الحديدة "متجاهلة النداءات الإنسانية التي حذرت من أي معركة دموية في الحديدة وعواقبها الإنسانية المدمرة". وأورد أحد المواقع المحلية التابعة لقطر موقفاً مشابهاً باعتباره أن القوات المشتركة والتحالف يخوضان المعركة رغم هذه التحذيرات الإنسانية التي تجاهلتها "الإمارات والسعودية" حسب ما نشره الموقع الذي تظهر على واجهته الرئيسة أخباراً أقرب في طبيعتها إلى أخبار قناة "المسيرة" الناطقة بلسان المليشيات الإرهابية.

 

تحريك الآلة الإعلامية القطرية بهذا المنحى الذي يخدم المليشيات الحوثية في اليمن، دليل إثبات جديد يؤكد أن قطر التي أنقذت المليشيات الحوثية في حروب صعدة تسعى اليوم إلى خدمتهم إعلامياً لتقديمهم للمجتمع الدولي على أنهم مظلومين لا انقلابين إرهابيين يقتلون اليمنيين ويدمرون كل معالم الدولة والجمهورية، كما يسيطرون على مقدرات الدولة منذ ثلاث سنوات.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية