عند مقهى خاص بالنساء تستثمره امرأة في صنعاء تدعى شيماء محمد، كمصدر دخل لها ولأسرتها، ثمة على بعد أمتار الى الشارع توقفت عربة عسكرية يستقلها مسلحون من مليشيا الحوثي سرعان ما ارتجلوا من صندوق العربة مدججين بالسلاح، وقدموا نحو بوابة المقهى ودخلوا دونما إذن.

 

كانت شيماء وهي صاحبة المقهى قد لاحظت المسلحين يدخلون البوابة الخارجية، سارعت للقائهم في الفناء لتمنعهم من الولوج إلى الداخل حيث عشرات النساء هنالك في المقهى يتناولن العصائر و الشاي وبعض القهوة؛ شعرت "م ن ي" أنها ستكون المسؤولة أمام زبائنها إن دخل رجال الى مكان كتب عليه "خاص بالنساء".

 

تسرد شيماء قصتها هذه على صفحتها في فيسبوك بعد ان طفح بها الكيل؛ لقد حاولت المستثمرة في المكان استيضاح أسباب وجود مسلحين في الفيلة التي استأجرتها وحولتها الى مقهى لغرض كسب الرزق، غير أن المسلحين طالبوها بإخلاء المكان على الفور، " خرجي النسوان وإلا لأدخل لداخل" هكذا هدد المسلح الحوثي الذي لم يكن يملك أي توجيه أو مسوغ قانوني يخول له الدخول إلى المقهى. بحسب شيماء.

 

امام امرٍ واقع محكوم بالعصابات المنفلتة عن القانون ومسلحين مشميرين سواعد شجاعتهم على امرأة لا حول لها، طلبت شيماء بضع دقائق من المسلحين لتتمكن النسوة في الداخل من جمع لوازمهن والمغادرة، فرد عليه مسلح آخر "يجلسين في بيوتهن، ليش خرجين".

 

بعد اعتذارها من زبائنها، بدأت شيماء بإخراجهن من الفيلة عندما كان مسلحو المليشيا يطوقون المكان وينظرون إلى النساء موجهين لهن الفاظا نابية وبذيئة، حتى أخلي المكان وغادر المسلحون دون أن يفصحوا عن سبب مجيئهم الذي كان لقطع رزق هذه المرأة كما تقول.

 

 ظل المكان مغلق لأيام بينما كانت صاحبته تجول باحثة عمن ينصفها، وبعد جهد جهيد، سمح لها باستئناف العمل مع فرض قوانين تعجيزية عليها اضطرت للقبول بها كون البحث عن الإنصاف والعدل لن يجدي معها نفعا عند الحوثيين.

 

لم تمر سوى أيام قليلة على فتح المكان حتى عاود مسلحو المليشيا مداهمته مجددا، وضعوا نفس المطالب السابقة وافرغوا المكان وطالبوا المالكة بقبول عناصر من الزينبيات لمراقبة المكان على أن تدفع هي أجور الزينبيات الحوثيات.

 

كانت أحدى الموظفات تحمل في يدها هاتف شيماء اتهمها المسلح الحوثي بالتصوير وصادر التلفون، وعندما اعترضت المالكة على نهب هاتفها قال لها المسلح الحوثي " انتي بلا تربية" وعلى إثر ذلك وصل شقيق شيماء وتعارك مع المسلح الحوثي بدافع الغيرة.

 

رفع المسلح المُداهم سلاحه باتجاه الاخ، فقزت الأخت الى امام شقيقها لتهدئة العصابة، " والله لا اديش رصاصه ف نص راسش" بهذه اللكنة هدد المسلح الحوثي شيماء قبل أن يقفل المقهى ويغادر مع مسلحيه.

 

تسأل الآن شيماء في ختام قصتها على فيسبوك عن الخطأ الذي اقترفته لتعاقب بهذا الأسلوب الهمجي ويقطع رزقها دونما ذنب، تقول " ماهو خطأنا غير ان احنا ماشيين بالقانون وكل امورنا سليمه قانونياً نبحث عن منصف لنا في هذه البلاد، نشكو حالنا الى الله حسبنا الله ونعم الوكيل".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية