باهظةٌ هي الخسارة التي تتلقاها المليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة الحديدة غربي اليمن، أمام القوات المشتركة والتحالف العربي، ومن يدها سقطت الورقة التي لطالما لوحت بها لدرء المخاطر عنها من أي عمل عسكري يقصد الحديدة. رفعت المليشيات حينها دعاوى مزيفة تنذر من خلالها بالمجاعة والجوع وإهلاك اليمن في وضع مدمر إذا ما أنطلق عمل عسكري نحو محافظة الحديدة واستهدف ميناءها الاستراتيجي، وبهذه الورقة ظلت تناور طوال ثلاث سنوات من الحرب بمساهمة ودعم من شركاء إقليميين أبرزهم إيران، الممول الرئيس للمليشيات.

 

التلويح بآخر الخيارات لمحاولة استجداء الناس وترهيبهم لإرباك الوضع الداخلي أمام القوات المشتركة، كان أسلوب المليشيات الإرهابية في مدينة الحديدة، حاولت عبر هذا الأسلوب وضع السكان أمام واقع مموه لما يجري في التخوم الجنوبية والغربية للمحافظة وعلى مقربة أكبر من عمق المدينة، فكان الترويج لقدوم "داعش" إلى الحديدة، مهمة الانقلابيين الأخيرة قبل الوصول إلى أوكارهم في عموم نطاق المحافظة، فيما الجميع من أبناء الحديدة على يقين أن مشروع الدولة والجمهورية آتٍ لنجدتهم وإنقاذهم من إرهاب الحوثي.

 

مصادر "وكالة 2ديسمبر" في الحديدة، أكدت أن المليشيات الإرهابية طبعت أمس الأول أكثر من ألف نسخة من المطويات استعداداً لتوزيعها على سكان الحديدة. مشيرة إلى أن المليشيات طبعت صوراً متعلقة بتنظيم "داعش" الإرهابي لتوزيعها على الناس ومحالة تشكيكهم بالقوات المشتركة.

 

والخطوة التي اعتمدت عليها مليشيات الإرهاب، تهدف من خلالها إلى زعزعة معنويات المواطنين الذين ينتظرون وصول طلائع القوات المشتركة لانتشالهم من الوضع الكارثي الذي خلفته المليشيات طوال فترة تواجدها في المدينة، إذ إن الأمر يتعلق بـ "دعاية الحرب" لإثناء المواقف وتغيير الانطباعات للسكان المحليين بالحديدة.

 

وأضافت المصادر، أن المليشيات الحوثية تعمل أيضاً على تسيير شاشات متنقلة في الشوارع لعرض مشاهد إرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على سكان الحديدة في الأماكن العامة والشوارع، وترهيبهم بالقوات المشتركة. في مسعى حوثي أخير لتشويه القوات الوطنية القادمة لانتزاع الحديدة من بين أنياب الانقلاب.

 

وتحصلت "وكالة 2ديسمبر" على شهادات أدلى بها سكان في مدينة الحديدة، عرفوا من خلالها مواقفهم إزاء الدعاية المكثفة التي تقوم بها المليشيات الإرهابية. لافتين إلى أن الغرض الحوثي من وراء هذه الحملات بات واضحاً ولا يمكن تصديقه. وفي ذات السياق قالت الشابة أمة الله، الطالبة في جامعة الحديدة "نرى أن نهاية المليشيات الحوثية اقتربت بكثير والحديدة على موعد مع النصر بإذن الله".

 

ويتفق عبد العزيز هزاع، أحد السكان النازحين من مديرية الدريهمي إلى مدينة الحديدة مع ما قالته أمة الله. مشدداً على أن "الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق المواطنين ستكون السبب بنهايتها في الحديدة". وأشار إلى أنه غادر منزله في الدريهمي قبل أن تدخل القوات المشتركة بثلاثة أشهر نتيجة تمركز المليشيات جوار منزله ونصبها مدفعية متوسطة بين أشجار تقع على مقربة من مسكنه.

 

وتعتمد المليشيات الحوثية بشكل كبير على أساليب الدعاية والإعلام الموجه، حيث تسخر آلتها الإعلامية التي بنتها من مؤسسات الإعلام الحكومية منذ سيطرتها على مقدرات الدولة في 2014م، وعبرها تنفذ الحملات الدعائية والإعلامية باستمرار، حيث يندرج مشروعها الدعائي الموجه المزمع لها أن تنفذه في الحديدة تحت يافطة "داعش" ضمن استراتيجيتها القائمة على التزوير والكذب خدمةً لدعايتها الإعلامية.

 

وبحسب تقارير إعلامية مسجلة على شبكة الإنترنت، فإن المليشيات الإرهابية تحظى بدعمٍ إعلامي خارجي يقدمه مختصون لبنانيون تابعون لحزب الله اللبناني للفرق الإعلامية الحوثية، ويركز عادةً على كيفية بناء المحتوى الإعلامي والدعائي الموجه ونشر الدعاية على أوسع نطاق لتغيير الحقائق أمام اليمنيين.

 

الأحاديث المنفصلة للسكان في مدينة الحديدة، صبت كلها في اعتبار المليشيات الحوثية جماعة إرهابية تستثمر نفوذها الإعلامي الأكاذيب، الأمر الذي دأبت عليه المليشيات طوال فترة صدارتها على مشهد قتل اليمنيين والتنكيل ببلدهم إلا أن المليشيات ما تزال تصر على استخدم مصطلحات تدعو للطائفية وتكفير الآخرين مالم يكونوا باسطين يد الولاء إليها.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية