تتقزم المقامات وتذوي الألقاب في حضرة محارب شجاع يفترش أرض تهامة بشمسها الحارقة وهجير الصيف الملتهب.
 
شباب وعسكريون سابقون ورجال في منتصف أعمارهم جمعهم من كل بقاع اليمن داعي التحرير لبلادهم من دنس أذيال الفرس،  عصابة الكهنوت الحوثية .
 
خارطة الانتشار العسكري لهم على جغرافيا محافظتين وبمساحة تموضع مترامية، ابتداء من الجبال في تعز وصولا إلى مدينة الحديدة، تجعل من يدخل جبهة الساحل الغربي لأول مرة يكتشف كم هي سطحية الصورة المرسومة في ذهنه سابقا عن هذه الجبهة وبطولات أفرادها.
 
تتقاسم القوات، تهامية وعمالقة وحراس جمهورية المربعات والمواقع والمناطق بتداخل وامتزاج بديع، هذا التقاسم  للدفاع عن اليمن وساحلها الغربي والاستعداد لمواصلة المعركة يرسم خارطة وطنية تتجاوز الانتماءات والولاءات المسيسة والمؤدلجة.
 
في أحد المواقع في عمق الجاح يتواجد (م)  المخلافي ابن تعز الذي كان يتحدث عن أنه سيذهب للقائد طارق ليحصل منه على مساعدة مالية لكي يتزوج وبثقة الجندي بقائده يؤكد أن "القائد يحب جنوده مثل ماهم يحبوه".
 
جندي آخر يتسلم من مدير الإعلام العسكري صحيفة المقاومة ويقبل باجلال صورة قائده على الصفحة الأولى.
 
واقع ميداني يشير بوضوح إلى حقيقة متلازمة الانتصار وثقة الجنود بقائدهم، فلا ينتصر جيش أو تشكيل عسكري ليس للقائد في قلوب أفراده مكانة ولهم في قلبه حب وتقدير.
 
في منظر وفي شارع صنعاء وفي المنصة وفي الدريهمي وكثير من مواقع التماس المتقدمة وجدنا حراسا أمناء لجمهورية الشعب وعمالقة يناطحون الجبال شموخا وتهاميون ثابتون بثبات النخيل التي زرعها أجدادهم في هذه الأرض المباركة.
 
لا شيء هنا في جبهة الساحل الغربي يمكن أن يجعلك تدرك فوارق بين الوحدات العسكرية للقوات المشتركة باستثناء ألوان الآليات العسكرية أحيانا والتي تختلف كجزء من متطلبات المعركة.
 
تسير مهام الوحدات والنقاط والتموين بانسياب رائع دون تعقيدات أو ابتزاز ويمارس الناس حياتهم في مناطقهم وفي مخيمات النزوح وسط حالة من الأمن واللاخوف إلا من قذائف المليشيا وصواريخها كما أن الجميع هناك يتقاسمون الخدمات الطبية في المستشفيات الميدانية، مواطنون وجنود.
 
أمام هذا الشموخ والصمود لهؤلاء الأبطال تتحول كل بضاعة المطابخ السياسية ومحاولات الاستهداف للمرابطين في الساحل الغربي جريمة والسكوت عن مرتكبيها جريمة مضاعفة. 
 
لا شيء أكثر قداسة من محارب يضع رأسه في خط النار يذود عن الأرض والشعب ويطهر البلاد من رجس الفئة الباغية التي عاثت في البلاد فسادا مستخدمة كذبة الاصطفاء والتمكين.
 
ولا شيء أكثر نذالة وخسة من متسيس تطفح لسانه وعقله بمفردات التحريض والاستهداف، لهذا المحارب، وهو ممدد على فراش وثير وبأجواء مكيفة ويتقاضى من عدو بلاده مقابل أن يهاجم من يدافع عن مستقبل ووطن أبنائه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية