إلى غاية اليوم لا تزال المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ترفض اعتماد مبدأ الشفافية في الكشف عن الحالات المصابة بفيروس كورونا في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرتها.
 
ومع أن الحقائق باتت جلية، يعكف الحوثيون على طمأنة الناس بأنه لا كورونا في صنعاء، وأن الأمر كان مجرد ثلاث حالات لا أكثر، واحدة توفيت وهي لمهاجر صومالي، واثنتين تماثلتا للشفاء، غير أن موتًا مجهولا يواصل الفتك بحياة الناس الذين يدفنون سرا.
 
البارحة اعترف صحفيون يعملون لدى المليشيا الحوثية بدفن أكثر من 700 جثة في عدة مقابر بصنعاء خلال الأيام الأخيرة، لكنهم زعموا أنها جثث لمجهولي الهوية الذين تعج بهم ثلاجات الموتى منذ سنوات، وليست لضحايا فيروس كورونا.
 
والليلة الماضية أفادت مصادر موثوقة بقيام مليشيا الحوثي بدفن 10 جثث لأشخاص قضوا بفيروس بكورونا، بينهم نساء، وذلك في مقبرة ماجل الدمة بشارع خولان صنعاء.
 
وتؤكد المصادر أن الجنازات تتم بشكل يومي في عديد من مقابر امانة العاصمة بدون تشييع، حيث ينقل الضحايا على متن سيارات إسعاف ويتم دفنهم من قبل مسلحين حوثيين يرتدون البدلات الوقائية، وأغلب تلك الجثث تأتي من مستشفى الكويت، الذي بات بؤرة لتفشي الوباء.
 
وأفاد مصدر محلي  بأن المليشيا الحوثية دفنت كذلك عشرات الجثث في محافظة اب وسط البلاد، وهي المدينة التي أصبحت في المركز الثاني بعد العاصمة صنعاء من حيث تفشي وباء الكورونا.
 
وأطلعت وكالة 2 ديسمبر على وثيقة صادرة عن مكتب وزراء المليشيا الحوثية وجهت الى إدارة أمن أمانة العاصمة صنعاء ومدراء المديريات ومكتب الأشغال التابعة للمليشيا، وذلك لإغلاق المولات المخصصة لبيع الملابس منذ الساعة السادسة صباحا وحتى السادسة مساء بداء من هذا اليوم الأحد.
 
ويوم الثلاثاء الماضي عقد المدعو طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الانقلاب اجتماعا سريا مع مدراء المستشفيات الخاصة، واعترف لهم تسجيل 1300 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، إلا أنه شدد عليهم أن حكومة المليشيا لن تعترف بهذا الرقم البتة.
 
ويبدو أن الوضع الكارثي الذي تحاول المليشيا التستر عليه قد خرج عن السيطرة ولم يعد بالإمكان إخفاؤه أكثر من ذلك، وسيضر بالمزيد من الأبرياء في ظل الإنكار الحوثي لحقائق جلية لم تعد تخفى على أحد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية