وجهت المملكة العربية السعودية 5 رسائل قوية إلى قطر في مستهل العام الرابع للمقاطعة العربية، فندت فيها ضمنيا الأكاذيب والمزاعم والتناقضات التي وجهتها الدوحة مجددا . 
 
وأعادت الرياض التأكيد في رسائلها على الشروط الحاسمة لإنهاء المقاطعة التي بدأت يوم 5 يونيو/حزيران عام 2017، بإعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لدعمها الإرهاب.
 
الرسائل جاءت في حوار لمندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي مع قناة "بي بي سي" البريطانية، مساء السبت، وذلك غداة حوار لوزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع قناة "الجزيرة"، لتكون ردا حاسما على الدوحة.
 
العين الإخبارية" ترصد في التقرير التالي الرسائل السعودية الموجهة لقطر:
 
أولى الرسائل التي وجهتها السعودية للدوحة هي أن تحقيق المطالب المشروعة لدول الرباعي العربي هو الطريق الوحيد لحل أزمة قطر.
 
وفي هذا الصدد أكد السفير المعلمي إنه "يمكن للمملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر أن ينهوا مقاطعتهم لقطر اليوم في حال استجابت قطر للمطالب المشروعة".وعن أسباب عدم استجابة قطر لتنفيذ تلك المطالب، قال الدبلوماسي السعودي المخضرم "هذا السؤال يوجد للقيادة القطرية، وفي تقديري إن السبب لا يعدو أن يكون شئ من التعنت وضيق الأفق وأنهم يمكنهم أن يحققوا نتائج بالتحالف مع أطراف خارجية أفضل مما يمكن أن يحققوه مع أشقائهم دول مجلس التعاون "، وبين أن "وهذا غير واقعي".
 
وأردف : "الواقع أن قطر هي دولة صغيرة تعيش في محيطها العربي و الخليجي، وينبغي لها أن تتكيف مع هذا المحيط وأن تنسجم معه وتؤدي دورها ضمن إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
 
لا تراجع عن المطالب
ثاني تلك الرسائل أنه لا تراجع عن أيا من هذ المطالب خاصة الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، والابتعاد عن التحريض، ووقف إيواء الإرهابيين ودعمهم إعلاميا .
 
فعندما حاول مذيع "بي بي سي" اقتناص تصريح من المعلمي حول أهم المطالب التي لا يمكن التنازل عنها، كان رد الدبلوماسي السعودي حاسما وواضحا وذكيا ومعبرا عن موقف جماعي للدول الأربع، حيث أكد أن "كل المطالب التي تقدمت بها الدول المقاطعة لقطر مشروعة ومتساوية في الأهمية".
 
حوار وزير خارجيتها بذكرى المقاطعة.. 10 دلائل تفند أكاذيب قطر
وأردف :"خاصة الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، الابتعاد عن التحريض، الامتناع عن إعطاء مساحة من الأرض والفضاء الاعلامي للإرهابيين ومن يسندهم".
 
وبين كذلك إنه "اذا استجابت قطر لجميع مطالب السعودية، الإمارات، البحرين، مصر، ومنها إنهاء الوجود العسكري التركي، وتخفيض العلاقة مع إيران، فإن الدول الأربعة ستحتضن قطر برحابة صدر وتحتضن الشعب القطري الذي ينبغي أن يعود لمكانه الطبيعي بين شعوب دول الخليج العربية".
 
وفي تأكيد مجددا على التمسك بجميع المطالب، قال المعلمي أن "الدول الأربع ماضون في الخطوات التي سبق اتخاذها إلى أن تعود الأوضاع إلى ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء".
 
المقاطعة يمكن أن تستمر لسنوات
الرسالة الثالثة أن رهان قطر على معيار الوقت عبر المماطلة في تنفيذ المطالب هو رهان خاطئ والمقاطعة يمكن أن تستمر لسنوات ما لم تستجب قطر.
 
وأكد المعلمي في هذا الصدد أنه "يمكن أن تستمر المقاطعة لسنوات في حال استمرت قطر في موقفها المتعنت" والمسؤولين في قطر هم من يستطيعوا أن يقرروا ذلك.
 
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت تلك المطالب واقعية بعد الخطوات التي قامت بها قطر دخولها في تحالفات ، قال الدبلوماسي السعودي " مثلما اتخذت قطر الخطوات التي أدت إلى هذه المطالب، فيمكنها العودة وترفض تلك الخطوات بالطريقة نفسها، وأعتقد أن هذا الأمر ممكن، وهو بيد القيادة القطرية، والمملكة العربية السعودية وشقيقاتها كثيراً ما يعبّرون عن أن المجال مفتوح للتفاهم مع الأخوة القطريين إذا ما نفذوا تلك المطالب على الطبيعة".
 
حرص تام على مصالح الشعب القطري
الرسالة الرابعة أن دول الرباعي العربي حريصة على مصالح الشعب القطري الشقيق، وعلى استعداد لإنهاء المقاطعة على الفور متى استجابت قطر للمطالب.
 
وقال المعلمي إنه "يمكن جدا أن يعود الخليج إلى ما كان عليه إذا رجع الإخوة في قطر إلى الوضع الطبيعي، وعادوا إلى الحضن الخليجي، ونسقوا أمورهم مع أشقائهم في دول مجلس التعاون".
 
وتابع :" نحن و قطر شعب واحد، والمواطن القطري لا يرغب أن يظل فريسة هذه القطيعة وفريسة للسياسات التي تتخذها حكومة قطر والتي أدت إلى هذا الوضع".

دول الرباعي العربي يد واحدة
الرسالة الخامسة هي أن دول الرباعي العربي يد واحدة وعلى قلب رجل واحد وأن هناك اتفاق وتوافق كامل فيما بينهم فيما يتعلق برؤيتهم لحل أزمة قطر، إيمانا منهم بأهمية هذا الأمر للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
 
وهذا ظهر في مجمل حوار ، حيث كان دائما يتكلم بلسان الدول الأربع "المملكة العربية السعودية وشقيقاتها "، تأكيدا منه على وحدة موقف وتوافق واتفاق رؤاهم بشأن حل الأزمة القطرية.
 
تعاطي قطر مع أزمتها.. لا جديد
وكان وزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني قد أجرى حوارا مع قناة "الجزيرة" مساء الجمعة، بمناسبة مرور 3 أعوام على المقاطعة، أظهر خلاله تمسك قطر بنفس الخطاب الساعي لتزييف الحقيقة، وتكرار المزاعم نفسها، ومحاولة اختزال سبب الأزمة في التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية في 24 مايو/أيار ٢٠١٧ لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والتي أعلن فيها رفض تصنيف جماعة الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وكذلك دافع عن أدوار حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها، وزعمت قطر بعد ذلك أن الوكالة تم اختراقها.
 
كما لوحظ خلال الحوار استمرار قطر رمي جيرانها باتهامات باطلة محاولة لدرء عن نفسها ما تنتهجه من سياسات، فهي تتهم الدول المقاطعة لها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالتجييش ضد قطر، في حين بثت "العين الإخباية" العشرات من التقارير التي تثبت قيام الذباب الإلكتروني القطري ومذيعي فناة "الجزيرة" عبر حساباتهم في "تويتر" ببث حملات ممنهجة للافتراء على دول الرباعي العربي وخصوصا السعودية والإمارات.
 
أيضا قام آل ثاني خلال الحوار بالدفاع عن ممارسات وأخطاء قناة "الجزيرة"، معتبرا أنها "أكثر مهنية" من غيرها، في تأكيد جديد على إشراف الحكومة المباشر على القناة كما سبق وأن أكدته التسريبات، وبعدما توالت سقطات تثبت دعمها للإرهاب واحتفاءها بالإرهابيين مثل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، المصنف إرهابيا، والمتورط في إراقة دماء الكثير من الأبرياء حول العالم، وخصوصا في سوريا واليمن والعراق ولبنان، والإرهابي المصري هشام عشماوي، وهذه أمور مثبتة ليست محل تشكيك.
 
كما امتلأ الحوار بالتناقضات، فوزير خارجية قطر يتكلم عن احترام السيادة ، وتجاهل أنهم رهنوا سيادة بلادهم عبر الارتماء في أحضان تركيا وإيران.
 
يقول أنهم يرفضون التدخل في شئونهم، في حين أنهم يتدخلون في شئول الدول العربية لإثارة الفتنة بشكل واضح ومرصود. 
 
يزعم أنهم التزموا بتطبيق اتفاق الرياض التكميلي 2014 ، ويناقض نفسه في الحوار مؤكدا أن هناك مطلوبين لدول المقاطعة موجودين في قطر ، في مخالفة واضحة للاتفاق.
 
كما حاول وزير خارجية نظام الدوحة إحداث الوقيعة بين دول المقاطعة الأربع، وإظهار حقد لافت ضد دولة الإمارات، ومحاولة إظهارها أنها سبب الأزمة.
 
توقيت هام
ولكن جاء حوار مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي في هذا التوقيت الهام، في مستهل عام المقاطعة الرابع، وغداة حوار لوزير خارجية قطر امتلأ بالمغالطات والأكاذيب والتناقضات، ليعيد وضع الأمور في نصابها الصحيح، ويدحض أي محاولات قطرية لترويج مزاعم وافتراءات جديدة، ويضع الخطوط الفاصلة لأي حلول محتملة للأزمة.
 
وتؤكد تلك الرسائل إنه لن يكون هناك حل للازمة في ظل تعنت النظام القطري الحاكم وإصراره على دعم الإرهاب وتوظيف قناة "الجزيرة" وإعلامه لإثارة الفتنة وتزييف الحقائق ، والتدخل في الشؤون الداخلية العربية.
 
كما تؤكد أن هناك إجماع من دول الرباعي العربي أنه لن يكون هناك حل لأزمة قطر، مهما طال الوقت إلا بعلاج أسبابها، وذلك عبر استجابتها لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتوقّفها عن دعم الجماعات المتطرفة.
 
المصدر: العين الإخبارية

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية