حذر اقتصاديون من الخسائر والأضرار الحتمية التي ستلحق بالاقتصاد والبيئة البحرية، ومن التكاليف الباهظة التي ستدفعها اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر، في حال تسرب النفط - المحتمل - من الخزان العائم صافر، الواقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، والتي ترفض صيانته وتفريغه منذ سنوات. 
 
ويحوي الخزان العائم صافر - ميناء عائم لتخزين وتصدير النفط الخام في البحر الأحمر- على مليون و140 ألف برميل من خام مأرب الخفيف " 138 مليون لتر"، ولم تتم له أي صيانة منذ خمس سنوات، وقد تعرض هيكله الحديدي للتآكل والتحلل، وبات ينذر بكارثة كبيرة محتملة ويهدد كل مقومات البيئة البحرية. 
  
وزاد خطر التسرب لمادة النفط الخام من صهاريج التخزين، جراء تعرض أحد أنابيب الناقلة لثقب، مما تسبب بتسرب مياه البحر إلى غرفة محركاتها.  
  
ويؤكد اقتصاديون أنه في حال تسرب النفط وتعرضه لحريق، سيتسبب في كارثة بيئية ذات عواقب اقتصادية وإنسانية وخيمة، وتدمير البيئة البحرية في حوض البحر الأحمر نتيجة التلوث، مما يهدد الملايين من السكان في محافظة الحديدة ودول حوض البحر الأحمر. 
  
وترفض ميليشيا الحوثي الانقلابية، وكيل إيران في اليمن، التي تسيطر على ميناء رأس عيسى النفطي، وميناءين تجاريين، الحديدة والصليف، في محافظة الحديدة، السماح لفريق فني تابع للأمم المتحدة لتفريغ خزان النفط الخام. 
  
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أبلغ مجلس الأمن الدولي مرات عدة أن فريق التقييم التابع له قد حرم من التصاريح اللازمة لفحص وصيانة خزان صافر من قبل الحوثيين الذين يسيطرون على المنطقة. 
  
وبحسب خبراء الطاقة قد تواجه الناقلة سيناريوهين خطيرين محتملين، قد يكون هناك انفجار أو تسرب، مما قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم.   
 
فيما السيناريو المحتمل الثاني سيكون حريقاً كبيراً، سيتأثر حوالي 3 ملايين شخص في الحديدة بالغازات السامة، وستتم تغطية 4 في المائة من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن بالغيوم الداكنة، مما يؤدي إلى تدمير الفاصوليا والفواكه والخضروات التي يمكن أن تتسبب في خسائر تقدر بأكثر من 70 مليون دولار، كما ستعلق المنظمات الإنسانية خدماتها في الحديدة، لتقطع الخدمات عن 7 ملايين شخص محتاج. 
 
ويؤكد خبراء البيئة أنه في حال حريق أو انفجار الخزان العائم صافر، فستحتاج الأحياء القريبة من الشاطئ ما يقرب من 25 عاماً لتعود للانتعاش، وسيكون 1.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية جراء الإغلاق المحتمل للميناء. 
 
وتدرك ميليشيا الحوثي مخاوف السكان والدول المطلة على البحر الأحمر من المخاطر الكارثية والخسائر الاقتصادية، في حال تسرب النفط أو انفجار خزان صافر، وهدفها ابتزاز اليمنيين والمجتمع الدولي في هذه القضية، لتحقيق مكاسب ضيقة. 
  
ووفقاً للتقديرات، ستحتاج اليمن – في حال وقوع التسرب النفطي الوشيك- إلى معالجة أضرار كارثة التلوث البحري لفترة طويلة من الزمن، ولمدة تزيد على 30 سنة قادمة.  
 
بالاستناد على بيانات وكالة حماية البيئة – اليمن، فإن الكلفة البيئية والاقتصادية التي ستخسرها اليمن في حال وقوع انفجار للناقلة صافر، أو في حال وقوع تسرب للزيت الخام، ستفقد 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر تنوعها البيولوجي وستخسر موائلها الطبيعية، و126 ألف صياد يمني سيفقدون مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، إضافة إلى 67,800 صياد في محافظة الحديدة سيفقدون مصدر دخلهم الوحيد جراء هذه الكارثة. 
 
كما ستتوقف 148 جمعية سمكية تعاونية للصيادين اليمنيين، عن العمل، وسيتلف 850 ألف طن، كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن، وستقتل بقع النفط الخام المتسربة 969 نوعاً من الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق في المياه اليمنية. 
  
وبحسب بيانات وكالة حماية البيئة هناك 300 نوع من الشعاب المرجانية التي ستختفي من المياه اليمنية، جراء النفط الخام لعدم وصول الأكسجين والشمس إليها، و139 نوعاً من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية، ستختنق ببقع الزيت الخام. 
 
ووفقاً لموقع "حلم أخضر" المتخصص بالبيئة، فإنه في حال تسرب النفط من الناقلة صافر، ستواجه نصف الطيور البرية والمائية الموجودة في اليمن خطر النفوق المؤكد في الجزر والسواحل التي ستتعرض للتلوث ببقع النفط، وتبلغ 390 نوعاً من أنواع الطيور.  
  
إضافة إلى 1,5 مليون طائر مهاجر مهدد بالخطر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف باعتبارها ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة، و170 نوعاً من الطيور المهاجرة البرية والمائية التي تتواجد في محميات وسواحل الاراضي الرطبة في محافظة عدن، ستتعرض لخطر النفوق جراء وصول بقع الزيت إلى خليج عدن، والبحر العربي. 
 
 
الخزان العائم "صافر" هو ناقلة نفط عملاقة، تأتي في المرتبة الثانية في العالم من حيث الوزن والحجم والتقنية وتستخدم كخزان (ميناء عائم) في قاع البحر الأحمر، لاستقبال وتصدير نفط خام مأرب الخفيف، ويبلغ وزنه الساكن حوالي 400 ألف طن، وتبلغ سعته التخزينية أكثر من 3 ملايين برميل من النفط.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية