أعرب مواطنون في العاصمة صنعاء عن مخاوفهم الكبيرة، من تخزين مليشيا الحوثي المشتقات النفطية، في الأحياء السكنية، داخل أحواش خاصة، وأحواش المنازل بكميات كبيرة، منها داخل صهاريج على مقطورات نقل، وأخرى في خزانات بلاستيكية.
 
وزادت مخاوف المواطنين عقب الكارثة التي حلت أمس الإثنين بحي السنينة في العاصمة صنعاء، جراء اندلاع الحريق، في مخازن الحوثي ناجي الحاكم أحد تجار المليشيا في السوق السوداء للوقود، ما تسبب بكارثة خلفت خسائر وأضرار مادية كبيرة تجاوزت المليارات.
 
الحريق الذي شب في السنينة، التي تعد من أكثر الأحياء ازدحاما، وصفته الكاتبة ياسمين الناظري بالقول " أهوال الساعة في العاصمة صنعاء والناس لازالوا محاصرين حتى اللحظة.. هذه المنطقة أغلب سكانها من النازحين وتحديداً نازحي الحُديدة (أكثر من 100 أُسرة). هذا الحريق نتيجة تخزين تاجر من تجار السوق السوداء للوقود. التاجر حوثي ويُدعى ناجي الحاكم".
 
منذ مطلع يونيو الجاري أخفت مليشيا الحوثي الانقلابية، وكيل إيران في اليمن، المشتقات النفطية من السوق، وأظهرتها عبر تجارها في السوق السوداء، لتصل بسعر دبة البترول (البنزين) عبوة 20 لتراً 15 ألف ريال مقارنة بسعر رسمي حددته المليشيا بقرابة ستة آلاف، بينما بلغ سعر دبة الديزل 20 لتراً عشرين ألف ريال مقارنة بنحو سبعة آلاف قبل افتعالها أزمة المشتقات.
 
وكتب أحمد عثمان" احتجزوا قاطرات البترول ليعملوا أزمة لحساب سوقهم السوداء فشب حريق في صنعاء ليفضح البترول المكدس الذي احرق حارة كاملة والضحية الناس الغلابة.. جريمة مزدوجة بنكهة الفضيحة"
 
يعيش المواطنون وقطاع الأعمال مرارة من المعاناة اليومية في توفير متطلبات استمرار أعمالهم، جراء أزمة المشتقات النفطية، التي افتعلتها مليشيا الحوثي بالتزامن مع تفشي وباء "كورونا"، ودفعت أسعار الغذاء والخدمات إلى المزيد من الارتفاع.
 
وفي ذلك كتب محمد أنعم معلقاً على كارثة الحريق التي حلت بحي السنينة "احتراق منازل في السنينة بالعاصمة صنعاء يفضح المنافق عبدالملك الحوثي الذي يزعم انه ما بش بترول ويخلي الناس يتعذبون طوبرة بالمحطات وميليشياته تمارس السمسرة بالبترول والديزل" 
 
وحذر اقتصاديون من تخزين المليشيا كميات كبيرة من الوقود داخل الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء واعتبروها قنابل قد تنفجر بأي وقت، وتكبد المواطنين خسائر اقتصادية ومادية وبشرية كبيرة.
 
وأضافوا، المتاجرة بمعاناة المواطنين، وتدمير النشاط الاقتصادي للسكان، من أجل التربح وكسب الأموال من بيع الوقود في السوق السوداء، جريمة يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني.
 
 واعتبر صحفيون وناشطون وكتاب أن حريق أحد مخازن الوقود السرية لمليشيا الحوثي في الحي المكتظ بالسكان بالعاصمة صنعاء فضح المليشيا التي تصرخ بمنع سفن النفط من دخول الحديدة، وتفتعل أزمة للتربح من تجارة السوق السوداء المرتبطة بمكتب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
  
تقول الكاتبة والناشطة منى صفوان:" فضحهم الله.. اختلقوا ازمة مشتقات نفطية بصنعاء، وهم يحتجزون حمولة عشرات السفن النفطية في البيوت، لبيعها في السوق السوداء، فانفجرت العبوات لتترك دمار عشرات البيوت، في ليلة ارادوا بها لفت نظر العالم للإفراج عن سفينة نفط، فقال لهم الله أفرجوا اولا عما تخبئونه. من لا يرحم لا يُرحم"
 
وقال مراقبون إن مليشيا الحوثي تعمل على إطالة أمد الحرب، وخلقت "اقتصاد حرب" من خلال السوق السوداء التي مكنتها من الهيمنة على السياسات المالية والنقدية.
 
وأكدوا أن المليشيا تفرض على الشعب اليمني "اقتصاد غير أخلاقي" لا يخضع للقوانين، بهدف ابتزاز حاجات الناس بخلق سوق سوداء ومحاربة الاقتصاد الرسمي، من خلال سوق المشتقات النفطية، وسوق أسعار الصرف في المناطق التي تسيطر عليها.
 
وإضافة إلى حريق السنينة تؤكد الدلائل افتعال المليشيا الأزمة، إذ تمنع نحو 150 مقطورة قادمة إلى مناطق سيطرتها من المناطق المحررة تحمل نحو ثمانية ملايين لتر، وهي كمية تغطي نحو 80 بالمئة من الاحتياجات اليومية للمناطق الحوثية حسب تصريحات ماضية لشركة النفط المختطفة بصنعاء تشير إلى أن الاستهلاك في تلك المناطق يصل إلى عشرة ملايين لتر في اليوم، بينما صرحت الشركة اليوم الثلاثاء، أن ما تحمله المقطورات المحتجزة عن الدخول للمناطق الحوثية لا تفي ب 20 بالمئة من الاحتياجات، في تناقض يخفي ما وراء الأكمة النفطية الحوثية.
 
وفي وقت سابق من هذا الشهر نقل موقع "العين الإخبارية" عن ثلاثة من موظفي شركة النفط الخاضعة للحوثيين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن سلطات مليشيا الحوثي تمتلك مخزونا من البنزين في خزانات الشركة بمدينة الحديدة، يكفي لتغطية الاستهلاك لمدة سبعة أشهر على الأقل، لكنها تفتعل الأزمات بغرض جني الأموال من تجارة السوق السوداء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية