يشكو الصيادون في منطقة الخوخة والقطابا المحررة في الساحل الغربي، من عسكرة مسلحي العميد احمد الكوكباني، للقطاع السمكي، والممارسات التعسفية القهرية والجبايات التي يفرضونها على الصيادين، منذ سنوات مستغلين ضعفهم وحاجاتهم لمصدر عيشهم الوحيد.
 
وقال أحد الصيادين- طلب عدم ذكر اسمه-  لـ"وكالة 2 ديسمبر" الصيادون في الخوخة يكدون طوال الوقت ويواجهون مخاطر البحر، وتكاليف الصيد المرتفعة، وفي النهاية يدفعون عائدات ما يجنونه لمجموعة من المفسدين.
  
وأضاف، ندفع 1% من مبيعات الأسماك التي نصطادها للعسكر التابعين للعميد أحمد الكوكباني، منذ أكثر من سنتين، ومن يرفض يُمنع من البيع ودخول مراكز الإنزال السمكي، ويعتقل أقرباؤه، كما حصل مع بعض الصيادين.
 
وقدر الأموال التي تحصل عليها مسلحو الكوكباني من الصيادين خلال السنوات الماضية بأكثر من 2 مليار ريال، مؤكداً أن مدفوعات الصيادين لا تذهب إلى خزينة الدولة، ولا إلى هيئة المصائد السمكية، ولكن تذهب للكوكباني وعناصره المسلحة.
 
صياد آخر من أبناء منطقة القطابا شمال الخوخة يقول لـ"الوكالة": جربناهم السنتين الماضيتين، دفعنا لهم جزءاً من المبيعات يومياً لم يصلحوا أي شيء يكذبون علينا، غرقت عشرات القوارب بسبب عدم إصلاح كاسر الأمواج في مركز الإنزال السمكي، الكوكباني وعناصره التي تستلم الإيرادات شلة لصوصية". 
 
وأشار إلى أن أحد الصيادين رفض دفع جزء من المبيعات، وطالب بمعرفة أين ذهبت الإيرادات السابقة، ولم يتم إصلاح كاسر الأمواج في مركز الإنزال السمكي، واستمرار غرق القوارب وخسائر الصيادين، تم حبسه مع أحد أقربائه، وتعرض للضرب، بتهمة التحريض والعصيان.
 
هُجر كثير من الصادين من المجتمعات الساحلية، بسبب حرب الحوثي وقذائفه العشوائية وتلغيم مراكز الإنزال السمكي، وخسروا مصدر رزقهم، والذين لم يُهجروا وظلوا في مناطقهم على طول سواحل البحر الأحمر في الحديدة، لم يتمكنوا من ممارسة عملهم بانتظام بسبب الإتاوات المفروضة عليهم وتكاليف الصيد المرتفعة.
 
أحد العسكر كان صياداً قبل التحاقه بأحد ألوية المقاومة التهامية يرفض ممارسات المسلحين التابعين للعميد أحمد الكوكباني ويقول لـ" وكالة 2 ديسمبر": "الكثير من العاملين في الصيد توقفوا عن ممارسة مهنة الصيد بسبب الإتاوات ومنع التجار من شراء الصيد، إلا بدفع جزء من المبيعات، وبات الصيد خسارة، منهم من هاجر، وآخرون التحقوا بالألوية العسكرية".
 
تبدو الأوضاع الاقتصادية للصيادين في محافظة الحديدة صعبة للغاية، حيث توقف 80% من صيادي محافظة الحديدة عن ممارسة الصيد بسبب الحرب، وألغام وقذائف الحوثي العشوائية، وإتاوات مسلحي وعناصر أحمد الكوكباني، في المناطق المحررة.
 
ويؤكد اقتصاديون لـ" وكالة 2 ديسمبر" أن تشرذم الاقتصاد والمؤسسات المالية ساعد على تعميق الفساد، خلق جيلاً جديداً من المفسدين، وفتح المجال بشكلٍ واسع لنهب المال العام؛ وأفرز وجاهات اجتماعية جديدة وُجِهت خيرات البلاد إلى جيوبهم، وتمارس وظائف الدولة بقانونها الخاص.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية