كشفت كارثة السيول التي أودت حتى اليوم بحياة  أكثر من 270 قتيلا وجريحا، عن الوجه القبيح لمليشيا الحوثي الكهنوتية، التي كان أغلب ضحايا الكارثة في مناطق تسيطر عليها.
 
وكان بالإمكان التخفيف من وطأة هذه الكارثة لو أن المليشيا التي تسيطر على مؤسسات الدولة تدخلت في عمليات المساعدة والإنقاذ والإجلاء والإيواء والدعم، إلا أنها فضلت التجاهل وعدم لفت الانتباه لمناشدات آلاف الضحايا ممن تركوا يواجهون مصيرهم.
 
وقبل أيام اعترفت مليشيا الحوثي بتهدم أكثر من 100 منزل كليا ونحو 150 منزلا بشكل جزئي نتيجة تعرضها للأمطار الغزيرة أو لفيضانات السيول التي شهدتها صنعاء وريمة وحجة والحديدة والمحويت وعمران وإب وذمار.
 
ولم تكتف المليشيا بالصمت حيال الكارثة التي أضرت بكثيرين، بل راحت تحمل الضحايا مسؤولية حياتهم، متهمة إياهم بأنهم يتعاملون مع الكارثة بشكل متهور، وهي التي لم تقدم أدنى دعم أو مساعدة لأولئكم الضحايا الذين خابت مناشداتهم المستمرة.
 
وكانت صنعاء القديمة، المدينة التاريخية المسجلة في قائمة التراث العالمي عرضة للتساقط بسبب ما طالها من إهمال متعمد من قبل المليشيا التي تركت المدينة تواجه مصيرها، إذ سقطت العديد من المنازل وسويت بعضها بالأرض.
 
تقول مصادر إن المليشيا الحوثية نهبت الميزانيات الخاصة بهيئة الآثار المعنية بالحفاظ على المعالم التاريخية وسخرتها مجهودا حربيا، ما أدى إلى إهمال المدن الأثرية مثل صنعاء القديمة التي تساقط جزء من سورها وعدد من منازلها دون أن تحرك المليشيا ساكنا.
 
وعادة ما تحتاج الأماكن التاريخية والبنى التحتية إلى صيانة مستمرة للحفاظ عليها أمام عوامل التعرية، إلا أنه ومنذ الانقلاب الحوثي صادرت المليشيا كل هذه الميزانيات، لتتحطم الشوارع وتمتلئ الجسور بالمياه وتتهاوى المدن الأثرية.
 
وتشير بيانات متواترة،رسمية ومحايدة، إلى استيلاء المليشيا الحوثية على موازنات مختلف مؤسسات الدولة في مناطق سيطرتها،بما فيها صناديق خاصة، بجانب عكوفها على جبايات بمئات المليارات تحت مسميات غير قانونية،وبالمقابل لا تقوم بأي وظائف خدمية.
 
ويؤكد مراقبون أن المليشيا تخفي جرائمها الجبائية كما يتضح من تقديمها لمن تبقى من أعضاء مجلس النواب المختطف في صنعاء  ما تسميها خطط إنفاق نصف سنوية، وليس موازنات دولة تشمل تفاصيل الإيرادات والنفقات.
 
ويضيفون أنه حتى هذه الموازنات العرجاء تكاد تخلو من أي بنود للجانب الاستثماري سواء في إنشاء مشروعات أو  في صيانة مشروعات قائمة ولو بأقل القليل كردم حفرة في شارع أو طريق،أو ترميم باب أو شباك في المباني الحكومية وغيرها من عمليات الصيانة البسيطة للغاية.
 
ولم تتوقف تداعيات الكارثة عند هذا الحد، إنما هنالك آلاف الأسر شردت من منازلها، خاصة في محافظتي الحديدة وحجة اللتين شردت منهما 9000 أسرة لم تقدم لها المليشيا حتى شربة ماء.
 
ومن خلال تعاملهم مع هذه الكارثة وتركهم الناس لمصيرها، كشف الحوثيون عن وجههم القبيح الذي لطالما حاول تجميله بالإدعاءات الباطلة، وعندما صار الناس في مواجهة الكارثة ولى الحوثيون أدبارهم للاستمتاع بما كانوا يحصدونه من عرق الفقراء والمعوزين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية