لم يكن صيف هذا العام كما يشتهي الحوثي في مأرب والجوف والبيضاء فحرارته أشد من أن يحتملها قطعانه الذين دفع بهم مجاميع تلو أخرى المحظوظ منهم عاد جثة هامدة، ليس من فرط حرارة الشمس بل من نيران شرفاء الجيش ورجال القبائل من الأرض وجحيم الضربات الجوية لطيران التحالف.
 
تهاوى الحوثي في جميع الجبهات، خارت قواه واستنفد رصيده من المقاتلين محاولا عبثا اختراق إحدى جبهات مأرب، يشعل معركة في حدها مع الجوف فينكسر بعزيمة قبائل دهم وعبيدة، يجرب إشعال أخرى على حد البيضاء فيرجعها قبائل مراد وبني عبد وبالاً على قطعانه، ثم يهاجم من صرواح ونهم فتصده الجدعان وجهم عن أحلامه.
 
وفي الوقت الذي كان يسيل لعابه على نفط مأرب ممنياً النفس بالوصول إلى منابعه كانت دماء أتباعه تسيل في الصحاري والشعاب والجبال وفيما كانت قنواته تدلس على سكان صنعاء وعمران وصعدة وحجة كانت أشلاء قادته الميدانيين المقربين منه تتطاير في الجوف والبيضاء ومأرب. 
 
طوال شهر آب لم يتحقق للحوثي سوى رفع إجمالي أعداد القتلى من مسلحيه سواء أبناء القبائل أو المهمشين وحتى المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي الذين استعان بهم بعد عزوف المجتمع عن التضحية بالمزيد، والذين حازت تغطية تشييعهم مساحة لافتة للخارطة البرامجية بقناة المسيرة.
 
أراد التغطية على تلك النكسات بصنع انتصارات زائفة على الجماعات الإرهابية في البيضاء اتضح تخادمه معها وادعاء قتل وأسر قيادات إرهابية ثبت مقتلها قبل سنوات؛ ثم جازف بهجوم في منطقة أخرى هي الساحل الغربي معتمدا على عنصر المباغتة لكن نتائج هذه المغامرة كانت أقسى على كتائبه حيث كان رجال المقاومة الوطنية لها بالمرصاد ولقنوها درسا لا يظن من شارك فيها نسيانه.
 
ومع تهاوي قياداته المقربين ومعها الروح المعنوية لمقاتليه ما كان منه إلا استهداف مسجد في مدينة مأرب أثناء أداء عشرات المصلين صلاة الفجر، ولسان حال "ولي الله" يقول لترتفع المعنويات ولو على حساب دماء وأرواح مصلين راكعين ساجدين في بيت من بيوت الله.
 
في الصحراء المحرقة أصبحت مواقع مرتزقة إيران تتساقط توالياً بأقل مجهود قتالي وهذا ماثل للعيان بين الجوف ومأرب فالفيافي بينهما صارت معبدة بجماجم القطيع وما يفصل شرفاء الجيش ورجال القبائل عن اقتحام "حزمها" سوى اتخاذ قرار بذلك، ومن يدري.. لعله يكون قريباً!!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية