منبع واحد،  لا علاقة له بمرجعيات الدين الأصلية، يرفد الفكر الديني السياسي المتطرف، ولا فرق بعد ذلك في الانتماءات المذهبية، فداعش والقاعدة تتشدد للمذهب السني كما تزعم، والحوثية تتدثر بالمذهب الشيعي، والجميع يدعي الحرص على الإسلام والأخلاق الإسلامية، وكلها لا ترى الأخلاق إلى في خصلة شعر الفتاة، ولا تنظر للإنسان، بجنسيه، سوى أنه كتلة رغبات شهوانية.
 
عندما كان لتنظيم القاعدة وحلفائه في طالبان بأفغانستان اليد العليا، لم يتورع عن التوسع في زراعة وتجارة المخدرات وفرض العقوبات القاسية على أتفه الأشياء، وهكذا فعل التنظيم في العراق وفي سوريا، ومثله فعل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المنشق لما سيطر على مساحات واسعة من الدولتين، فارتكب التنظيمان أشنع الجرائم بحق عباد الله، باسم الله.
 
ذات أساليب التجارة غير المشروعة وقتل البشر بدم بارد، وإشعال الفتن والحروب استخدمها حزب الله اللبناني ومليشيا الحوثي التابعين للحكم الديني السياسي في إيران، وباسم الله كذلك.
 
مع جرائم تهز ضمير العالم، ترك هذا النوع من المفترين على الله الكذب كل صلاح في الأرض أو اعتبار للأخلاق الإسلامية الشاملة والمحترمة لقيمة الإنسان، لتختزل الجانب الأخلاقي في الدين ببضع إجراءات تطول المرأة، تعكس نفسيات عناصرها المريضة، إذ لا تجد غضاضة في أكل أموال الناس بالباطل وسرقة أقوات المساكين والفقراء والضعفاء، ولا ترى بأسا في دهس الناس في الشوارع، أو اقتحام حرمات البيوت، أو التجسس على خصوصيات البشر، لكن أم الجرائم في نظرها أن تظهر خصلة شعر لامرأة أو عباءة مخالفة لشروط أحبارهم المرضى.
 
في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني، لا تخرج المرأة إلا بكامل حشمتها، بما يعرف بالبالطو الذي يشمل جسدها كاملا وطرحة تغطي رأسها، تظل المرأة رغما عن ذلك محل تهمة أخلاقية في رأي دواعش اليمن الحوثيين.
 
مع مطالع الشهر الجاري أجبرت مليشيا الحوثي أهم الجامعات الخاصة وأكبرها على إنزال تعميم للطالبات يتضمن تعليمات في مواصفات لباس الفتيات، لا بمعنى توحيد لباس معين لجميع الطالبات كما في المدارس، وإنما اشتراطات بعدم إظهار الشعر أو جزء منه، أو استخدام البخور والعطور.
 
واستغرب أولياء أمور طالبات مثل هكذا تعميمات في جامعة العلوم والتكنولوجيا، باعتبارها في الأساس من الجامعات القلائل التي جعلت للطالبات كلية خاصة تفصلهن عن الاختلاط بالطلبة الذكور.
 
السلوكيات الداعشية الحوثية الأخيرة سبقتها إجراءات وتعليمات مشابهة، حيث صدرت في جامعة صنعاء الحكومية، الأكبر في اليمن، تعميمات اشتملت بنودا بمنع اشتراك الذكور والإناث في بحوث التخرج.
 
وخارج الجامعات أقفلت مقاهي وكافيهات أبوابها بسبب مضايقات مستمرة من المليشيا الحوثية بحجة منع الاختلاط، غير التهجم على محلات بيع بالطوهات نسائية وحرق أحزمتها ومعاقبة أصحاب المحال.
 
ومنذ الشهور الأولى لاقتحام المليشيا صنعاء، قامت بحملات لطمس معالم لوحات على مداخل محلات التجميل النسائية، ولا فتات إعلانية فيها صور فتيات.
 
تداول مجتمعي لشبكات ترويج أفلام جنسية بالإكراه يتهامس الشارع بارتباطها بعناصر في الأجهزة الأمنية للمليشيا، وتعمل في عدة محافظات خاضعة لسيطرة المليشيا. غير تقارير عن اغتصاب فتيات في سجون المليشيا، واستخدام أخريات في الإيقاع بالخصوم والمعارضين. ولا تخجل من المزايدة بخصلة الشعر والبخور.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية