عادت مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى نقطة الصفر، بسبب تعنت رئيس "التيار الوطني الحر"، الذي يسعى لتفجير جهود إنهاء أزمات لبنان.

موقف النائب جبران باسيل "المتعنت" جاء بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليه، بسبب قربه من حزب الله اللبناني، الذي تصنفه واشنطن بأنه "منظمة إرهابية"، حيث وضع شروطا تعجيزية على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعدما كانت المعطيات تشير إلى قرب تشكيل الحكومة. 

ويأتي ذلك فيما انتهت مهلة الخمسة أسابيع التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المسؤولين اللبنانيين لإنجاز مهمة تأليف الحكومة بعد عرقلة مهمة السفير مصطفى أديب، واعتذاره عن تشكيل الحكومة.  

وعادت باريس للدخول على الخط من جديد عبر إرسال الموفد الرئاسي، مستشار ماكرون لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط، باتريك دورويل، إلى بيروت الأربعاء للقاء المسؤولين، وسط توقعات أن يبحث ملف تأليف الحكومة والمبادرة الفرنسية والإصلاحات، بحسب مصادر بالرئاسة اللبنانية لـ"العين الإخبارية".

وأشارت المعلومات إلى أن لقاءات دورويل، ستشمل رئيس الجمهورية ميشال عون، وسعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إضافة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وكانت مشاورات تأليف الحكومة قطعت شوطا كبيرا قبل الإعلان عن عقوبات باسيل، عبر تنفيذ المبادرة الفرنسية بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، وموافقة الجميع على المداورة في الوزارات بين الطوائف، باستثناء وزارة المالية التي ستبقى من حصة الطائفة الشيعية، التي يصر عليها حزب الله، وحركة أمل، وهي التي كانت السبب في عرقلة مهمة مصطفى أديب واعتذاره.  

لكن الأحد الماضي وبعد العقوبات، أعاد باسيل عقارب المباحثات إلى نقطة البداية، حيث طالب بأن تطال المداورة وزارة المالية.

حكومة مصغرة

في المقابل، يتمسك سعد الحريري الذي كلّف لتشكيل الحكومة قبل ثلاثة أسابيع، بموقفه وبما تنص عليه المبادرة الفرنسية الخاصة تأليف حكومة مصغرة مؤلفة من اختصاصيين غير حزبيين يختار وزراءها بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ومع من سمّوه فقط، أي ألا يكون أي علاقة لباسيل بهذا الأمر.

  واعتبر النائب ميشال موسى، أن اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، بغض النظر عن نتائجه، إشارة واضحة إلى التوجه للفصل بين ملف العقوبات والمسار الحكومي. 

وشدد في تصريحات صحفية على أن الخلاف السياسي والتعنت من جانب البعض تعرقل عملية تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن نبيه بري يسعى جاهداً لتسهيل التأليف وحلحلة العقد.

واعتبر موسى أن زيارة الموفد الفرنسي يجب أن تدفع عملية تشكيل الحكومة إلى الأمام لاسيما، وأن الجميع كان موافقاً على المبادرة الفرنسية، داعياً الكتل لتقديم التنازلات للوصول إلى قواسم مشتركة لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل. 

والجمعة الماضية، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، المعروف بقربه من حزب الله اللبناني، الذي تصنفه واشنطن "منظمة إرهابية".

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على السياسي اللبناني جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر.  

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن واشنطن ستعاقب باسيل بسبب تقديمه الدعم لحليفه "حزب الله"، ولمحاولة لتخفيف قبضة حزب الله على السلطة". 

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية