شددت قوات الأمن الإيرانية حضورها في العاصمة طهران ومدن أخرى داخل البلاد تزامنا مع ذكرى احتجاجات البنزين التي شهدت مقتل آلاف الأشخاص.

وتداول إيرانيون مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت وجودا كثيفا لعناصر أمنية ومركبات لقوات مكافحة الشغب في نطاق طهران ومدن قدس وقلعة حسن خان وصدرا التي كانت بؤرة اندلاع الاحتجاجات، نهاية العام الماضي.

وأغلقت السلطات الإيرانية بعض الشوارع الرئيسية في مدن محافظة فارس التي انطلقت منها الشرارة الأولى للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بسبب غلاء أسعار البنزين فجأة، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

يذكر أن مدينة قدس التابعة لمحافظة طهران كانت إحدى المدن التي أطلقت فيها قوات الأمن الرصاص مباشرة ضد المحتجين بناء على أوامر من ليلى واثقي حاكمة هذه المدينة، نهاية العام الماضي.

وكثفت قوات الأمن الإيرانية حضورها في مدن شهريار، وكرج، ومشهد، وكرمانشاه، وسط أنباء عن احتمالية إقامة مراسم تأبين لضحايا احتجاجات البنزين في أنحاء متفرقة من إيران خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكشف جواد حيدريان، صحفي ومقرب من عائلة أحد ضحايا احتجاجات البنزين، في تغريدة موقع "تويتر" أن الأجهزة الأمنية الإيرانية رفضت إقامة مراسم عزائية لعدد من الضحايا بالتزامن مع مرور عام على الاحتجاجات.

وقطعت قوات الشرطة الإيرانية الطريق المؤدي إلى مقبرة مدينة بهبهان التي تضم عددا من قتلى احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في إطار مساعيها لعرقلة مراسم الذكرى السنوية الأولى.

يشار إلى أن حكومة طهران ترفض نشر تقارير دقيقة حول أعداد الضحايا والمعتقلين خلال احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي شهدت استخدام قوات الأمن لأسلحة رشاشة وبنادق قنص.

وذكرت تقارير سابقة أن نحو نحو 1500 شخصا بينهم 17 مراهقا و400 امرأة قتلوا خلال أسبوعين من الاحتجاجات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، اعتراضا على الارتفاع المفاجئ في أسعار الوقود.

ولاقي هاشتاق بعنوان آبان (شهر نوفمبر حسب التقويم الفارسي) تفاعلا كبيرا على موقع "تويتر"، حيث أعاد للأذهان ما وصفه الناشطون الإيرانيون بالفظائع التي ارتكبتها قوات الأمن خلال فض دموي للاحتجاجات.

وطالب مغردون بملاحقة المتورطين من مسؤولي النظام الإيراني في قتل المحتجين دوليا، والضغط على طهران لإطلاق سراح آلاف المعتقلين تعسفيا على خلفية الحراك الشعبي الذي تجاوز مطالب غلاء أسعار الوقود.

وقالت مغردة إيرانية باسم سارة: "لقد ذبحوا المئات في الشوارع، ودفنت معهم أحلامهم في القبور، إنه شهر مظلم ودموي".

وكتب حساب يدعي سهيلا أن شهر آبان ينبغي أن يكون ذكرى أولئك الذين سقطوا ضحايا الاحتجاجات في إيران، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية أطلقت النار على رؤوس وأجساد آلاف الأشخاص أثناء احتجاجهم.

واعتبر مغردون إيرانيون أن شهر آبان أو نوفمبر/ تشرين الثاني، كان شرارة الحرية للتعبير عن الرأي، وسيظل رمزا للانتفاضة بوجه الظلم، وفق تعبيرهم.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية