تعبث مليشيات الحوثي بالعملية التعليمية في مناطق سيطرتها  مليشيا الحوثي خصوصًا بعد قيامها بخصخصة التعليم الحكومي وتحويل مدارس حكومية إلى أهلية، ضمن سياسة تدميرية تستهدف التعليم ومجانيته كأحد مرتكزات ثورة 26 سبتمبر.
 
وفي إطار خطة مليشيا الحوثي لتدمير المؤسسة التعليمة الحكومية وتسخيرها لخدمة أجندتها الطائفيه لجأت لفتح مدارس أهلية في العاصمة صنعاء،  إلى أن أصبح عدد المدارس الخاصة يفوق عدد المدارس الحكومية بأضعاف. 
 
وعمدت المليشيات الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، إبان انقلابهم المشؤم خريف 2014، إلى تغيير المناهج الدراسية وتغيير أسماء المدارس والكليات واستبدالها بأخرى طائفية وقيادات حوثية بالإضافة إلى إقامة الأنشطة والفعاليات الطائفية في المدارس والجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
 
وكانت وزارة التربية والتعليم التابعة لمليشيات الحوثي، أصدرت قرارا   بتاريخ 14/11/2020 يقضي بمنع امتلاك التربويين مدارس أهلية، وذلك في خطوة جديدة ليتفرد قادة وتجار المليشيا بفتح المدارس الأهلية كونها تعتبر مصدر دخل مهم. 
 
وقال مصدر تربوي رفض الكشف عن هويته  "لوكالة 2 ديسمبر" أن عدد المدارس الخاصة في مديرية السبعين وحدها بلغ أكثر من ٣٠٠ مدرسة ، وفي مديرية الوحدة  ٦١ مدرسة، وفي مديرية بني الحارث ما يقارب ١٥٠ مدرسة. 
 
وأشار المصدر إلى أن عدد المدارس الخاصة  التي يمتلكها قادة في مليشات الحوثي، في تزايد مستمر كما تعاني المدارس الخاصة في صنعاء من الاكتظاظ ، بسبب تزايد التحاق الطلبة فيها، بعد أن همشت المليشيا التعليم في المدارس الحكومية. 
 
وقالت إحدى المعلمات في مدرسة أهلية، أن المدارس الأهلية التي افتتحت مؤخرا من قبل قادة حوثيين تفتقر للمعايير التي تحددها قوانين ونظم وزارة التربية والتعليم اليمنية، وأن المدرسة التي تعمل فيها كانت قد حددت في خطتها بداية هذا العام قدرة استيعابية 1000 طالب فقط، ولكن الآن بلغ عدد طلاب المدرسة 2500 طالب. 
 
وفي حديث "وكالة 2 ديسمبر" مع أحد المعلمين في مدرسة حكومية أكد أن مليشيا الحوثي تتعمد تهميش المدارس الحكومية في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقة المواطنين بالمدارس الأهلية والتي  يمتلكها قادة في مليشيا الانقلاب الحوثي . 
 
وفي السياق ذاته أشار  إلى أن عدد الحصص الدراسية في المدارس الحكومية لا تزيد على ثلاث حصص في اليوم الواحد، وأن المدارس الحكومية تعاني من افتقارها لكتب المناهج الدراسية بينما تتوافر الكتب في المدارس الخاصة التابعة للمليشا ، كما يتم بيع الكتب الدراسية على أرصفة الشوارع. 
 
وقال إن مليشيا الحوثي تستغل المدراس الحكومية  لتنظيم فعاليتها التعبوية  لنشر أفكارها الطائفية، ولحشد وتجنيد الأطفال ، كما أنها فرضت على طلاب المدارس الحكومية دفع مبلغ 1000ريال على كل طالب شهريا، من أجل دفع رواتب المعلمين في تلك المدارس، إلا أن هذه المبالغ تذهب إلى جيوب إداريين حوثيين في مكاتب التربية في المديريات ولا يحصل المعلمون على أي مبالغ منها.
 
 وسجلت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة، اعتداءات مسلحة مستمرّةً على المعاهد والمدارس في اليمن، حيث تمَّ تدمير ما يناهز 500 مدرسة، واستخدام عـدد كبير من المؤسسات التعليمية لأغراض عسكرية، وسجّـل ارتفاعٌ متصاعد في أعداد الضحايا من الأطفال، وتَزَايَدَت، وبشكل خطير، حالات تجنيدهم واستخدامهم في المعارك من قبل الميليشيا الحوثـية.
 
وفي ظل تفاقم الوضع الاقتصادي وعدم قدرة الآباء على  تحمل نفقات تعليم أطفالهم، وسط تحذيرات منظمة الأمم المتحدة "يونيسيف"  بأكثر من مليوني طفل يمني  مهددين بترك مقاعدهم الدراسية، تستمر مليشيا الحوثي في قراراتها التعسفية والممنهجة لتدمير ما  تبقى من المؤسسة التعليمية الحكومية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية