منذ الزمانات القديمة، منذ الدهر الأول، والحكم الأول، والبيت اليماني الأول، قبل الحضارة بحضارة وقبل التأريخ بتأريخ وقبل النبوة بنبوة وقبل العزم بعزم كانت مأرب تعانق الفضاءات وتجتبي إلى كنانتها السماء فمأرب وألمقة والسد والبلاد التي انتثرت لتصبح المأرب كل البلاد الممتدة من جنوب الجزيرة إلى الجنوب العالمي كله، من مأرب إلى الحيرة وإلى بصرى، من مأرب إلى حيث وضع الإسلام رايته في كل مكان، فمأرب هي من قالت لرستم قائد الفرس في القادسية مت، مت يا هذا، صرخ بها قيس ابن المكشوح المرادي : قتلت رستم ورب الكعبة ، قتلت رستم ، قتلت رستم، وفازت مأرب وهدمنا نحن العرب امبراطورية النار.
 
السلام على مأرب، يا بلاد الملوك وسيدة المدائن وكبيرة التأريخ ومن وجنتيها تتقاطر المحامد سنة سنة.
 
السلام على بلاد الماء الأول وجدار الحضارة الأول، ويد السماء الأولى في ترتيب الفضائل من حيث العرش إلى حيث كانت الرسالة الخالدة.
 
ليس الفأر من هدم السد، بل القدرة، قدرة السماء التي أرادت غرس المنعة للرسالة القادمة فكانت مأرب، ومن مأرب تشكلت جغرافية الجزيرة ليكونوا أقيال الزمن الماضي منعة الزمن الخالد.
 
 هي مأرب، مأرب العظيمة، ذات عرش الملائك وعشيقة الأنبياء عبر التأريخ وديمومة الشكيمة فلها من الكتاب صدره ومن الحب أوله ومنتهاه ومن الحرب لها حرب ومن البنادق لها مراد. 
 
يا مأرب، أنتِ سباقة في المعارك، منذ القادسية وأنت في نزال مع المجوسي إلى معركتك هذه منذ سنوات، وأنت تقاتلين قبل الكل وكلما قلنا ذهبت مأرب وجدناكِ أسطورة كالعنقاء تنبعثين من بين الرماد بأزلية الذي لم يبدأ ولا ينتهي.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية