رفعوا شعار " الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، فرأيناهم وأسيادهم في طهران يخدمون أمريكا وإسرائيل، ولم نجد لعناتهم إلا على ظهور اليمنيين والعرب، أطفالا ونساء وكبار سن وشباب، ولم ينل الإسلام منهم غير الدجل والشعوذة والغش والكذب وهدر الدماء والأعراض وحرمات المنازل والأموال.
 
الحوثي ومليشياته، جماعة خرجت من رحم التوحش، حتى بتنا نسمع حكايات لا تنتهي من إذلال اليمنيين وانتهاك آدميتهم، وما نتطرق إليه هنا ليس إلا غيض من فيض الصلف الحوثي، فليست محافظة إب ومديرية العدين إلا نموذجا لكل أرض يمنية وقعت في أيدي العصابة الإيرانية.
 
قبل ساعات من هذا اليوم، الخميس، ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بقضية وفاة أم لأربعة أطفال، الفارق بينها وبين قضية عبدالله الأغبري، أنه لم يكن مقدرا تصوير الجريمة وقت وقوعها، ليرى الناس كيف اقتحم مسلحون حوثيون منزلا يضم في جنباته أمّا مع أربعة من أطفالها، لم يبلغ أصغرهم الأربعين يوما، بحثا عن زوج أطلقته النيابة بعد أن تعرض لضرب شديد قبل أكثر من شهر من ذات المسلحين الذين يتبعون مسؤولا حوثيا يدعى أبو بشار الشبيبي، عينته المليشيا مديرا لأمن العدين، فكان وبالا على أبناء المديرية. 
 
لو قدر لكاميرا ككاميرا الأغبري أن تعتلي باب منزل الزوج محمد مقبل العشاري لشاهد الناس أبطال التوحش وهم يقتحمون المنزل بقسوة ويطلقون النار ويجوبون الغرف لتظهر الزوجة الضحية مرعوبة ويسمع العالم صراخها وأطفالها من هول فاجعة ألمّت بهم أثناء نومهم، زادها الوحوش توحشا بضرب وإهانات للمرأة وأطفالها دون رحمة من إنسانية أو وازع من ضمير.
 
المرأة التي تعاني مرضا كلويا حسب زوجها، لم تتحمل كليتاها وأعصابها هول ما تعرضت له، فأصيبت بفشل كلوي وانهيار عصبي قضيا على حياتها، وفقا لآراء طبية أولية.
 
صورة طفلين ألقيا بنفسيهما على جثة والدتهما الضحية وأطلقا العنان لدموعهما وحزنهما ليهزا الضمير الشعبي اليمني، ويضعا المليشيا وصنائعها في قفص كبير وبشع أمام محكمة الشعب اليمني التي ستنطق حكمها البات يوما في هذه المليشيا المجرمة.
 
لم تكن هذه الحادثة اليتيمة لمحترفي انتهاك أبسط حقوق اليمنيين، فقد سبق لهذا المدعو ومسلحيه أن أهانوا الناس وعبثوا بأمنهم وحرماتهم ودمائهم.
 
بعد ساعات من وفاة الضحية الأخيرة نشر ناشطون من أبناء محافظة إب صورا لشاب اتهمه الشبيبي وعصابته بإحراق سيارة، دون أن يحيلوه لقضاء وإن كان ظالما.
 
الشاب فهيم مقبل أحمد الشهاب تعرض لتعذيب من قبل نموذج العصابة الحوثية في العدين، أظهرت صور الدماء والجروح بشاعته.
 
وقبل نحو شهرين اختطفت ذات العصابة امرأة من بين أطفالها بعد أن اقتحمت المنزل في ساعة متأخرة من الليل وضربت المرأة واقتادتها إلى السجن، ليفرج عنها لاحقا دون أية تهمة وجهت إليها.
 
وقبلها بشهور قتلت شخصا من بيت الشهاري الذين ناصروها أول تمددها بقوة السلاح مخدوعين بدعاياتها، ومضت القضية وبقي مندوب العصابة وزبانيته تحت الرعاية من قبل قادتها.
 
دماء سفكت وحرمات انتهكت وأموال نهبت ليس في العدين وحدها ولا في إب وحدها، بل في كل المناطق الخاضعة لسيطرة العصابة الحوثية التي تدعي أنها دولة، وكل ما في الأمر أنه قدر لهذه المحافظة أن ينخرط الكثير من أبنائها في الأنشطة الإعلامية والحقوقية، فيما مناطق أخرى حرمت من هذا الجانب فغابت قضاياها عن الرأي العام.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية