تخلى زعيم المليشيات الحوثية عبد الملك بدر الدين الحوثي هذه المرة عن الظهور الممل وأوكل المهمة إلى آخر يقرأ بياناً منقولاً على لسانه، حمل في طياته واقع المليشيات الحوثية الحقيقي خاصة بما له صلة بمعارك الساحل الغربي، حيث يأتي البيان الصادر عن "سيد الإرهاب" عقب يوم واحد من خسارة المليشيات الحوثية لمديرية التحيتا واكتمال سيطرة القوات المشتركة على ما يقرب من النصف الجنوبي لمحافظة الحديدة، وبدء الزحف البري نحو مديرية زبيد.

 

بيانٌ خاوٍ من أي جديد، أعاد فيه زعيم المليشيات التأكيد على ضرورة "التحشيد العسكري" مُطالباً القبائل في صنعاء وبامتداد سيطرة جماعته الكهنوتية إلى نجدة مقاتليه المُنهكين في حرب الساحل والمتراجعين أخيراً إلى مديرية زبيد، حيث النيران على مقربة من المديرية التاريخية التي حياها سلفاً قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح. دعوة يوجهها الحوثي في الزمن ذاته الذي يُجبر فيه اليمنيون بالقوة على حمل السلاح وتدفع بهم المليشيات وقوداً للحرب في جبهات قتالها.

 

لا يبدو في بيان الحوثي تلك البلاغة من الكذب المعتاد حول الانتصارات الواهية لجماعته، يُبدي اعترافاً مبهماً عن هزيمته المدوية في سواحل الحديدة، ويندب حظه طالباً النجدة لإبقاء الحديدة بين فكي الانقلاب الكهنوتي، وهي دعوة قوبلت في الأساس بالرفض وإن كان عكس ذلك، فالصمت تجاه الدعوة وعدم الاهتمام لها هو ما يتسيد موقف اليمنيين باعتبار الجماعة الإيرانية في بلدهم سبباً للفوضى والحرب التي تدخل البلاد في عتمة مظلمة منذ سنوات أربع مضت.

 

بالعودة إلى مضمون بيان ساكن الكهف، يُبان أن المصطلحات التي اعتاد عليها الحوثي حضرت مجدداً في هذا الصدد، إذ هو يرمي ثقلاً من مصطلحاته الخادعة لأبناء تهامة محاولاً عبثاً أن يجرهم إلى محرقة الساحل التي تلتهم جحافل المليشيات اليوم في القريشة ووادي زبيد بمديرية زبيد جنوباً بعد اكتمال نصاب السيطرة على مركز مديرية التحيتا.

 

عامة الخطاب دون تقسيم، كان طائفياً بامتياز، خطابٌ يعيد الى الذاكرة ما أكده قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح حينما شدد على أن الحوثيين مجرد جماعة طائفية تسعى لأن تشق الصف اليمني وتمارس كل البشاعات لتسيير الشعب على حسب أهوائها، خدمةً لأجندة خارجية ومشروع طائفي.

 

وعن واقع المعركة في الساحل يتشبث الحوثي بترويج الكذب. زاعماً إن مليشياته ما تزال تصد العمليات العسكرية على الأرض. وهو نقيض ما أكده العميد طارق صالح في خطابه التعبوي الذي ألقاه قبل أيام لفوج من مقاتلي المقاومة الوطنية إذ إنه أكد أن "جبهة الساحل الغربي هي جبهة نموذجية يشترك في صناعة انتصاراتها "حراس الجمهورية وأبطال العمالقة وأسود تهامة"، وأن كل ما تبثه عصابة الحوثي من ادعاءات مجرد محاولة إعلامية للتغطية على هزائمها، قائلاً إنهم يلقون في التهلكة أربعين فرداً منهم لأجل إنتاج فيلم عن إحراق آلية، ويجبرون أفراداً يقعون في أَسرهم على اعترافات تحت التعذيب".

 

هزيمة الحوثي أجبرته للكذب أكثر أو أنها بالأحرى كشفت الزيف الذي ظل يديدن عليه طوال الفترة الماضية، يبث المزاعم بأن التحالف العربي والقوات على الأرض يرفضون التعامل مع مبادرة المبعوث الأممي، غير آبه أنه وجماعته ظلوا يرفضون كل الدعوات الأممية لتسليم الحديدة إلى أن حين فقد الجميع صبرهم إزاء كذب المليشيات.

 

ولرد الجميل لزعيم إرهابيي حزب الله حسن نصر الله، أطلق الحوثي دفعة من الكلمات الفضفاضة لشكر نصر الله الذي تمنى لمرة أن يكون بين مقاتلي الحوثي في الساحل، وذاك المختبئ في صعدة "أكرم" نصر الله بأنه سيقاتل معه في إسرائيل سلفاً، في وقتٍ يوجه فيه أسلحته إلى صدور اليمنيين.

 

وكان قائد المقاومة الوطنية تطرَّق في كلمته التعبوية إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله واصفاً إياه بـ "المتنطع". مشيرا إلى أن نصر الله "نقل من بلاد لأخرى لنشر الفتنة الطائفة". وتساءل العميد طارق "تريد محاربة اليمنيين لأنهم يريدون العودة إلى بيوتهم.. وإسرائيل بجوارك...؟!" مضيفاً: كنتم تدَّعون أن الحوثي سيأتي للقتال معكم واليوم تتمنون حمايته"!!.

 

لم يذهب شكر الحوثي إلى أبعد من نصر الله ومليشيات الحشد الشعبي في العراق، تلك الجماعات التي وقفت إلى جانبه تواسيه لهزائمه التي يتلقاها في الساحل الغربي، فلا يبدو في أفق الحوثيين اليوم إلا إيران وحزب الله والمليشيات الطائفية هنا وهناك، أما اليمنيين فقد ثبت لهم أن الحوثيين أسوأ جماعة إرهابية يعرفها بلدهم!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية