أوردت منظمة " هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن حرق مليشيا الحوثي مئات اللاجئين الأفارقة بمركز احتجاز بصنعاء، في السابع من مارس الجاري.
 
وعن مصادر معلوماتها أوضحت المنظمة الحقوقية العالمية أنها تحدثت هاتفيا مع خمسة مهاجرين إثيوبيين مُحتجزين في مرفق الاحتجاز التابع لـ "مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية" في صنعاء، ومسؤولين من الأمم المتحدة في اليمن. إضافة إلى تحليلها فيديوهات التقطت للحادثة.
 
ونسبت إلى الأشخاص الذين أعطوا إفاداتهم أن اللاجئين المحتجزين أضربوا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة، وروت في تقريرها عن الجريمة الحوثية: في صباح 7 مارس/آذار، بحسب ما قال المحتجزون، رفضوا تناول الإفطار. حوالي الساعة 1 بعد الظهر، عاد الحراس بطعام الغداء، لكنّ المحتجزين أصرّوا على رفضهم. تلا ذلك اشتباك قال المحتجزون إنّ حراس الأمن تعرفوا خلاله على منظمي الاحتجاج، وأخرجوهم من الهنجر، وضربوهم بالعصي الخشبية وأسلحتهم النارية. ردّ المحتجزون بإلقاء الأطباق، وأصابوا أحد حراس الأمن في وجهه وجرحوه. جمع الحراس المهاجرين بعدها في مكان قريب واحتجزوهم في الهنجر، بحسب قولهم.
 
وتابعت " هيومن رايتس ووتش": غادر الحراس وعادوا بعد عدة دقائق برفقة قوات أمن بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين. كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية. قال الأشخاص الذين قوبلوا إنّ حراس الأمن أمروا المحتجزين بتلاوة "صلواتهم الأخيرة".
 
وعن السبب المباشر للجريمة واصلت المنظمة روايتها: صعد أحد أفراد القوة الوافدة إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة. قال المهاجرون إنّ المقذوفة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع. انفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق.
 
ونقلت عن أحد الناجين: " احترق الناس أحياء. اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".
 
وأضافت: بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة.
 
وأكدت المنظمة ما تداولته وسائل إعلام محلية ونشطاء: عقب الحادث، عمّ انتشار أمني كثيف المستشفيات. قال الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنّهم شاهدوا قوات الأمن الحوثية تعيد اعتقال مهاجرين غير مصابين بجروح خطيرة.
 
وقالت: تلقت هيومن رايتس ووتش مقاطع فيديو تؤكد روايات الشهود وحلّلتها، بما فيه فيديو التُقط بعد الحريق مباشرة يظهر عشرات الجثث المتفحمة في وضعيات تشير إلى أنهم كانوا يحاولون الفرار لكن الدخان والنار تغلبا عليهم.
 
وتحدثت نادية هاردمان، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "يشكّل استخدام الحوثيين المتهور للأسلحة، والذي أدى إلى موت عشرات المهاجرين الإثيوبيين احتراقا، تذكيرا مروّعا بالمخاطر المحدقة بالمهاجرين في اليمن.
 
وفي انتهاكات حوثية أخرى لحقوق اللاجئين ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن المليشيا الموالية لإيران نقلت في 2020 "أكثر من 15 ألف مهاجر قسرا من المحافظات الشمالية" إلى الجنوبية. فيما وثقت هيومن رايتس ووتش في أبريل/نيسان 2020 طرد قوات الحوثيين قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن، تحت ذريعة فيروس كورونا، ما أسفر عن مقتل العشرات وإجبار آخرين على عبور الحدود مع السعودية.
 
ودعت هيومن رايتس ووتش "فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن" التابع لـ "الأمم المتحدة" إلى إدراج الحادثة في تحقيقاته الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية