دخل لبنان مرحلة المجهول مع بالتوتر الجديد بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وهو أمر وصفه البعض بـ"محاولة انقلاب من عون" على الدستور اللبناني.

وكان اللقاء الـ 18 اليوم الإثنين، بين الحريري وعون عاصفا وأعاد مشاورات تشكيل حكومة لبنان إلى "المربع صفر"، حيث خرج الحريري ليكشف أن الأخير أرسل له تشكيلة كاملة من عنده، فيها توزيع للحقائب على الطوائف والأحزاب.

ونشر الحريري التشكيلة الحكومية التي سبق أن قدمها لعون ورفضها، حيث تتألف من  18 وزيرا مناصفة بين المسيحيين والمسلمين من الاختصاصيين غير الحزبيين.

 

وفور حديث الحريري ردت الرئاسة اللبنانية بنفي أن عون طلب الحصول على الثلث المعطل، متهمة الحريري، بتبيت النية بعدم تشكيل الحكومة.

حديث الرئاسة رد عليه مكتب الحريري مؤكدا، في بيان، أن البيان الرئاسي"مضلل" وعون في كل اجتماع مع الحريري " يصر على التمسك بحصوله على الثلث المعطل، وهذا الأمر لم يتغير من البداية وحتى اليوم، وبات معروفا لدى كل اللبنانيين".

وف يهذا الصدد يقول مستشار الحريري، النائب السابق مصطفى علوش، إن ما كان يقوم به عون هو "محاولة انقلاب وهذا ما وضع حدا له الحريري".

وأوضح علوش لـ "العين الاخبارية"، أنه : "كان عون وفريقه السياسي يحاولون التسويق لكذبة في محاولة منهم للتغطية على قصة تعطيل الحكومة وإبعاد المسؤولية عنهم، لكن الحريري كشف الوقائع ووضعها أمام الناس وأثبت كذب ما يقوله الرئيس".

وأضاف علوش، أنه: "من الواضح أنه كان هناك محاولة للانقلاب على الدستور والضغط على الحريري لدفعه نحو الاعتذار.. هذا ما جعل الحريري يضع حدا للأمور ويعيدها إلى نصابها الصحيح بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم ولا سيما الرئيس عون".

الموقف نفسه عبّر عنه المحلل السياسي محمد نمر في حديثه لـ "العين الاخبارية" موضحا أن ما جرى في الأيام الأخيرة ولا سيما اليوم الإنثين، ضمن محاولة الانقلاب على "اتفاق الطائف"- الذي أنهى الحرب اللبنانية- من قبل رئاسة الجمهورية مدعومة من حزب الله وهو ما يحبطه وسيتصدى له الحريري.

وتحدث "نمر" عن ما اسماه بـ" تجاوزات دستورية" يقوم بها الرئيس اللبناني في مقاربته لملف الحكومة.

وقال إن "آخر تلك التجاوزات ما حدث اليوم عبر تقديم لائحة للحريري لتعبئتها بأسماء الوزراء وفق توزيع هو وضعه، محاولا بذلك إضعاف موقع رئاسة الحكومة وفرض أعراف جديدة وغير دستورية".

وفيما حذّر من المرحلة المقبلة التي سيعيشها لبنان نتيجة كل ما يحصل ويدفع ثمنها اللبنانيون اعتبر ان ما يقوم به عون كله بهدف تعويم صهره النائب جبران باسيل وفارضا شروطه، متجاهلا كل المآسي التي يعاني منها الشعب اللبناني.

ويرى "نمر "أن الكرة في ملعب رئاسة الجمهورية بعدما سبق للحريري أن قدم له تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين وفق المبادرة الفرنسية، وهو لن يتنازل عن هذه الصيغة، كما أنه لن يقدّم اعتذاره .

أما النائبة في تيار المستقبل رولا الطبش، فدعت عون إلى الالتزام بالدستور.

وكتبت على حسابها على "تويتر"، قائلة:" "صار واضحا أمام اللبنانيين من يعمل لخلاص عهده، ومن يعمل لخلاص البلد، من يعمل لإنقاذ صهره، ومن يعمل لإنقاذ أهل البلد، من يعمل لمصادرة صلاحيات المؤسسات الدستورية، ومن يلتزم بها، من ينسف “اتفاق الطائف” لأسباب شخصية، ومن يحافظ عليه لأسباب وطنية. حان الوقت لوقف مسلسل العهد في استغباء الناس والكذب عليهم. التزم بالدستور فخامتك".

بدوره اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في تغريدة عبر حسابه "تويتر" أن "موقف الحريري خطوة في الاتجاه الصحيح في مواجهة الانقلاب على الدستور وعلى البلد".

وأضاف: "سبق أن حذرنا قبل انتخاب عون من تسليم لبنان للمشروع الإيراني الانقلابي".

ودعا ريفي إلى "التضامن الإسلامي المسيحي لإجهاض الانقلاب المدمر ونزع الشرعية عن مجلس النواب بالاستقالة لإعادة تشكيل سلطة وطنية نزيهة".

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية