خرجتُ من صنعاء متخفيا يوم 13ديسمبر 2017 وأنا أحمل رأسي بيدي ومعه هم شعب وكرامة وطن وحرية أمة.
 
لم أخرج إلا مددا ومدافعا عن وطني ومظلوميته وحريته.
خرجتُ لأني أيقنت أن هناك مشروع استعباد وبغي وإذلال بحق شعبي وامتهان لكرامة كل يمني من قِبل الإمامة الجديدة.
خرجتُ من صنعاء وكنتُ عزيزا فيها اجتماعيا ووظيفيا. غادرتُها كي أساهم في الدفاع عن جيلٍ وعن كل أمٍّ وأبٍ مظلوم يستهدفه مشروع طائفي عنصري فاسد.
خرجتُ لأحكي عن شعبي، وأقول للعالم أنا صوت من أصوات أهلي الحُرّ وضمير من ضمائره الحية.
خرجتُ لكي أقول للبشرية أنا يمني أنتمي لشعب هو ذروة سنام التاريخ ونبعه.. أنتمي لأم خُطف ابنها وقُتل عزيزها في محارق جماعة الحوثي العنصرية القاتلة.
خرجتُ لكي أكون صوتهم البسيط وأخوهم المخلص وابنهم البار.
 
خرجتُ لكي أقول للعالم الغائب أنا من أهلي في صنعاء وذمار وعموم اليمن.
جدي ذمار علي وأسعد الكامل ونشوان الحميري وشمر يهرعش ويعرب بن قحطان.
 
خرجت لكي أذيع نضال أمة عريقة وأصيلة أصيلة أشارك بإيصال صوتها الناصر المنصور المنتصر وكفاحهم البطولي للأمصار كلها.
خرجتُ لكي أعمد مبدئي بدم قلبي وضوء عيوني وأقمار روحي.
خرجتُ لكي أدفع ضريبة انتمائي وحبي وانتسابي لقومي العظيم.
خرجتُ لكي أقول:
 اليمن لنا جميعا وليست لكم أيها الدجالون.
خرجتُ لكي أوزع دموع الأمهات والأخوات والأبناء على قارعة طرق عالم اليوم وطاولاته وأمسحها في الوقت نفسه بخرق قلبي ومناديل وقبعات الأحرار.
خرجت وكلي نضال وكد وكفاح وعنفوان في سبيل شعبي الذي المؤمن به كإيماني بالجنة والنار والبعث والنشور.
 
لا أقول اليوم أنا عُرابي أو أسعد الكامل أو سعد زغلول أو حسن العمري أو الثلايا أو سعد بن معاذ اليماني، لكني ابنكم ، ابن ذرّات طينتكم وأرضكم ومطركم وحقلكم وسفحكم وشوامخكم.
 
أيها الكثيرون في وطني.. أنا جنديكم وخادمكم ومراسلكم وواحد من حرّاس فضيلتكم ونضالاتكم.
أنا التّبّع اليمني اليماني العروبي الذي ترعرع في أرضه وبين أهله وعشيرته ومجتمعه منتسب لكم حقا ولنضالكم.
وأي حظوة أو شهرة بسيطة نلتها ففضلها يعود لكم لأنني تعلمتُ في قراكم وبواديكم ، درستُ في جامعاتكم وأكلت من خيراتكم وتنسّمت عبير وفائكم وبهائكم .
حصدتُ معكم وزرعت معكم وكذلك أبي.. أبي الشيخ والقائد المهاب والفلاح المتواضع.
 
الذي كان يحبكم ويحب أرضكم وصفات وتقاليد القبيلة المهابة التي نبتت وروده وفراديسه منها وفيها.
 
لقد علمني فقيدي وفقيدكم كيف أنتمي لكم وأرتوي من نبعكم وآكل من زرعكم وأمسح عرقي وعرقكم بخرقة قلبي وشغافه..
 علمني كيف ومتى تشع لحظات عظمته وعظمتكم وكيف أكون محترما في جهدي المقل ورسالتي الشريفة لأجلكم بالطول وبالعرض.. خُلقت حميريا وسأموت على عهدي ذلك الحميري المتشح لباس جدي في مرابع الأقيال ومجالسهم ومناسباتهم.
لباسه في دولابي وتلك وصيتي التي سأكفن بها.
 
عذرا أضيف.
 أبي /الفقيد حذرني من الانحدار مع الصغار وولائم الفجّار.
تعلمت منه كيف أكون مؤمنا بمبادئي ومحافظا على قيمي وصادقا مع عهدي وكيف أقدم.
أهلي أينما كنتم.. أقسم لا أدعي مجدا ولا أقود جمعا ولا  أنكر لكم فضلا.
 
هل تعلمون أنني حينما خسرت صنعاء فقد كسبت نفسي ومبادئي.
وحينما خسرت مسقط رأسي ورائحة طينة أرض أجدادي الأقيال فقد كسبت ريحة وفائكم وانتمائي لكم ولجمهوريتي وحريتي وحرية شعب أنا أصغر خادم في بلاطه وعسكري في بوابة عرشه ومراسل في قصره وصفحات تاريخه.
لقد انتميت للمقاومة الوطنية والقوات المشتركة وأتشرف أن أكون جنديا متشحا سيفها في ربوع ميادينها.
 
أنا أؤمن بشعبي وبكرامة أبنائه مثل إيماني بنفسي والليل والنهار والموت والحياة.
 
أنا أحبكم بعزة وأدافع عن مشروعكم بقوة وثبات.. أنا كبير بكم متعالٍ وعليّ وعالي طالما أنا أحمل مشروعكم الثوري.
كل قيادات الفعل والأثر والتأثير والأثرة يؤمنون بمعركتي ومعركة رفاقي في معارك الشرف.. لهم الوفاء.

أنا في الساحل الغربي، في مأرب والضالع وحجة، في الجوف وتعز وإب ،في صنعاء وصعدة، في عمران والحديدة والبيضاء، في ريمة والمحويت..أنا عبق الشعب وذرّات ترابه وأنسامه وعطر أفراحه وريحان أتراحه ومواكبه.
 
أنا حضوركم وغيابكم. أنا جبلكم وواديكم ..ريفكم وحضركم. مدينتكم وريفكم، سهلكم ووهادكم ..
 
أنا ناسك متحنثٌّ تراويحكم المقموعة. وسُننكم المحرومة وأئمتكم المقتولين وخطبائكم المجروحين ومنابركم المهدمة.
أنا مساجدكم المغلقة ومآذنكم الخافتة.
 
أنا علي عبدالله صالح، أحمد علي عبدالله صالح، أنت وطارق وما أدراك ما طارق صالح والطوارق الطارقة الحارقة، أنا حسن العمري والثلايا والموشكي وفيصل عبداللطيف ولبوزة والسكري والخادم الوجيه والزرانيق.
أنا ألوية حراس الجمهورية.
 
أنا جندي في رحى معارككم الشريفة وشوكة في حلوق خصوم الأرض والإنسان.
أنا ابنكم وابن طينة أرضي وأرضكم.
هل عرفتم بعدُ اسم هذا الثائر الأمين..؟
أنا أنتم.. أنا عبدالكريم المدي

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية