مع استمرار الانسحاب الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان، دخل القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان مرحلة أكثر وحشية.

فقد أدّى تقليص الضربات الجوية ضد المسلحين وسحب القوات الأميركية إلى تحويل القتال إلى معارك برية وباتت تقترب أكثر إلى أطراف المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.

وبعد المكاسب الأخيرة التي حققتها طالبان تكشف التطورات الأخيرة المستقبل القاتم الذي سترزح تحته أفغانستان بعد الانسحاب، وفقاً لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

معاركة محتدمة في هلمند

وشنت القوات الحكومية الافغانية خلال الشهر الماضي، معارك عنيفة ضد مقاتلي الحركة في محاولة لتطهير مناطق تبعد مئات من الأمتار فقط من عاصمة مقاطعة هلمند.

كما جاءت العمليات وسط ضربات جوية عنيفة من قبل الطائرات الأفغانية بموازاة حرب شوارع دارت رحاها بين المنازل والأحياء.

وشهدت هلمند جنوب البلاد أبرز المعارك مع الانسحاب الأميركي من المقاطعة والقاعدة الأميركية فيها في الأول من مايو الفائت، حيث حشدت طالبان مئات المقاتلين هناك.

كما شن مقاتلو الحركة هجوماً واسعاً على عاصمة الإقليم لشكر جاه، في نفس اليوم الذي سلمت فيه القوات الأميركية آخر قاعدة لها هناك إلى الحكومة الأفغانية، بالإضافة إلى اجتياح أراضٍ في ثلاث مقاطعات بما في ذلك مقاطعة نوى.

وأشارت المعركة في هلمند، وفق الصحيفة، إلى كيفية تطور الحرب في أفغانستان بمجرد انسحاب الولايات المتحدة وقوات الناتو الأخرى بالكامل من البلاد.

فخلال الشهر الماضي، تصاعدت أعمال العنف بشكل ملحوظ وشنت طالبان موجة من الهجمات على عواصم المحافظات، ما أدى إلى انهيار القوات الحكومية في عدة قواعد.

عنف متصاعد

ويتوقع هاشم فدائي، شيخ قبيلة من ولاية هلمند، استمرار موجة العنف المتصاعدة لعقود.

كما قال إن "الحرب تأخذ منعطفاً جديداً"، متوقعاً أن تكون المرحلة التالية من الصراع "داخلية" وتشبه السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية في السبعينيات.

وأوضح "سيواصل الأفغان القتال لسنوات عديدة، لقد كنا بالفعل في حالة حرب منذ أربعة عقود".

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي سحب جميع قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر، والذي يتراوح عديدها بين 2500 إلى 3500 جندي، إضافة إلى نحو 7 آلاف من قوات الناتو.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية