تواصل إيطاليا محاولاتها الحثيثة لفك النحس الذي يطاردها في بطولة كأس الأمم الأوروبية منذ 53 عاما عندما تشارك في النسخة الجديدة للبطولة.

وكانت إيطاليا دشنت انطلاقة مميزة في كأس أمم أوروبا، عندما شاركت في النسخة الثالثة للبطولة للمرة الأولى في تاريخها، لكنها فاجأت الجميع وتوجت بلقب النسخة التي استضافتها حينها على أرضها.

لكن يبدو أن نحس الانطلاقة التاريخية، ودخول البطولة من الباب الكبير، ضرب إيطاليا في النسخ التالية لليورو، فخلال 8 مشاركات تالية لـ"الآزوري" في المحفل القاري لم يتمكن من حصد أي لقب آخر.

 

ورغم وصوله إلى النهائي مرتين خلال مشاركاته التالية لحصد اللقب، وتنظيمه البطولة مرة ثانية عام 1980 في أول نسخة تقام بمشاركة 8 منتخبات، وتتويجه خلال تلك السنوات التالية بلقبين لكأس العالم عامي 1982 و2006، فإن لقب كأس الأمم الأوروبية ظل عصيا على منتخب إيطاليا، لتظل جماهيره في انتظار اللقب الثاني. لقب قدري

شارك منتخب إيطاليا إجمالا في كأس أمم أوروبا في 9 نسخ سابقة، خاض خلالها 38 مباراة، فاز بـ16 منها وتعادل مثلها، وخسر 6 مباريات فقط، وسجلوا 39 هدفا، واستقبلوا 27.

وكانت البداية في النسخة الثالثة عام 1968 على أرضه، وهي النسخة التي قاده القدر للتتويج بها، حيث بدأ الآزوري مشواره بمواجهة الاتحاد السوفييتي بطل أول نسخة، وانتهت المباراة التي امتدت لوقت إضافي بالتعادل السلبي، ليتم اللجوء للقرعة عن طريق عملة معدنية لحسم المتأهل، الذي كان صاحب الأرض.

 

وواصل القدر هداياه للطليان في المباراة النهائية، بعدما كانوا على بعد 10 دقائق من الخسارة بهدف دون رد، قبل أن يتعادلوا وتمتد المباراة لوقت إضافي انتهى بالتعادل 1-1، لتتم إعادة المباراة بعد يومين ويحسمها أصحاب الأرض بنتيجة 2-0 محققين أول لقب في البطولة.

 

مشاركات متباينة

غاب منتخب إيطالي عن اليورو في نسختي 1972 و1976، قبل أن يعود في النسخة السادسة التي استضافها على أرضه أيضا بمشاركة 8 منتخبات للمرة الأولى في تاريخ البطولة، لكن الحظ الذي خدمه في المشاركة الأولى عانده في تلك المرة، عندما حل ثانيا في مجموعته بفارق الأهداف خلف نظيره البلجيكي.

وكان نظام البطولة وقتها ينص على تأهل أول كل مجموعة من المجموعتين للمباراة النهائية فيما يتواجه الثاني في كلتا المجموعتين لتحديد صاحب المركز الثالث بالبطولة.

وتعادلت إيطاليا سلبيا مع إسبانيا، ثم فازت على إنجلترا 1-0، قبل أن تتعادل سلبيا مرة أخرى مع بلجيكا، لتتأهل الأخيرة للنهائي مستفيدة من تسجيلها 3 أهداف مقابل هدف واحد للآزوري، الذي فشل أيضا في اقتناص المركز الثالث بعدما خسر بركلات الترجيح أمام تشيكوسلوفاكيا بعد التعادل 1-1.

 

وغاب الطليان عن نسخة 1984 بفرنسا، قبل أن يعودوا بقوة في نسخة 1988 بألمانيا الغربية، حيث تأهلوا لنصف النهائي بعدما حلوا في وصافة مجموعة أصحاب الأرض بفارق الأهداف عنهم، حيث تعادلوا معهم 1-1 في أول مباراة قبل أن يحققوا فوزين على إسبانيا 1-0 والدنمارك 2-0.

وفي قبل النهائي تلقى الطليان أول خسارة فعلية في تاريخهم بالبطولة، والتي كانت أمام الاتحاد السوفييتي بنتيجة 0-2، ليثأر الأخير من خروجه من البطولة أمام الآزوري في مباراة العملة المعدنية الشهيرة.

وغابت إيطاليا عن يورو 1992، قبل أن تعود في نسخة 1996 التي كانت الأولى التي تقام بمشاركة 16 منتخبا، لكنها سجلت ظهورا دون المستوى أنهته مبكرا من المجموعات في المركز الثالث خلف ألمانيا البطل اللاحق ووصيفتها التشيك، حيث تعادلت مع الأولى سلبيا وخسرت من الثانية 1-2، بعدما فازت في أول مباراة 2-1 على روسيا.

 

 

وعاد الطليان أقوى في "يورو 2000"، محققين 3 انتصارات في المجموعات على حساب تركيا 2-1، وبلجيكا المستضيفة (بالشراكة مع هولندا) 2-0، والسويد 2-1، ثم انتصارا في ربع النهائي على رومانيا 2-0، قبل أن يطيحوا بهولندا (المنظم الثاني) بركلات الترجيح عقب تعادل سلبي، ليحجزوا مقعدهم في النهائي.

 

وكانت إيطاليا على بعد ثوان من كسر النحس وحمل الكأس مجددا، بعدما ظلت متقدمة على فرنسا بهدف حتى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، قبل أن يتعادل الديوك بهدف لسيلفيان ويلتورد، وتمتد المباراة لوقت إضافي حسمه الفرنسيون بالهدف الذهبي لديفيد تريزيجيه، محققين لقبهم الثاني في البطولة.

وكالعادة عاد الطليان بمشاركة محبطة في 2004 أنهوها مبكرا من المجموعات بسوء حظ أيضا، بعدما اكتفوا بتحقيق فوز وحيد على بلغاريا بنتيجة 2-1، بعد تعادلين مع الدنمارك 0-0 والسويد 1-1، ليتأهل الأخيران في الوصافة والصدارة على الترتيب بفارق الأهداف عن "الآزوري".

ورغم أن أداء الفريق في "يورو 2008" كان أقل قوة فإن الآزوري تجاوز دور المجموعات في وصافة مجموعته التي كانت مجموعة الموت في تلك النسخة، محققا 4 نقاط خلف هولندا المتصدرة بالعلامة الكاملة، حيث خسر أمام الطواحين 0-3 قبل أن يتعادل مع رومانيا 1-1 ويفوز على فرنسا 2-0.

 

لكن أحلام الطليان تحطمت من جديد في ربع النهائي بالخسارة بركلات الترجيح أمام إسبانيا بعد التعادل السلبي، ليشق الماتادور طريقه بعدها محققا لقبه الثاني في البطولة، والذي احتفظ به في النسخة التالية على حساب الآزوري ذاته بعدما اكتسحه في النهائي بنتيجة 4-0.

 

 

وكان منتخب إيطاليا بدأ "يورو 2012" بتعادل جديد مع إسبانيا حاملة اللقب 1-1، ثم مع كرواتيا بالنتيجة ذاتها، قبل أن يفوز على أيرلندا 2-0 ويتأهل لثمن النهائي في الوصافة، لمواجهة إنجلترا التي تعادل معها سلبيا قبل أن تمنحه ركلات الترجيح بطاقة ربع النهائي الذي أطاح فيه بألمانيا بعد الفوز عليها 2-1، قبل أن ينهي الماتادور الأمور في النهائي.

وفي آخر مشاركة لهم بالبطولة في "يورو 2016" بفرنسا، التي كانت النسخة الأولى التي تقام بمشاركة 24 منتخبا، دشن الطليان بداية قوية بالفوز على بلجيكا 2-0 والسويد 1-0، قبل أن يخسروا أمام أيرلندا بهدف، ليتأهلوا في الصدارة بفارق الأهداف عن نظيرهم البلجيكي، فيما تأهلت أيرلندا ضمن أفضل الثوالث بـ4 نقاط.

وضرب الآزوري موعدا جديدا مع إسبانيا في ثمن النهائي، لكنه ثأر هذه المرة وفاز 2-0، ليواجه ألمانيا التي تمكنت من الفوز بركلات الترجيح، عقب انتهاء المباراة بالتعادل 1-1.

 

صفحة جديدة.. بأحلام كبيرة

تدخل إيطاليا كأس الأمم الأوروبية 2020 في ثوب جديد، بتشكيلة شابة مطعمة بعدد من أصحاب الخبرة، تسعى لمحو إخفاقات الماضي التي كان آخرها الغياب التاريخي عن كأس العالم 2018 والذي كان الأول منذ 60 عاما، تحت قيادة المدرب المخضرم روبرتو مانشيني الذي يقود الفريق منذ مايو/ أيار 2018.

وخاض الآزوري 30 مباراة تحت قيادة مانشيني حتى الآن، حقق الفوز في 21 منها، مقابل 7 تعادلات، وخسر مرتين فقط، وسجل 73 هدفا، واستقبل 14 فقط، بما يؤكد قوة الفريق الهجومية، لا سيما بعد وصل إلى نهائيات يورو 2020 وحققا الفوز في كل مبارياته الـ10.

وعقب اعتزال الحارس المخضرم جيانلويجي بوفون، الذي يعد أكثر الطليان مشاركة في اليورو بـ17 مباراة، يحمل شارة قيادة الآزوري جورجيو كيليني ومعه ليوناردو بونوتشي، اللذان يقودان خط الدفاع، ومعهما نخبة من أصحاب الخبرة بقيادة ماركو فيراتي وجورجينيو في الوسط، وتشيرو إيموبيلي هداف التشكيلة الحالية للفريق، ولورينزو إنسيني في الهجوم.

ويلعب منتخب إيطاليا في كأس الأمم الأوروبية 2020 ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جواره منتخبات ويلز وتركيا وسويسرا.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية