تمثل محافظة البيضاء رمزية ناصعة وحضورا طاغيا في كل معارك الجمهوريين ضد الإمامة فهي كانت ولا زالت الورقه الرابحة في قلب المعادلة ضد أعداء الجمهورية.
 
اليوم تعود البيضاء إلى الواجهة وتصنع فارقا في ميزان القوة من خلال إنجاز انتصار معنوي لكل الجبهات أولا قبل أن يكون نصرا ميدانيا لجبهة أو ثلاث ضمن جغرافيا المحافظة.
 
لم يتعامل أحد مع التقدم الميداني لمقاومة البيضاء ومن يساندها باعتباره تحرير أرض جديدة من المليشيا الحوثية بل اعتبر الجميع قادة وأفراد ومراقبون ونخب ما يحدث ساعة الصفر للمعركة الكبرى ضد مشروع الإمامة والأطماع الفارسية في جزيرة العرب.
 
هذه الجغرافيا المعجونة بإرث حضاري وتاريخي ونضالي وعسكري عريق تمثل لليمنيين قيمة معنوية ذات جذور ضاربة، وشواهد هذا التاريخ لا تزال تحكي مآثر أبناء هذه البلاد الذين يجترح أحفادهم اليوم ملاحم تليق بأصالتهم ماضيا وحاضرا.
 
وحتى موقف المليشيا ووجعها من البيضاء يفوق كل ردود فعلها عن معارك سابقة وهذا ناتج عن إدراك هذه المليشيا لما تمثله البيضاء كمعول هدم لإمامة أجدادهم في ثورة 26 سبتمبر وحصار صنعاء، غير ما يدونه التاريخ من فصول أقدم  لبطولات أبناء البيضاء.
 
وطيلة سنوات الحرب مع المشروع الحوثي عمدت المليشيا التابعة لإيران إلى تحويل البيضاء لساحة نفوذ وتواجد للتنظيمات الإرهابية وهو توجه حوثي شيطاني الهدف منه تأليب العالم على أي تحرك عسكري ضد الحوثيين وصبغه بالإرهاب والتطرف.
 
وهذا ما أكده متحدث المليشيا مؤخرا حين خرج مخاطبا واشنطن بأن من يقاتلون الحوثيين في البيضاء هم القاعدة وداعش.
 
 الحرص من قبل متحدث المليشيا الحوثية محمد عبد السلام على واشنطن بزعم أنها تواجه القاعدة وداعش يكشف زيف كل ادعاءات وأكاذيب المليشيا حين تغرر بمقاتليها بأنها تقاتل أمريكا.
 
وفيما حاول متحدث الحوثيين الظهور متماسكا وإطلاق التهديدات كانت كلماته تفضح ارتعاشة الرعب في داخله وخيل له أنه يرفع صوته لكي تسمع واشنطن وتضغط بوقف العمليات العسكرية للمقاومة في البيضاء ضد مليشياته.
 
عويل القيادات الحوثية ونشوتها المقتولة بوصول عدد من أفرادها إلى إدارة أمن مديرية الزاهر وسحق كل أنساقها التي ساقتها إلى الهلاك بحثا عن نصر يرمم رعبها المدوي في كل الجبهات، سيستمر هذا العويل لأن البيضاء تمثل حالة متفردة في صناعة الهزيمة للإمامة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية