مدينةُ الفن والطرب صنعاء، ليست على عاداتها التي عُرفت بها في الأعياد، غاب صوتُ الفن المنعش لصباحات الأضحى على وقع خطى الأحبة وهم يتزاورون أرحاما وأقارب على صوت أغنية العيد الشهيرة "آنستنا يا عيد" رفيقة كل يمني في الأعياد بصوتِ أي فنان أحب.
 
في العادةِ كانت مكبرات الصوت في مدينة الحب والسلام ترفع التكبيرات في صبيحة الأضحى، ثم ما إن يفرغ المصلون من صلاة العيد وتبدأ الزيارات تشدو "آنستنا يا عيد" معلنةً بدأ التزاور بين الأرحام والأقارب، وهي ثقافةٌ متوارثةٌ لا تُحصر على صنعاء، إنما صنعاء هي الرائدة فيها بلا منافس.
 
اليوم لم تعد صنعاء كما كانت بالأمس، ولا يُعرف كيف سيكون حالها في الغد، وعلى صدرها تجثو جماعة إرهابية تُذكي ثقافة "الزامل" بدلًا عن ثقافة الطرب والغناء، وتشرعن للطائفية والعنف والكراهية بدلًا عن قيم السلام والتسامح في مدينة سام التي حضنت اليمنيين دهرًا من كل الأصقاع والمشارب بثقافة الاندماج والحب والوئام.
 
غدت عاصمة اليمنيين في حكم المليشيا الحوثية تفقد بريقها ورونقها الأصيل، لا يعلو فيها إلا صوت "الزامل" الداعي للحرب وسفك الدماء وتعميق الانقسام وبث الكراهية والطائفية، بما يناقض ثقافة المدينة نفسها المتسمة بالسماحة وروح الفن والطرب بلونه الصنعاني الرائد.
 
قبلة اليمنيين نحو الفن بلونه الفريد المُنعش تختطفها جماعةٌ إرهابية ولا يجد سكانها المشغوفون بألق الفن وروح المودة والإخاء من خيار لمجابهة مشروع الموت الجاثم على صدورهم سوى الصبر، على أمل أن يشرق صباحٌ يعيد لمدينتهم مكانتها في صدارة مدن البلاد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية