ستفتقدونني إن رحلت.. بهذه الكلمات الصادمة ودعنا الأستاذ الصحفي والإنسان النقي أحمد الرمعي قبل أن يرحل إلى ربه في مثل هذا اليوم 11 أغسطس 2020.
 
عام مر على استشهاد الأستاذ أحمد الرمعي والفراغ الذي تركه في قلوبنا وفي مجتمعنا وفي عالم الصحافة لا يزال قائما ولن يملأه أحد.
 
كان صانع الابتسامة التي افتقدناها مع رحيل آخر ملوك اليمن الزعيم الحميري علي عبدالله صالح رحمه الله، في انتفاضة 2 ديسمبر، التي قرر بعدها الأستاذ أحمد رحمه الله أن يترك أسرته خلفه والاستمرار في النضال ضد أسوأ عصابة مرت على تاريخ البشرية.
 
لقد كان للأستاذ أحمد الرمعي رؤية سياسية خاصة تؤكد الأيام أنها الأصوب حتى اليوم، كان يقول لي: "يا ابني يا ماجد لن ترى اليمن الخير إلا باكتمال دائرة الحرب هناك دائرة بدأت لابد أن تكتمل، وهذا الاكتمال لن يتم إلا إذا ترك لليمنيين أن يحددوا مصيرهم.
 
 هذا الشعب يا ولدي كل ما اقترب من القضاء على عصبة الإماميين القدماء والجدد تفرض عليه ضغوطات كبيرة وبخيانات داخلية لإيقاف الحرب، وهذا التوقف يسمح لهذه العصابة أن تظهر من جديد.
 
 كان يرى أنه يجب أن تحسم الحرب مصير اليمن وشعبه، ولا حل غير "الحل العسكري" ولنا في التاريخ تجارب مع هذه العصابة الكهنوتية الإمامية، ذيول إيران، انتهاء الحرب بحجة التعايش معهم والسماح لهم بالعودة إلى السلطة يكرر الماضي ويعيدها مجددا ولو بعد حين.
 
الأستاذ أحمد الرمعي كان عنوانا في الصبر والتحمل والكفاح، عنوانا في الإيمان بالقضية والمضي عليها والاستمرار حتى تحقيق الغاية التي يحلم بها كل يمني.
 
لم يتخلَ الرمعي عن قضيته كما فعل الكثير ولم يفضل البقاء بين أطفاله وهم كالورود، لم يقبل الرمعي أن يكون صامتا كسيرا في صنعاء، بل قرر أن يعيش شامخا واقفا ثابتا على مبدئه، حرا أبيا في ساحات العز والشرف بصف الجمهورية اليمنية.
 
 كان يُعرض عليه الخروج من اليمن والعيش خارجا لكنه رفض تلك العروض مقررا المواجهة مع خيرة رجال اليمن في الساحل الغربي والنضال معهم.
 
رحمة الله عليك أيها الأستاذ والرفيق والأخ والأب، فحالنا والله كما ودعتنا نفتقد لك ولابتسامتك، كيف لا نفتقدك وأنت من تركت لنا ذكرى في كل تفاصيل النضال الإعلامي والحياة الاجتماعية، ولا أخفيك سرا بأني التقيت بك في المنام بعد رحيلك بأيام وكنت مندهشا لرؤيتي لك، حينها سألتك: يا أستاذ ألم تمت؟! فقلت: لا، بل قررت أن أختفي لأرتاح يا ماجد.. لترتاح أنت ولنشتاق لك، ونعاهدك في ذكرى استشهادك أننا ثابتون كما تركتنا وبنفس الروح.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية