تقرير إقليمي: نهب الحوثيين للإغاثات قلص التفاعل الإنساني وخفض مساعدات المانحين إلى النصف
ذكر تقرير لمنظمة حقوقية إقليمية أن وضع العراقيل، خصوصا من قبل الحوثيين، أمام المساعدات الإغاثية لليمن، تسبب في تقليص مساعدات المانحين إلى أكثر من النصف، في وقت تزايدت حاجة اليمنيين إلى الإغاثات الضرورية جراء تردي الوضع الاقتصادي وانهيار العملة المحلية.
وقال تقرير حديث لمؤسسة "ماعت" من مقرها في العاصمة المصرية القاهرة، إن إعاقة الحوثيين لعمل المنظمات الإنسانية واستيلائهم على كميات كبيرة من المساعدات أدى إلى "عدم طمأنة المانحين بخصوص وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في ظل القيود التي تفرضها مليشيات الحوثي، وهو السبب الرئيسي لوقف الجهات المانحة تمويلهم لبعض البرامج الإنسانية والإغاثية في اليمن". طبقا لما أورد أيمن عقيل، رئيس المؤسسة في التقرير.
وأضاف التقرير أن السلوك الحوثي تجاه المساعدات تسبب في نقص تمويل المانحين ما أسفر عن "تخفيض وإيقاف 15 برنامجاً إنسانياً".
وأكد على لسان عقيل: "قدرت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2021 بمبلغ 3.85 مليار دولار أمريكي، جرى تمويل 43% منها فقط"، فيما وصلت فجوة تمويل المساعدات العام الفائت أكثر من مليار دولار من خطة استجابة أممية بمبلغ 3.2 مليار دولار.
وفي التقرير الذي حصلت وكالة "2 ديسمبر" على نسخة منه قال الباحث في مؤسسة ماعت علي محمد إن مليشيا الحوثي التابعة لإيران "تستخدم التجويع كسلاح ضد المدنيين في النزاع الدائر حاليا، بما يتعارض مع المعاهدات والمواثيق الدولية، وأحكام ومبادئ القانون الدولي الإنساني".
وتابع بأن المليشيا تضع مجموعة كبيرة من العراقيل أمام توزيع المساعدات الإنسانية من أجل التحكم في الفئات التي تصل إليها المساعدات، والمنظمات التي تقوم بتوزيعها.
وتتضمن الانتهاكات الحوثية للمساعدات اعتقال وتخويف العاملين في المجال الإنساني، والاستيلاء على كميات هائلة منها تستخدم جزءً منها في توزيعها على مقاتليها بالجبهات، وتستغل كميات أخرى كسلاح لتجنيد الفقراء، غير ما تقوم ببيعه في أسواقها السوداء للإسهام في تمويل حربها.
وواصلت المنظمة المهتمة بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وإفريقيا بأن "عمليات الاستيلاء على تلك المساعدات أسفرت عن انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تدهور النظام الصحي في اليمن".
وفي السياق قالت فلورنسيا سوتو نينو مارتينيز، من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، للصحفيين في المقر الدائم مؤخرا: "لا يزال الوضع الإنساني في اليمن مريعا، بما في ذلك التهديد الحقيقي بالمجاعة هذا العام".
