منذُ وصول الضابط في فيلق القدس الإيراني إلى صنعاء، المدعو "حسن إيرلو" في أكتوبر/تشرين1، 2020م، زادت موجة التصعيد لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران في السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرتها، من خلال الأنشطة والأعمال الإرهابية التي تنفذها، بتخطيط وإيعاز إيراني، لاسيّما في البحر الأحمر وباب المندب. مع التصعيد المستمر للمليشيا في السواحل اليمنية من خلال زراعة الألغام البحرية، وإطلاق الزوارق المفخخة، باتت هذه الألغام التي تمتلئ بها سواحل البحر الأحمر، تشكل الخطر الأكبر في تهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة العالمية، بالإضافة إلى تسببها في قتل وإصابة عشرات الصيادين. فمنذ عام 2015م، تؤكد إحصائيات أن المليشيا الحوثية نشرت مئات من الألغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر، وانجرفت العشرات منها مسافة 90 كيلومترًا بين جزر "حنيش" ومضيق "باب المندب" و"خليج عدن" وفي سواحل "ميدي" و"الصليف". الجدير بالذكر أن الألغام البحرية نوعان، منها نوع متطور يزن 42 كيلوجرامًا شديدة الانفجار، وهي ألغام اعتراضية وموجهة، حيث اكتشف منها حتى اللحظة أعداد محدودة في الساحل الغربي لليمن، وتبين أن مصدر قدومها إيران، وهو ما يعد دليلاً ضد إرهاب نظام طهران في اليمن، في حين النوع الآخر هي ألغام طافية بدائية التصنيع، وتظل خطورتها قائمة حتى 10 أعوام، وهي على شكل عبوات الغاز المنزلية، وتحوي مواد شديدة الانفجار، وبأحجام متعددة، أكبرها يزن 70 كيلوجرامًا. وفي السياق، يكشف خبراء في مكافحة الألغام البحرية في اليمن، أن الألغام البحرية المتطورة التي نقلتها إيران إلى المليشيا قطعًا صغيرة، في إطار سهولة تهريبها وحتى يصعب اكتشاف مصدرها، في حين النوع البدائي معبأة ومجمعة محليًا بمواد وخبرات إيرانية. وفيما تستمر مليشيا الحوثي في تفخيخ سواحل اليمن، أكدت البحرية الأمريكية دخول كاسحات ألغام في البحر الأحمر، وذلك للمرة الأولى منذُ سبع سنوات. وفق تغريدة نشرتها القيادة المركزية الأمريكية، على موقعها بـ"تويتر" في الثامن عشر من شهر أكتوبر/تشرين1 الجاري. ولفتت إلى أنه عبرت مضيق باب المندب كاسحات الألغام البحرية الأمريكية "يو إس إس غلاديتور"، (MCM 11)، و "يو إس إس سنتري" (MCM 3)، مضيفةً أن هذا العبور هو الأول لدخول كاسحات الألغام البحرية إلى البحر الأحمر منذ سبع سنوات. يشار إلى أن تقريرا أمميا كان أكد ازدياد التهديد الحوثي للأمن البحري في البحر الأحمر، مؤكدا أن المليشيا الحوثية تمتلك صواريخ مضادة للسفن، وألغامًا بحرية، ومراكب متفجرة ذاتية التوجيه. وذكر خبراء لجنة العقوبات بشأن اليمن، في تقريرهم السنوي المرفوع لمجلس الأمن الدولي، أن الخطر المحدق بالنقل البحري التجاري في البحر الأحمر زاد بشكل كبير، لافتاً إلى قيام مليشيا الحوثي باستهداف ناقلات النفط وسفن تحالف دعم الشرعية وسفن الإغاثة الدولية. وتسببت الألغام البحرية التي تزرعها مليشيا الحوثيين في السواحل اليمنية بمقتل عشرات الصيادين اليمنيين، وتوقفت نتيجة تلك الألغام حركة الصيد في العديد من المناطق، وهو الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية