يبقى فقط أن تضع الأمم المتحدة "على بوابتها المؤدية إلى اليمن" أنها مقاطعة خاصة بالمليشيات الكهنوتية، لتضع العالم في حقيقة الأمر الذي يحدث من تهاونٍ وغض بصر ومراعاة للمليشيات الإرهابية، تلك التي تؤدي أسوأ دور على سطح الكوكب في القتل والتجويع وخلق أزمة إنسانية تمثل الأزمة الأشد فتكاً في العالم خلال هذا الفصل من الزمن، بمباركة أممية تنتشل هذه الجماعة الماردة كلما آن لموعد دفنها أن يدنو.

 

ولطالما وقفت الأمم المتحدة بأدوارها غير المنصفة عائقاً أمام استعادة اليمن من سيطرة المليشيات الحوثية، كما تقف اليوم بكل إصرار أمام عملية تحرير الحديدة من قبضة جماعة الكهنوت، رغم الضمانات التي قدمها التحالف العربي للحفاظ على حياة المدنيين خلال استعادة المدينة، وإعلانه خطة إغاثية فورية لإغاثة المدنيين، عوضاً عن اعتزامه تأهيل ميناء الحديدة وإعادته إلى حالته المدنيين وكذا إعادة قدراته التشغيلية الكاملة.

 

البارحة أعلن مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن فجأة عن جولة جديدة من "المشاورات السياسية"، قال إنه دعا إليها الأطراف في اليمن لتكون في السادس من سبتمبر المقبل. مبيناً أن الجلسة على الطاولة هذه المرة ستكون فقط "لبحث إطار عمل مفاوضات سلام". وهو في كل الأحوال غير مدرك أن اليمنيين قطعوا آمالهم بالتحاور مع جماعة لا تؤمن إلا بالموت ولا تعمل إلا بالقتل.

 

عاد غريفيث من صنعاء بعد أن التقى رأس الإرهاب الحوثي في اليمن عبد الملك بدر الدين الحوثي، وأخذ طريقه عائداً في الثامن والعشرين من يوليو المنصرم، دون أن يعطي تصريحات للصحافيين عن زيارته إلى صنعاء.. غادر الرجلُ غاضباً كونه لم يتلقَ أي تجاوب من جماعة الإرهاب الحوثية وقاداتها الأشرار.

 

يقول غريفيث في جزئية من إحاطته "مؤخرا وعلى الرغم من كل جهودنا، زادت وتيرة الحرب. إننا نلتقي في وقت تركز فيه الحرب على معركة الحديدة. ما يقوله لي المتخصصون في المجال العسكري عن الحديدة هو إنها أصبحت مركز الجاذبية للحرب. إن البحر الأحمر الآن أصبح أيضا مسرحا للحرب. حاولنا إيجاد سبيل لتجنب نشوب معركة على مدينة وميناء الحديدة. وما زلنا نحاول. ورغم أن متطلبات مثل هذا الاتفاق لم تلب بعد، ولكن يجب الإشارة إلى أن جهودنا، مع دعمكم الموحد، تمكنت من تضييق الفجوة بين الجانبين، بشكل لم يتوقعه أحد".

 

يعتبر غريفيث الحديدة جاذبة للحرب دون أن يوضح أن المليشيات دفعت التحالف والقوات المشتركة لخوض المعركة عند الضرورة الملحة هناك بعد أن رفضت مقترح تسليم المدينة سلمياً وصعدت من هجماتها الإرهابية على خط الملاحة البحر في باب المندب، ولعل الهجمات الصاروخية على سفينتين سعوديتين محملتين بالنفط في الممر المائي، أكثر الدلائل على رفض المليشيات التعاطي مع خطوات السلام.

 

إشارة المبعوث الأممي إلى أن البحر الأحمر أصبح مسرح للحرب، يعزز مدى تمادي الحوثيين في تهديد الأمن الدولي وليس اليمني والإقليمي فقط، إلا أن القوات المشتركة اليمنية تقف على أهبة الاستعداد لـ "تحمل مسؤولية حماية طريق الملاحة البحرية ونزع فتيل حرب وشيكة صارت تثير قلق العالم ومخاوفه، وتحقيق ذلك يتطلب أهمية تحرير الحديدة، لا سيما أن الحوثيين أفشلوا جهود المبعوث الدولي وغادر صنعاء دون نتائج". كما أكد سابقاً المتحدث باسم المقاومة الوطنية العقيد صادق دويد.

 

وأضحت معركة الحديدة  اليوم قراراً يمنياً مدعوماً من التحالف العربي لا عودة عنه، حفاظاً على  أمن اليمن والمنطقة، وإنقاذ السكان المدنيين من جور المليشيات، وقطع يد إيران الممتدة في المياه إلى الغرب من اليمن، هذه الدولة الداعمة للإرهاب في المنطقة كاملةً والتي "تزود الحوثيين بوقود تقدر قيمته بنحو 30 مليون دولار شهرياً وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" عن مراقبين مستقلين تابعين للأمم المتحدة في تقرير للجنة العقوبات المعنية باليمن في مجلس الأمن الأسبوع الماضي والذين أكدوا أنهم يحققون في اتهامات من مصادر سرية بأن إيران.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية