تستمر مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، في تنفيذ عمليات تجنيد واسعة للأطفال، وطلبة المدارس بمختلف مناطق سيطرتها، وذلك للزج بهم في معاركها الدموية التي تقودها في اليمن للعام السابع تواليًا، في إطار تنفيذها لأجندة إيران في المنطقة. 
 
ومع تزايد حجم الخسائر البشرية التي تُمنى بها في عدد من جبهات القتال في اليمن، تتوجه المليشيا الحوثية إلى مختلف المدارس في مناطق سيطرتها، من أجل تجنيد الطلبة والدفع بهم إلى جبهاتها الخاسرة، وهو الأمر الذي بات يخاف منه الآباء على أبنائهم. 
 
يقول المواطن عبدالله العلفي، وهو والد طالبين في الثانوية العامة، بأنهما عادا من المدرسة وأخبراه بأن مشرفا ثقافيا (كما أطلق على نفسه) زارهم إلى المدرسة، وألقى في كل فصل محاضرة يحثهم فيها على واجب الالتحاق بجبهات الحرب. 
 
وأشار إلى أن ابنيه أخبراه بأن المشرف الحوثي قال لهم في المحاضرات التي ألقاها: "لا يوجد حياد في الدفاع عن اليمن، إما تكون مجاهد أو منافق" وهو ما دفع ولي أمر الطالبين للسؤال عن هذه المحاضرات بقوله "هل هذه محاضرة ثقافية وإلا تهديد". 
 
مؤخرًا عاشت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية في مقدمتها العاصمة المختطفة صنعاء، حالة رعب، جراء تصعيد المليشيات في تحويل المدارس لمحاضن تجنيد، وصولاً إلى معسكرات تدريب، يستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة، وهو الأمر الذي أدى إلى تخوف كبير بين الأهالي على أطفالهم. 
 
ويأتي ذلك في تطور خطير، تزيد خطورته - وفق مصادر محلية لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - مع تزايد معدلات الاختطافات الحوثية للأطفال، وطلاب المدارس، والزج بهم في جبهاتها تعويضًا لخسائرها البشرية الكبيرة التي تُمنى بها. 
 
وتأتي هذه الجرائم الحوثية بحق الطفولة في اليمن، في ظل تماهٍ أممي، مع هذه المليشيا، ومعه مطالب حكومية لكافة دول العالم وكذا المنظمات الدولية المعنية مغادرة مربع الصمت إزاء جرائم التجنيد المستمرة التي تقوم بها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا بحق الأطفال في اليمن. 
 
جاء ذلك في تصريح لوزير الإعلام معمر الإرياني، تزامنًا مع اليوم العالمي، لمناهضة تجنيد الأطفال، والذي تحتفل به الأمم المتحدة في الـ12 من فبراير من كل عام دعا من خلاله المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، وحماية الطفل، إلى القيام بمسؤولياتها القانونية، والإنسانية، والأخلاقية، لوقف عمليات تجنيد المليشيات الحوثية للأطفال. 
 
وشدد على ضرورة تصنيف مليشيا الحوثي الإجرامية  منظمة إرهابية، وملاحقة المتورطين في هذه الجريمة ومحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب، مؤكدًا أن عمليات تجنيد مليشيا الحوثي الإرهابية لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، تعد عمليات قتل ممنهج، وإبادة جماعية لأطفال اليمن.
 
وأوضح أن مليشيا الحوثي الإرهابية لا تتردد في اقتحام المدارس، في المناطق الخاضعة لسيطرتها مع كل هزيمة تتكبدها، أو مع نفاذ مخزونها من المقاتلين، لاستدراج الأطفال ومسخ عقولهم، وحشدهم لجبهات القتال.
 
‏ولفت إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي على الرغم من الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال تواصل غضها الطرف عن هذه الجرائم النكراء التي لم يسبق لها مثيل. 
 
في ذات السياق، طالب بيان صادر عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لوقف عبث المليشيا، مؤكدًا ضم صوته إلى صوت الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية بدعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتوقف عن مهادنة المليشيا الحوثية وتحمل مسئولياتهم القانونية إزاء الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها، واستمرارها في تعطيل الحلول السلمية للأزمة، ومضاعفة المعاناة الإنسانية. 
 
ودعا الأمم المتحدة إلى إعلان تصنيف المليشيا الحوثية وقياداتها منظمة إرهابية، وممارسة ضغوط جادة لوقف عمليات تهريب الأسلحة الايرانية، وتجنيد الأطفال واستخدامهم وقودًا لمعاركها العبثية.
 
وتشير الإحصائيات الرسمية، إلى أن عدد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي خلال السبع السنوات الماضية بلغت أكثر من 30 ألف طفل، مؤكدةً أن استمرار المليشيا الحوثية بتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك، تمثل جرائم حرب ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل.
 
من جانبها تقارير أممية سابقة، أشارت إلى أن نحو ثلث مقاتلي المليشيا الحوثية هم من القصّر والأطفال، في حين تؤكد وزارة حقوق الإنسان أن مليشيا الحوثي الإرهابية جندت خلال الأربع سنوات الماضية فقط، ما بين 23 إلى 25 ألف طفل. 
 
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، وهي منظمة دولية غير حكومية، مقرها مدينة نيويورك الأمريكية، اعتبرت في تقرير سابق لها، تجنيد المليشيا الحوثية للأطفال يرقى إلى مستوى جريمة حرب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية