تُصرّ مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على ممارسة كهنوتيتها وعنصريتها حتى مع مقاتليها ممن باعوا أنفسهم ووطنهم لها من غير أدعياء السلالة، في سياسة تمييز عنصرية كل من يتعرف عليها يجدها تطبيقًا لسياستها التي تنتهجها تحت مسمى "سادة وعبيد" أو ما يطلق عليه شعبيًا في كثير من الأحيان "قناديل، وزنابيل". 
 
ذلك هو ما حدث مؤخرًا مع أحد عناصرها الذين يوالونها إلى حد كبير من أبناء "تهامة" التي عانت، ولا زالت تعاني من عنصرية المليشيا واستبداديتها الكهنوتية. 
 
وتؤكد مصادر مطلعة في حديث لـ"وكالة 2 ديسمبر" بأن المليشيا الحوثية الإرهابية اتخذت، ومازالت، من أبناء "تهامة" الموالين لها "بيادق حرب"، تستخدمهم متى أرادت من أجل تحقيق أهدافها، ثم تمارس بحقهم عنصريتها المقيتة، وصولاً إلى السجن والقتل والتصفية.
 
وفي قصة تدل على ذلك النهج المقيت، والعنصرية التي تمارسها المليشيا الإرهابية بحق أبناء "تهامة" الموالين لها، تحدث أحمد خلوفة مقري، وهو من أبناء مديرية اللحية، الواقعة شمالي غرب مدينة الحديدة، عن انتهاكات كبيرة وتعسفية، طالته من قبل المليشيا إزاء خدماته لها. 
 
يعبر المتحوث خلوفة -بحسب مصادر محلية- عن ندمه الشديد من عمله لصالح المليشيا، التي قاتل معها في كل جبهاتها ورفدها بنجله الذي قامت بسجنه في صنعاء، ما كشف له عن عنصريَّة المليشيا حتى مع من يقاتلون معها. 
 
وفيما يقول إن قادة المليشيا الحوثية "مكنونا ارفدوا الجبهات بفلذات أكبادكم، ورفدناها بفلذات أكبادنا"، وفي المقدمة منهم نجله يحيى (17عامًا)، معبرا عن صدمته من قادة المليشيا التي سجنت نجله في أحد سجونها بصنعاء، لمجرد اختلافات مع تلك القيادات. 
 
ويضيف خلوفة، في منشور له على صفحته بـ"فيسبوك": "وبمجرد أن يختلفوا مع أحد المشرفين يتم التحرش بهم وتلفيق التهم عليهم، والزج بهم في غياهب السجون"، في إشارة منه إلى ما حصل له من خلاف مع المليشيا التي سجنت نجله لمجرد الاختلاف معها، وهو ما دأبت مليشيا الحوثي الإرهابية على ممارسته مع عناصرها. 
 
ويتساءل: "أهذا هو جزاؤنا، أم هذا هو التكريم" الذي تقوم به المليشيا الإرهابية لمن يقاتلون معها إزاء الخدمات التي يقدمونها لها. 
 
ويتحدث عن حصاد ولائه للمليشيا الحوثية، قائلاً: "وفي الأخير أتفاجئ بخبر الزج بأبني، وفلذة كبدي.. يحيى، في غياهب سجون صنعاء"، متسائلاً "أهذا هو جزائي وتكريم أبني المجاهد وكل المجاهدين الذين كان برفقتهم"، مضيفًا في إشارة منه لقادة المليشيا "آه آه آه منكم يا من خدعتمونا بوطنيتكم المزيفة".
 
ويتابع "خلوفة" مخاطبًا المليشيا: "مهما أحرقتم قلوبنا بفلذات أكبادنا لن نكون مثلكم"، داعيًا إلى التضامن معه للإفراج عن نجله المختطف بسجون المليشيا، والذي كان قد جنده للقتال بصفوفها في جبهة حرض. 
 
الجدير بالذكر - وفق مصادر محلية – أن الكثير من أبناء تهامة لقوا نفس مصير خلوفة، رغم خدماتهم الكبيرة للمليشيا، ومن ذلك اعتقالها نجل المعين من قبلها محافظا لمحافظة الحديدة، عبدالملك محمد عياش قحيم، والذي ظل مختطفًا لسنوات بسبب الدفاع عن نفسه ضد اعتداء جسدي من أحد قيادات الحوثيين المنتمين إلى محافظة عمران.
 
وتؤكد وقائع عدة، بدءًا من جبهات القتال، ووصولاً إلى المقابر والجنازات وتعليق الصور، وذلك بالإضافة إلى الكشوفات الخاصة بالقتلى تحت مسمى "شهداء"، الآلاف من حالات التمييز الحوثية بين عناصرها، إذ تحرم الكثير من أبناء الأسر اليمنية والفقيرة من حقوقهم، ناهيك عن متاعب جمة تعيشها بعد مقتلهم في صفوف المليشيا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية