تختزل التضحيات مساحات زمنية كبيرة للوصول إلى نجاحات وإشراقات وطنية ناصعة تأتي تتويجا لتضحيات الأبطال وهمم القادة، وهنا كانت المقاومة الوطنية همة قائد جسور وتضحيات جنود في الميدان.
 
مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، بدأت طلائع رجال أوفياء لوطنهم يتقدمهم قائد شجاع خرج من الموت ليقود معركة الوطن ضد الإمامة، وكأنه من قال فيه محمود درويش: أنا عدت من الموت لأحيا وأقاتل.
 
سنوات قليلة لكنها صنعت إنجازا كبيرا، وعلى قدر أهل العزم تكون المهمات، فكان القائد العميد طارق صالح محاربا أصيلا وقائدا شجاعا راكمت مواقفه وإنجازاته مكانة كبيرة في المشهد حتى كان التكليف الأخير بالمهمة الوطنية الأكبر، عضوا في مجلس القيادة الرئاسي.
 
أكد دوما قائد المقاومة الوطنية على أن الهدف صنعاء ولا غيرها وتجنب الدخول في صراعات جانبية ومعارك هامشية وركز جهده ورفاقه في قيادة المقاومة الوطنية على بناء قوة نوعية مسلحة بالهم الوطني، جمهورية سبتمبرية لا معركة في وجدان أفرادها سوى معركة الوطن ضد الإمامة وتحرير صنعاء وكل شبر من أرض اليمن من رجس الإمامة بنسختها الحوثية الإرهابية.
 
اختطت المقاومة الوطنية مسارا سياسيا وطني النهج والرؤية، وجمهوريا سبتمبريا، يلتقي مع كل القوى الوطنية في مربع استعادة الدولة وإنهاء طغيان الإمامة الحوثية على كثير من مناطق اليمن، وكان المكتب السياسي للمقاومة نتاجا لهذا المسار وإعلانه ذراعا سياسيا للمقاومة توج انتصارات الميدان بمكون سياسي وطني مثل إضافة نوعية للمشهد السياسي وحرك الركود في العمل السياسي والحزبي.
 
اليوم وفي الذكرى الرابعة لانطلاق المقاومة الوطنية في معركة استعادة اليمن من سواحل تعز الغربية يتزامن التاريخ مع أداء قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح اليمين الدستورية عضوا في مجلس القيادة الرئاسي وهي مصادفة تكشف عظمة التضحيات وعظمة المشروع والقيادة الحكيمة. 
 
 أن يكون قائد المقاومة الوطنية ضمن قيادات اليمن العليا هو تكيلف وطني وليس مغنما، ومهام إضافية إلى مهمة القائد المحارب في ميدان المعركة والذي كثيرا ما طالب بإصلاح الشرعية لتوحيد جميع القوى والمكونات ضمن إطار وطني واحد لاستعادة اليمن من بين أنياب الفرس وأذنابهم الحوثيين.
 
تشرق المشاريع الوطنية بتضحيات رجالها، وعلينا اليوم أن نتذكر بفخر واعتزاز شهداء المقاومة الوطنية وكل شهداء معركة اليمن ضد الإمامة الحوثية، فهم مشاعل الكرامة وبهم أزهرت الدماء انتصارات عسكرية وسياسية ستخلد ما خلدوا كشهداء الجمهورية وثورة 26 سبتمبر. 
 
وإلى كل جريح طالته رصاصات العدو وهو يخوض أشرف معركة وطنية ضد الإمامة والفرس معا نقول له يكفيك فخرا أن ما قدمته لوطنك يتوج اليوم بتوافق واتفاق وطني وفي مسار موحد لاستعادة صنعاء سلما أو حربا. 
 
وبهذا الإنجاز السياسي والعسكري والوطني تكون المقاومة الوطنية ساهمت في بناء شراكة وطنية على قاعدة الولاء لليمن وجمهوريته ووحدته وتعلن جاهزيتها لكل الخيارات لاستعادة صنعاء، سلما أو حربا، وتحرير كل مناطق اليمن مع كل رفاق النضال الوطني ورفاق السلاح في كل الجبهات، وهو عهد البندقية الذي اختطته المقاومة الوطنية منذ وصول طلائعها الأولى إلى ميدان المعركة في أبريل 2018 م.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية